الجمعة، 22 نوفمبر 2024 04:45 م

مرصد الأزهر عن المستهزئين بآيات القرآن: سفه وسقوط أخلاقى يستوجب المساءلة القانونية

مرصد الأزهر عن المستهزئين بآيات القرآن: سفه وسقوط أخلاقى يستوجب المساءلة القانونية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف
الثلاثاء، 12 يناير 2016 10:39 ص
كتب لؤى على
قال مرصد الأزهر الشريف، إن الاستهزاء بالقرآن الكريم يعد سفهًا يستوجب المسألة القانونية، ضاربًا المثل بعدة وقائع فى إشارة إلى المطرب الشعبى شعبان عبد الرحيم، والكاتب الصحفى إبراهيم عيسى.

وقال المرصد فى تقرير للجنة الشرعية، إنه ظهرت فى الآونة الأخيرة مشاهد على الفضائيات تستخف بالقرآن الكريم وعظمة إجلاله من بعض مقدمى البرامج أو ضيوفهم، فيتناول أحدهم آيات القرآن الكريم بما يفقدها إجلالها بسقط القول وسخف التناول، فيقرأ الآيات بطريقة يكون بها مشهد تمثيلى، بغرض التسلية وإثارة الضحك، بينما يردد الآخر مقاطع من آيات القرآن للسخرية، كمن ردد سلطانية سلطانية، التى وردت فى قوله تعالى: {مَا أَغْنَى عَنِّى مَالِيَهْ (28) هَلَكَ عَنِّى سُلْطَانِيَهْ} الحاقة: 28-29، مما يعد تنكرًا لعظمة القرآن، ونزعًا للتاج والوقار عن منطق الوحى المنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويفتح بابًا من السخرية والاستهزاء بآيات القرآن الكريم، رغم أن الله عز وجل عظمها فى قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِى وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} الحجر:87، والسبع المثانى: هى سورة الفاتحة التى تهكم بها أحدهم فى قراءته لها، رغم أن المسلم مخاطب بإجلال القرآن وتعظيم التعامل معه قراءة وسماعًا؛ قال تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} الأعراف: 204.

إلا أن هؤلاء قد تعاملوا مع القرآن الكريم وآياته باستخفاف واستهزاء، وهذا سقوط أخلاقى وسفه يستوجب التنبيه إليه والمساءلة القانونية عنه؛ لئلا يفتح بابا من الاستهانة بالقرآن والخوض فى آياته، والتلاعب بمنطق الوحى، وهو إن حصل فشر مستطير، وقد كان القرشيون يشاغبون على القرآن باللغو فيه عند قراءته حتى لا يصل إلى قلوب المستمعين فيهديهم إلى الإيمان، مما يدل على أن قضية الشغب على القرآن الكريم قديمة حديثة؛ لذلك نبه الله عز وجل فى القرآن إلى أن مثل هذه السفاهات قد تقع فى أى عصر وآن؛ فأنزل فيها قرآنا يكشف باطلها ويشنع على من يقوم بها ويقبح فعله فى أكثر من آية من القرآن الكريم، وهذا من الإعجاز القرآنى حيث يكشف من ألف وأربعمائة عام ويزيد واقعًا معاصرًا كأن الوحى يرصده الآن، لينعى على صاحبه ما يلاقيه من جزاء بقدر ما أساء إلى القرآن الكريم وآياته.

قال تعالى: {وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ} الجاثية: 7-8-9، وقال سبحانه: {وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ} الصافات: 14، أى يستهزئون، وذلك عن طريق سقط القول وسخف التناول، لجلب الضحك والتسلية، فكشفهم الله عز وجل فى قوله: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ} التوبة: 65، ثم حذر الله عز وجل من يجالس هؤلاء السفهاء، ويلف لفهم ويرتضى فعلهم، أنه قد يقع فى الظلم ويخالطه الشيطان، قال تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِى حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} الأنعام: 68، ثم ينبه الله عز وجل الإنسان من التمادى فى الهزل والاغترار بحلم الله تعالى عليه، فقال: {يَاأَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِى خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِى أَىِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ} الانفطار: 6-8.

ولما كان الأزهر الشريف بحكم الدستور والقانون هو الأمين على الدين والحارس لشريعته، والحافظ لهيبته؛ كان حقا له أن يتخذ من الإجراءات القضائية والمساءلة القانونية بما يحفظ للدين هيبته، وللقرآن وقاره، وللرسول صلى الله عليه وسلم مكانته.


الأكثر قراءة



print