أكد عمرو الجارحى وزير المالية، أن مصر أوشكت على الانتهاء من البرنامج الذى تم الاتفاق عليه مع صندوق النقد الدولى، وأنه يمثل خطوة لتدعيم الثقة فى برنامج الحكومة وتوفير التمويل المناسب له، مشيرا إلى أن تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية بدأت قبل بدء المحادثات مع الصندوق، وهى إصلاحات مهمة تعالج المشاكل الحالية وتفتح آفاقا جديدة أمام الاقتصاد المصرى.
وأشار الجارحى فى بيان له، على إصرار الحكومة المصرية على المضى قدما فى تنفيذ برنامج متكامل من الإصلاحات الاقتصادية التى تعالج الاختلالات المالية والنقدية وأهم المشاكل الهيكلية لتحقيق الانطلاقة الاقتصادية وعمليات البناء التى تقوم بها مصر، لافتا إلى أن هذه الجهود والإصلاحات سوف تنعكس فى صورة زيادة معدلات النمو والتشغيل وتحسين مستوى الخدمات العامة وبرامج الحماية الاجتماعية والحفاظ على الاستقرار المالى والنقدى على المدى المتوسط.
جاء ذلك خلال اللقاءات التى عقدها وزير المالية على هامش الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين، حيث عقد خلالها وزير المالية عدة لقاءات مكثفة ومتابعة مع العديد من رجال أعمال والبنوك الاستثمارية ونظرائه من وزراء مالية الدول العربية والأوروبية والأفريقية.
واستضافت كل من غرفة التجارة المصرية الأمريكية والمعهد الدولى للمالية لعامة وزير المالية كمتحدث رئيسى خلال الملتقى الاستثمارى الذى عقد فى إطار فعاليات الاجتماعات السنوية للبنك والصندوق، حيث بعث وزير المالية برسائل واضحة خلال كلمته فى مقدمتها أن المميزات العديدة التى تتمتع بها مصر من الموقع الجغرافى المتميز إلى تنوع الاقتصاد المصرى وتطور البنية الأساسية مؤخرا يطرح مجالات واسعة للاستثمار فى كافة القطاعات الزراعية والصناعية والخدمية.
وأشار وزير المالية إلى أن المشروعات الكبرى التى أطلقها رئيس الجمهورية فى محور قناة السويس واستصلاح 1,5 مليون فدان، وكذلك العاصمة الإدارية الجديدة تشكل بيئة جاذبة للاستثمار وتفتح آفاقا واسعة للتعاون بين مصر وكافة دول العالم.
وأوضح الوزير أن الحكومة المصرية بدأت بالفعل مسيرة الإصلاح حيث تم بالفعل إصدار قانونى ضريبة القيمة المضافة وفض المنازعات الضريبية فى إطار تحرك وزارة المالية لإجراء إصلاح ضريبى شامل فيما يمثل ركنا أساسيا فى برنامج الإصلاح الاقتصادى وفى تهيئة المناخ الأمثل للمستثمرين المصريين والأجانب، كما تم إصدار قانون الخدمة المدنية ليعكس الرؤية المصرية لإصلاح الجهاز الإدارى للدولة.
كما تناولت الاجتماعات المكثفة لوزير المالية خلال الأيام الماضية لقاءات مع وزراء مالية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والكويت ونائب وزير الخزانة الأمريكي، حيث استعرض الجارحى ملامح الخطة المصرية للإصلاح الاقتصادى، مؤكدا رغبة مصر فى التحرك قدما بدعم من شركائها الدوليين لتحقيق التنمية المستدامة.
ومن جانبهم أكد وزراء المالية الأوروبيين وأعضاء مجموعة الدول السبع الصناعية دعمهم الكامل لمصر وتأييدهم لسياسة الحكومة لاستعادة عافية الاقتصاد المصرى، مؤكدين أن مصر تسير على الطريق الصحيح وأنهم سيبذلون كل جهد وتعاون لضمان نجاح البرنامج المصرى، اقتناعا منهم بالأهمية الحيوية لمصر فى المنطقة العربية والعالم ودورها المحورى فى تحقيق السلام والاستقرار فى الشرق الأوسط.
من ناحية أخرى شارك وزير المالية ومحافظ البنك المركزى فى الاجتماع الختامى لوزراء مالية مجموعة العشرين، حيث شاركت مصر كضيف شرف على مدار العام الماضى فى كافة أنشطة عمل المجموعة تحت الرئاسة الصينية. كما اتفق وزير المالية المصرى مع نظيره الألمانى الرئيس الجديد للمجموعة خلال العام الحالي، على مشاركة مصر فى الاجتماعات الخاصة بإفريقيا فى إطار مجموعة العشرين بما يحقق استمرار التواصل والتمثيل المصرى فى هذا المحفل الهام دوليا.
وتابع البيان: "جاء برنامج اجتماعات وزير المالية فى واشنطن استكمالا للجهود التى بدأها فى العاصمة البريطانية لندن خلال اجتماعاته فى البورصة البريطانية ومع الجهات المعنية بالاستثمار فى مشروعات البنية التحتية الأساسية حيث عقد عمرو الجارحى العديد من اللقاءات مع البنوك وصناديق الاستثمار الألمانية والأمريكية واليابانية استعرض خلالها ملامح برنامج الإصلاح الإقتصادى وسبل تعزيز التعاون مع المؤسسات المالية الدولية لتوفير الاحتياجات الاستثمارية اللازمة لتمويل البرنامج المصرى للإصلاح".
ويشارك وزير المالية فى اجتماعات اللجنة الرئيسية للسياسات المالية فى صندوق النقد الدولى وكذلك فى اجتماع كريستين لاجارد مدير صندوق النقد الدولى مع وزراء مالية المجموعة العربية من اعضاء الصندوق يوم أمس السبت، قبل أن يغادر إلى نيويورك فى ختام جولة العمل التى أجراها فى بريطانيا والولايات المتحدة ليختتم ستة أيام من العمل المكثف بإلقاء الكلمة الرئيسية فى الاجتماع السنوى للملتقى الدولى لرجال الأعمال والمستثمرين والذى يعد أحد أهم المحافل الدولية لقادة وكبار المفكرين الاقتصاديين وقيادات مجتمع الاستثمار فى العالم.