على مسرح منتدى شباب العالم المنعقد بمدينة شرم الشيخ، يقف صدام سياله الأردني الجنسية من أصل فلسطيني، ليروى لمئات الجالسين أمامه من الشباب من مختلف أنحاء العالم قصة كفاحه ونجاحه وكيف تحول من طفل سُرب من التعليم لمؤسس أحد أهم المؤسسات المعنية بدعم الأطفال والشباب من أجل التعلم "أنا أتعلم".
ويضم المنتدى ضمن أجندته لهذا العام عددا من الفعاليات، أبرزها منصة "INSPIRE.D"، والتي يسعون من خلالها لأن تكون سبباً في استلهام الأفكار وحدوث تغيير في العالم، ومن خلالها يمكن للشباب المُلهم أن يحكي عن تجاربه الشخصية لمساعدة الآخرين، والتأكيد على أن كل منا لديه تجربة بالإمكان مشاركتها مع الآخرين.
وتؤكد منصة "Inspire.d" أن كل شخص لديه قصة تستحق أن تروى قصص الإنجاز والأمل والأحلام والبقاء وحتى الفشل، وبدأت لأول مرة خلال منتدى شباب العالم عام 2019 في استقبال رواة القصص البارزين على خشبة المسرح لفتح عقولهم واستيعاب قصصهم وإلهامها ومشاركتها.
يقول صدام سياله ل "اليوم السابع" إنه أجبر منذ الصغر على ترك المدرسة بسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية لأسرته، وكانت طفولته صعبة للغاية، عمل بعدها في عدة حرف ومهن لكنه قرر أنه يعلم نفسه بنفسه وبمساعدة آخرين تمكن من إجادة اللغة العربية والانجليزية، وفي عام 2012 قرر أن يسهم في نشر التعليم ومحو الأمية بين الأطفال والشباب الذين سُربوا من المدارس فأطلق مبادرته التي تحولت فيما بعد لمؤسسة "أنا أتعلم".
أضاف، فخور حاليا بأن مبادرتي تحولت لمؤسسة أتحدث عنها ضمن الشباب الملهمين بمنتدى شباب العالم فهو فرصة حقيقية لمشاركة الشباب قصص نجاحهم وتسليط الضوء على القضايا التي تهم الشباب وتدعمهم.
استكمل بقوله، قصة نجاحي هي قصة نجاح كل شخص وقف بجواري ودعمني ووجودي وسط شباب من مختلف يمنحني مزيد من الإلهام، فالمنتدى خطوة للتقارب بين الشباب من مختلف دول العالم.
وينعقد منتدى شباب العالم خلال الفترة من 10 إلى 13 يناير 2022 تحت شعار "العودة معا"، بمشاركة شباب من 196 دولة بالعالم.. ويعد حدثا سنويا عالميا يقام بمدينة شرم الشيخ في جنوب سيناء تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وانطلق عبر 3 نسخ بالأعوام الماضية 2017 و2018 و2019، حيث تم استضافة أكثر من 15 ألف شاب وشابة من 160 دولة على مدار هذه الدورات الثلاث.
ويهدف المنتدى إلى جمع شباب العالم من أجل تعزيز الحوار ومناقشة قضايا التنمية، وإرسال رسالة سلام وازدهار من مصر إلى العالم، وقد اعتمدت لجنة التنمية الاجتماعية التابعة للأمم المتحدة، النسخ الثلاث السابقة من منتدى شباب العالم في مصر، كمنصة دولية لمناقشة قضايا الشباب.
وتضم أجندة النسخة الرابعة عددا من القضايا والموضوعات الحيوية التي تعكس ملامح الواقع الجديد بعد جائحة كورونا (كوفيد-19) التي أثرت على حياة الملايين ببلدان العالم أجمع، كما تنطلق جميع الموضوعات من المحاور الثلاثة الأساسية للمنتدى، وهي "السلام والإبداع والتنمية".
وتطرح أجندة المنتدى قضايا متنوعة أخرى تتضمن جلسات نقاشية حول مستقبل الطاقة، واستدامة الأمن المائي، والسلم والأمن العالمي، وإعادة إعمار مناطق ما بعد الصراع، وكذلك يركز المنتدى على إعلاء القيم الإنسانية من خلال مناقشة صناعة الفن والإبداع، وبناء عالم آمن وشامل للمرأة.