في قلب القاهرة وبعد منتصف الليل بساعات، دوت أصوات سيارات الإطفاء معلنة عن أزمة كبيرة، تصاعدت ألسنة اللهب في السماء، والدخان الكثيف غطى المنطقة، ليحجب الرؤية عن المارة الذين وقفوا مصدومين أمام مشهد النيران التي تلتهم أحد أهم المرافق الصحية وهي المعامل المركزية لوزارة الصحة.
الواقعة بدأت في فجر الجمعة، حتى تحولت منطقة وسط البلد فجأة إلى ساحة تمتلئ بقوات الحماية المدنية ضد حريقٍ هائل يهدد بتدمير مبنى يحمل بين جدرانه أسرار التحاليل الطبية والأبحاث الصحية، كيف بدأ الحريق؟ وما الذي أنقذ المبنى من كارثة محققة؟
داخل أحد الأكشاك الخشبية الواقعة خلف المبنى الإداري لإدارة التراخيص الطبية، اشتعلت النيران دون سابق إنذار، لم يلاحظ أحد الأمر في البداية، لكن في غضون دقائق، كان اللهب يزحف سريعًا، وامتدت النيران إلى المباني المجاورة، وتصاعد الدخان في سماء وسط البلد.
"النجدة الحريق يقترب من المعامل"، صرخ أحد الموظفين بينما حاول آخرون إخلاء المكان، وهرع العاملون للخروج، وسط حالة من الذعر، في الوقت الذي انطلقت فيه مكالمات الاستغاثة برجال الإطفاء.
لم يمر وقت طويل حتى كانت عشرات سيارات الإطفاء تحاصر المكان، محاولين السيطرة على النيران قبل أن تصل إلى قلب المعامل المركزية.
رجال الحماية المدنية اقتحموا ألسنة اللهب، يحملون الخراطيم الثقيلة، يصارعون الحرارة الخانقة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، دقائق كانت تفصل عن كارثة كبرى، لكن الجهود الجبارة حالت دون وصول النيران إلى صميم المعامل، حيث يتم فحص آلاف العينات الطبية يوميًا.
بعد ساعات، أعلنت فرق الحماية المدنية أن الحريق تمت السيطرة عليه بالكامل، مع تسجيل إصابة واحدة فقط بصعوبة في التنفس، في ظل تصاعد الدخان الكثيف، ولم يُصب المبنى الأساسي بأضرار جسيمة، لكن المكان المجاور له تضرر بشكل كبير.
وانتقل فريق من النيابة العامة والمعمل الجنائي إلى موقع الحريق، حيث بدأوا بفحص الأدلة، والتحفظ على كاميرات المراقبة، واستدعاء الشهود لكشف ملابسات الحادث.
