كتب لؤى على
استقبل الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشَّريف، العلامة المغربى محمد بن شريفة، عضو مجمع اللغة العربية، والدكتورة عصمت دندش أستاذة الدراسات الإسلامية بجامعة محمد الخامس بالرباط، والعلامة الجزائرى الدكتور عمار طالبى عضو مجمع اللغة العربية، إذ تناول اللقاء كثيرًا من القضايا التى تخص الوضع الثقافى والعلمى فى الأمتين العربية والإسلامية.
وخلال اللقاء، تحدث الإمام الأكبر عن منهج الأزهر الذى تميَّز باستيعابه للمذاهب الفقهية الأربعة فى الفروع، والمذهب الأشعرى فى الأصول، وهذا هو الذى أهَّلَه ليكون المعبِّر تعبيرًا صادقًا عن الأمة الإسلامية قديمًا وحديثًا.
وعن واقع الأمة، قال الإمام الأكبر، إنَّ الأزهر يقف دائمًا مع ضرورة التفاهم بين المذاهب الإسلامية، حفاظًا على وحدة الأمة، ويسعى دائمًا إلى وحدة الصَّف ونبذ الفرقة والخلاف، وفى الوقت ذاته يقف بحزمٍ ضد كل ما يعكر صفو هذه الوحدة من محاولات بعض دعاة التشيّع لاختراق الصف العربى والتشويش على الأمة العربية باستحداث بؤر تَوتُّرٍ هُنا وهُناك، لفرض مذاهب معينة، ولذا فإن الأزهر يرفض رفضًا باتًّا المساس بالوحدة والأمن الفكري للأمة العربية.
وفى موضوع التراث والتجديد، ذكر الإمام أنَّ التجديد لا يكون إلا بهضم التراث القديم واستيعابه استيعابًا جيدًا، ثم بعد ذلك نجدد فيه بالضوابط المعلومة عند أهل العلم، فلا يمكن قبول قول من يدعى أنَّ لفظ الجهاد ينبغى حذفه من منظومة ثقافتنا العربية الإسلامية، فقائل مثل هذا الكلام لا يعرف المدلول لهذا المصطلح الذى استُعمل منذ بزوغ الإسلام للدفاع عن النفس والأعراض والأوطان، ولم يكن فى يوم من الأيام أداة لقتل المخالف أو ترويعه، ولو جارينا هذا القائل بحذف الجهاد لألغينا وزارات الدفاع على أرض العروبة.
من ناحيته، ذكَّر العلامة عمار طالبى، بعمق العلاقات بين الأزهر وزعماء النهضة الجزائرية، وقدَّم للإمام صورة رسالة فى ثلاثينات القرن الماضى، من الشيخ عبدالحميد بن باديس، رئيس جمعية العلماء المسلمين، إلى الأمام الأكبر مصطفى المراغى، شيخ الأزهر وقتها، ذكر فيها "ابن باديس" أنّه مع غروب الخلافة الإسلامية فإن الأزهر الشريف كفيل بأن تنقل إليه الخلافة العلمية للدول الإسلامية.
أمَّا العلامة محمد بن شريفة، فقد دعا إلى ضرورة التنسيق بين الجامعات الثلاث: الأزهر بالقاهرة، والقرويين بالمغرب، والزيتونة بتونس، من أجل الحفاظ على الطاقة الإسلامية الأصيلة والمنظومة التربوية القديمة التى لخصها العالم المغربى "ابن عاشر" فى منظومته الشهيرة التلاميذ من أقصى المغرب الأقصى إلى جزر الأرخبيل فى إندونيسيا، جاء فى هذه المنظومة: وفى عقد الأشعرى وفقه مالك وفى طريقة الجنيد السالك.