ابدى فضيلة الدكتور أحمد جيلان المستشار برابطة العالم الإسلامي، سعادته بالمشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب فى دورته 54، قائلا: فى الحقيقة انا سعيد بوجودي فى جمهورية مصر العربية، هذا البلد العظيم، والتى لها دور كبير فى نشر ثقافة الوعي والمعرفة، وطبعا معرض الكتاب الدولي بالقاهرة معرض متميز فى البعد الثقافي والديني والأخلاقي، وأيضا في زرع قيم الوعي
وأضاف "جيلان" ل"اليوم السابع" عن رأيه فى دور الكتاب فى نشر قيم الوسطية والاعتدال الديني، قائلا: فى الحقيقة الكتاب له دور كبير جدا فى نشر الوعي وقيم الاعتدال والوسطية، فأول آية نزلت على النبي محمد (صلى الله عليه وسلم): "اقرأ" وهذا رسالة للانسانية بأنه لابد أن نقرأ، لابد أن نستفيد من العلم، والله سبحانه وتعالى قال فى كتابه العزيز لنبيه المصطفى : "وقل ربي زدني علما" فالإنسان كما هو بحاجة لغذاء البدن فلابد من غذاء العقل والروح بالمعرفة بالازدياد من العلم، ومن وسائلها القراءة، لاسيما الكتب النافعة ومن اهمها القران الكريم خير الكتب وأقدسها من الاهمية أنك تنوّع في القراءة إقرأ فى الدين فى التاريخ فى الحضارة و الثقافة، اقرا في كل العلوم، ولكتّاب من بلدان شتى حتى تطلع على العديد من الثقافات لان القراءة توسع المدارك فالكتاب أصبح له دور كبير فى تعزيز الوعي والوسطية والاعتدال، وتصحيح المفاهيم وبالاعتدال نحقق الآمال، مع توضيح أن هناك بعض الكتب قد تؤدي بالإنسان إلى الانحراف وربما إلى التيه والحيرة، لذلك عليك أن تختار الفن والعنوان والمؤلف المناسب والمضامين الجيدة، أنا أوصي دائما أن الإنسان يسأل ويستشير عن الكتاب المناسب، فهناك كتب مناسبة للأسرة وأخرى مناسبة للأطفال وأخرى للكبار، انا اتمنى من كل أب وأم أن يزورا مع أولادهم معرض الكتاب في سياحة ثقافية وهذا لفت نظري جدا في معرض الكتاب بمصر ولم أره بهذا الشكل في المعارض الدولية ولكن مصر دائما كبيرة ومتميزة.
لابد أن نجعل للكتاب مكانة كبيرة فى بيوتنا، لابد أن يقرأ الطفل والزوجة والأب، إذا قرأنا وسعنا مدارك الوعي والوسطية والاعتدال.
وعن الدور الدي تقوم به رابطة العالم الإسلامى والذي تنطلق من مكة المكرمة، وتقدم العديد من المؤتمرات والمنتديات فى مكة وفي أوروبا وآسيا وأفريقيا، ولعل أحدهم يسأل لماذا تقوم رابطة العالم الإسلامى بهذه المنتديات، يحدث ذلك لأنها حريصة على ان تمد جسور التواصل بين كل الحضارات فنحن في أمس الحاجة لأن نقدم الصورة الجميلة عن ديننا وتصحيح الصورة الذهنية عن الإسلام وبيان سماحة الاسلام الوسطية، وبالتالى فإن الرابطة تقوم بدور عالمي لان الله أرسل نبيه محمدا رحمة للعالمين، الرابطة حريصة على التعريف بقيم الإسلام مثل العدل والتسامح والتعايش، والرحمة والتعارف فالله خلقنا فى هذا الدنيا حتى نتعارف، وليس لنتعارك.
فالرابطة تهدف إلى ايضاح الصورة الصحيحة عن الاسلام وبيان القيم الاسلامية السامية والتصدي لشعارات الكراهية والعنصرية، وإيصال صوت الاعتدال والحكمة، وإيضاح حكمة الخالق في سننه الكونية ذكر بعض القيم المشتركة ببن البشر .
أما فيما يتعلق بوثيقة مكة المكرمة، فقد تبنتها رابطة العالم الإسلامى فى العشر الأواخر سنة 1440 هجريا أي 2019 ميلادية، في مؤتمر عالمي وقد جمعت بين قداسة المكان والزمان، واجتمع فيها 1200 من علماء الأمة و4500 من المفكرين، والوثيقة تضمنت العديد من المزايا وأرضحت أن الاخطاء التى يرتكبها بعض المسلمين لا يجوز ان ننسبها للاسلام انما تنسب لاصحابها ومرتكبيها وحتى الاديان الاخرى الاخطاء تنسب لأصحابها، لا نحمل الأديان أخطاء أفرادها. كما بينت الوثيقة ان الفتوى العامة لا يجوز أن تصدر من أحاد الناس بل من المرجعيات العلمية ومؤسسات دور الإفتاء والمجامع الفقهية كما اكدت الوثيقة على معرفة السنن الكونية والتي منها سنة الاختلاف، فالله جعل هناك اختلافا بين البشر في أديانهم وألوانهم وثقافاتهم وطبائعهم ولغاتهم فمن الصعوبة أن تلغي هذا التنوع وتفرض عليهم رأيت واحدا ونمطا واحدا فلابد من معرفك سنّة الخالق في التنوع البشري والفكري والثقافي، ولابد ان نتسامح مع الجميع وان نتعاون معهم وليس معنم التسامح القناعة بأديان الآخرين والتنازل عن ثوابتنا وإنما احترامهم وعدم الاعتداء عليهم مع اقتناعنا بان دين الاسلام هو الحق وأكمل به الدين والله هو من يحاسب الجميع، وليس اليشر ودورنا أن نبين سماحة الاسلام واخلاق النبي الكريمة.
كما بينت الوثيقة خطورة التطرف والعنصرية والشعوبية والتعصب، والاقصاء كما جرمت الإرهاب والتكفير، ودعت الوثيقة الى التحاور والتقارب والتسامح نريد حوار الحضارات لا صراع الحضارات.
وأكد فضيلة الدكتور أحمد جيلان، أن هناك قيم مشتركة بين جميع الأديان مثل الاحترام والعدل والحرية، ولكن ليس معنى الحرية الاساءة إلى الناس، فالحرية تقف عند احترام الاخرين، ومن المؤكد أنه لا إكراه فى الدين.
ووجه فضيلة الدكتور أحمد جيلان الشكر لكل من قام على وثيقة مكة المكرمة بداية من الجهة المستضيفة وهي رابطة العالم الإسلامي ومعالي أمينها العام الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى رئيس هيئة علماء المسلمين وشكر لحكومة المملكة العربية السعودية حصن الإسلام والقبلة الجامعة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزي وولي عهده الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله وكل من شارك من علماء العالم الإسلامي ومفكريه، وبحمد الله كان لوثيقة مكة المكرمة صدى في العالم حيث جرى الاحتفاء بها في عددٍ من المنصات الدولية بتنوعها الديني والثقافي، كما اعتمدَتها الدول الإسلامية في اجتماع وزراء خارجيّتها في "نيامي"بالنيجر، وأصبحَت معتمدةً في تدريب الأئمة لدى عددٍ من الدول الإسلامية ودول الأقليات.