وأضاف الأزهري - في حوار خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم /الجمعة/ - أنه من أهم مقاصد الدين غرس الأخلاق الرفيعة في النفس والارتقاء بالسلوك الإنساني ليكون سلوكا فاضلا، يملأ الصدر بالهمة والمعرفة والإيثار والأدب الرفيع، بحيث يجد الإنسان في كل تصرف يقوم به خلقا من الأخلاق النبيلة التي تجعل تصرفه في كل موقف موصوف بالحكمة والأثر الحميد.
وشدد على أن هذه المشاكل والظواهر غريبة على المجتمع المصري، وسببها غياب البنية الأخلاقية للأبناء منذ الصغر .. معربا عن قلقه من أن تكون هذه الظواهر بداية سلسلة من الحوادث الغريبة على مجتمعنا التي سوف تسفر عنها هذه البنية لتكوين الإنسان، لاسيما في ظل غياب دور رجل الدين وقلة تفاعله الاجتماعي مع المواطنين.
وفيما يخص قضية التغيرات المناخية، قال الدكتور أسامة الأزهري، إن الشريعة الإسلامية أولت البيئة اهتماما كبيرا من جهة حمايتها والحفاظ عليها من إلحاق أي ضرر بها، لذلك وضعت القواعد الصارمة والأحكام اللازمة لمنع الاعتداء عليها أو المساس بها لتحقيق الانتفاع الكامل بها والاستفادة من مواردها، مشيرا إلى أنها تعد من أهم وأعظم مقاصد الشريعة ، خاصة وأن القرآن الكريم تناول وتطرق إلى أبعاد هائلة تخص البيئة، حيث تكلم عن الأنهار والبحار والجبال والرياح والشمس والقمر وغيرها، للفت النظر إلى مكونات البيئة.
وأضاف الأزهري، أن ما نعيشه من سوء الأحوال البيئية اليوم هو بسبب ما اقترفت أيدي البشر من عبث في هذه البيئة وهو ما طال خيرات الأرض برا وبحرا، مؤكدا أن قضية تغير المناخ تأتي على رأس التحديات التي تواجه العالم حاليا، بسبب الأضرار الجسيمة التي تعاني منها كل الدول والمجتمعات ، مما يستلزم تحركا جماعيا عاجلا نحو خفض الانبعاثات المسببة لتغير المناخ.
وقال مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، إن القرآن الكريم لفت الأنظار للبعد الجمالي للبيئة، وخلق روحا من التآلف بينها وبين البشر، من خلال ما تنطوي عليه من صورة نقية تسر الناظرين فقال الله تعالى: ( أَفَلَمْ يَنظُرُوا إلى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ * وَالأرض مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيج)، فمن هذه الآيات ندرك مكانة البيئة في الإسلام، وأنَّ الله تعالى منح الإنسان الموارد الكونية والبيئية النافعة له.
وأشار الأزهري، إلى أن القرآن الكريم وضع الضوابط العديدة على تصرف الإنسان في مكونات البيئة، حيث نهاه عن الفساد في الأرض، وإهلاكه الحرث والنسل، كما نهاه عن الإسراف، ودعاه إلى التوسط والاعتدال في كل أحواله بلا إفراط ولا تفريط ..مؤكدا أن الإسلام بنصوصه وتشريعاته وقواعده الفقهية ومقاصده الشرعية رسم منهجا واضح المعالم بما يتعلق بحماية ورعاية البيئة، وصيانتها مما من شأنه أن يضرر بها أو يفسدها، بل ذهبَ إلى ما هو أبعد من ذلك في الحث على الاهتمام بها وتنميتها وإصلاحها وتطويرها.
وثمن الأزهري، استضافة مصر لمؤتمر المناخ العالمي (COP27) في مدينة شرم الشيخ، مؤكدا على جهود الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي في استضافة هذا المؤتمر .. مشيرا إلى أن مصر تضع على أولوياتها وجدول أعمالها منذ سنوات قضية تغير المناخ .
وأوضح مستشار الرئيس، أن اختيار مصر ممثلا عن دولة أفريقيا لاستضافة فعاليات مؤتمر الأطراف في اتفاقية cop27 المزمع انعقاده في نوفمبر المقبل يعد تقديرا من المجتمع الدولي للجهود التي تبذلها مصر للحفاظ على البيئة،معربا عن أمله في نجاح المؤسسة الدينية في تقديم طرح شديد العمق في هذا المجال باعتباره أحد أبرز مقاصد الشريعة.
وبشأن مواجهة الأفكار المتطرفة، قال الدكتور أسامة الأزهري، إن الدولة المصرية نجحت من خلال جميع مؤسساتها والمؤسسات الدينية بوجه خاص في مواجهة الأفكار المتطرفة من خلال عقد العديد من الندوات والمؤتمرات التي تنادي بمواجهة الأفكار المتطرفة والمغلوطة وتفنيدها ..مشيرا إلى أنه قام بتأليف كتاب "الحق المبين" من أجل الرد على من تلاعب بالدين" وترجم إلى 14 لغة، وفيه تم تفنيد كل أفكار الجماعات المتطرفة وقدمه في عدد من الندوات والمحاضرات، وسيتم تقديم الموسم الثاني من برنامج الحق المبين خلال أسبوع.
وأشار الأزهري، إلى أن مبادرة تجديد الخطاب الديني تتكون من 4 بنود بدء من إعادة بناء الشخصية المصرية وصولًا إلى إعادة تشغيل مصانع الحضارة في عقل الإنسان المسلم .. موضحا أن أبرز هذه البنود هو إطفاء نيران الفكر المتطرف وتم رصد 40 تيارا متطرفا خرجوا من تحت عباءة الجماعة الإرهابية في مقدمة تلك الجماعات، القاعدة وتنظيم داعش وبوكو حرام وحسم وغيرها.
وأوضح مستشار الرئيس، أن التيارات المتطرفة بدأت بجماعة الإخوان منتصف القرن الماضي وكان آخرها ظهور تنظيم داعش الإرهابي مطلع العقد الأول من القرن الحالي، مشيرا إلى أن هذه التيارات المتطرفة لديها قاسم مشترك تنطلق جميعها من فكرة الحاكمية وهي التفكير لكل من لم يحكم بما أنزل الله.
وأضاف الأزهري، أن هذه التيارات تتبنى فكرة الحاكمية وفكرة الولاء والبراء لنسف فكرة الوطنية لدى المنتمين لهذا التيار فتخرج شعارات "الوطن حفنة تراب" لجماعة الإخوان، و"كسر الحدود وفتح العالم" لتنظيم داعش حيث يروج إلى أن الحدود هي مجرد مواقع جغرافية صنعتها دول الاحتلال للشرق الأوسط.
وتتخذ الجماعة الإرهابية والمتطرفة عدة مبادئ منها القول بالفرقة الناجية وأن من ينتمي إليها يدخل تحت هذه الراية، وصولًا إلى حتمية الصدام وتكفير المجتمعات، وثاني ملفات تجديد الخطاب الديني إطفاء نيران التطرف اللاديني المضاد الذي يصل إلى قضية الإلحاد، والملف الثالث إعادة بناء الشخصية الوطنية القادرة على حماية البلد والتي تبحث وترمم أعمدة شخصية الإنسان المصري، ورابعها إعادة صناعة الحضارة.