كتب أحمد جمعة
أعربت سفارة جمهورية جنوب السودان فى القاهرة، عن بالغ أسفها للأحداث المؤسفة التى شهدتها مدينة جوبا الأيام الماضية والتى راح ضحيتها عدد كبير من أبناء جنوب السودان نتيجة الشائعات المغرضة.
وأوضحت السفارة فى بيان صحفى، اليوم الخميس، أن الأحداث بدأت بتاريخ 7 يوليو الجارى عقب مقتل (5) جنود من الجيش الشعبى النظامى بواسطة أفراد من القوات التابعة للنائب الأول لرئيس الجمهورية الدكتور رياك مشار عندما حاولوا إيقاف عربة محملة بالجنود والسلاح تابعة لقوات النائب الأول عند نقطة تفتيش قوديلى شمالى جوبا، مؤكدا أن القوة لم تنصاع لأوامر التفتيش وقامت بمهاجمة نقطة التفتيش وأسفر عن ذلك مقتل (5) من أفراد الجيش الحكومى.
وأشارت السفارة أنه بتاريخ 8 يوليو الجارى دعا رئيس جمهورية جنوب السودان الفريق أول سلفاكير ميارديت كل من النائب الأول لرئيس الجمهورية رياك مشار ونائب رئيس الجمهورية وانى ايقا، لاجتماع بالقصر الرئاسى لبحث الأوضاع الأمنية بالبلاد وتشكيل لجنة تحقيق عن الأحداث المؤسفة التى وقعت يوم 7 يوليو الجارى.
وأكدت السفارة أن النائب الأول وصل للاجتماع برفقة قوة كبيرة من حرسه الخاص على متن 21 سيارة دفع رباعى محملة بالجنود والسلاح، بالإضافة إلى سيارة إسعاف تم إخفاء كمية من الأسلحة بداخلها، موضحة أن نشر هذا العدد الهائل من القوات داخل القصر الرئاسى وخارجه خلق جو من التوتر بين قوات الحرس الرئاسى وقوات النائب الأول.
وأوضحت السفارة أنه فى أثناء الاجتماع قام جيمس داك السكرتير الصحفى للنائب الأول بإدلاء بتصريح صحفى ذكر فيه أن النائب الأول قد اعتقل داخل القصر الرئاسى، مما أدى إلى اشتباك بين قوات الطرفين نتج عنه وفاة (272) شخصا وفقا لبيان وزارة الصحة بجنوب السودان، مشيرة إلى أن الجميع كان يترقب خطاب من رئيس الجمهورية إلى الشعب بمناسبة الذكرى الخامسة للاستقلال. وتابعت السفارة فى بيانها أن فى تمام الساعة 5:15 مساءا قدم إلى القصر الرئاسى المقدم ديفيد ريو يتبع قوات رياك مشار ( وهو المتهم الأول فى أحداث يوم 7/7/2016م) وقام بإثارة المشاكل وقتل أحد جنود الحرس الرئاسى فى داخل القصر.
وأكدت أن الواقعة تسببت فى اندلاع أحداث اقتتال بين القوتين قتل فيها عدد كبير من القوات، موضحة أنه خلال اقتتال القوات داخل القصر وخارجه قام رئيس الجمهورية الفريق أول سلفاكير ميارديت بتوفير الحماية للنائب الأول دكتور رياك مشار وتسهيل عملية انتقاله إلى مقر إقامته ومنحه سياراته الخاصة.
يذكر أن رئيس جنوب السودان قام فى يوم 8 يوليو 2018 بتشكيل لجنة لتقصى الحقائق حول الأحداث التى جرت يوم 7 يوليو بمنطقة قوديلى وأسند رئاستها إلى نائب رياك مشار فى المعارضة وهو ألفريد لادو قورى وهو فى ذات الوقت وزير الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية، على أن يقدم تقريرا عن الأحداث خلال 10 أيام.
وأضافت السفارة بتاريخ 10/7/2016م قامت قوة تابعة للنائب الأول من مقر رئاستها بمهاجمة واحتلال نقطة تفتيش تابعة للجيش الشعبى بطريق جوبا ييى واستمر الاقتتال طوال النهار حول نقطة التفتيش.
وفى نهاية الأمر قامت قوات الجيش الشعبى باستعادة السيطرة على نقطة التفتيش ودحر قوات النائب الاول، وفى صباح يوم 11 يوليو قامت قوات تابعة للمعارضة بمهاجمة نفس نقطة التفتيش مرة أخرى وتم دحرها ومطاردتهم إلى مقر معسكرهم الذى جاءوا منه. وكشفت السفارة عن عقد لقاء يوم الاثنين الماضى، بين مايكل مكوى لويث وزير الإعلام والناطق الرسمى باسم حكومة الوحدة الوطنية بجنوب السودان وتعبان دينق قاى وزير المعادن (ممثل من جانب النائب الأول) مؤتمرا صحفيا دعا فيه إلى الهدوء وضبط النفس من أجل إعادة الأمن والنظام.
وأكدت أن رئيس جمهورية جنوب السودان أصدر قرارا رئاسيا بوقف العدائيات من جانب واحد، مؤكدا تمسكه بالتنفيذ الكامل لاتفاقية السلام روحا ونصا، وداعيا القوات بالتزام ثكناتها وحماية المواطنين وممتلكاتهم.