كتب لؤى على
أدان مرصد الإسلاموفوبيا، التابع لدار الإفتاء المصرية، دعوة زعيم اليمين المتشدد فى بلجيكا، فيليب ديونتر، إلى إلغاء الاعتراف بالإسلام فى بلجيكا؛ واصفًا هذه الدعوة بالعنصرية المقيتة، والمحرضة على النيل من المسلمين الأبرياء الذين لم تتلطخ أيديهم بالدماء.
وأوضح المرصد فى بيان اليوم الأربعاء، أن هذه الدعوة عنصرية تُعبر عن تطرف صاحبها، وتهدف إلى منع المسلمين هناك من الاستفادة من الوسائل التى توفرها الحكومة بعد الاعتراف بالدين الإسلامى، والتى تضمن حرية ممارسة الشعائر الدينية، حيث تقوم الحكومة البلجيكية بتمويل المساجد وتدفع رواتب الأئمة وأساتذة الدين الإسلامى وبعض المرشدين الدينيين فى السجون، بل وتخصص مساحات لدفن أموات المسلمين فى البلد الذى ولدوا ونشأوا وتوفوا فيه.
وأضاف المرصد، أن الزعيم اليمينى المتشدد وصف المسلمين، بأن أيديهم ملطخة بالدماء؛ حيث ألصق أفعال قلة إرهابية بجموع المسلمين الأبرياء، وهو ما يعد تحريضًا من جانب فيليب على العنف والكراهية ضد المسلمين بشكل عام، وتشويهًا لمعتقد دينى يؤمن به أكثر من مليار إنسان منتشرون بقارات العالم المختلفة.
كما وصف مرصد الإسلاموفوبيا، التابع لدار الإفتاء، دعوة زعيم اليمين المتشدد فى بلجيكا إلى إجبار من يأتون من دول منظمة التعاون الإسلامى على توقيع إقرار برفض الشريعة، بأنها عودة إلى محاكم التفتيش فى العصور الوسطى وفرض الوصاية الدينية على الأفراد، وهو ما يخالف القانون والمواثيق الدولية التى كفلت للجميع الحرية الدينية، وحرية المعتقد، وحرية التعبد، حيث إن حرية الاعتقاد حق يكفله الدستور، بل ويحميه، ويجرم من ينشر الكراهية والعداء وإجبار الآخرين على ترك دينهم ومعتقدهم.
وشدد المرصد على أن مثل تلك الممارسات قد انتهت من العالم، فقد ضمت الوثيقة الدولية لحقوق الإنسان الإعلان العالمى لحقوق الإنسان الذى اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة فى عام 1948 بالإعلان عن القضاء على جميع أشكال التعصب والتمييز القائمين على الدين أو المعتقد فى المادة 18 من الإعلان العالمى، حيث نصت على أن لكل شخص حق فى حرية الفكر والوجدان والدين.
وأكد المرصد أن الإسلام والمسلمين فى بلجيكا جزء لا يتجزأ من المجتمع البلجيكى، حيث لم يعد المسلمين هناك جاليات وافدة من دول أخرى، بل أصبحوا جزءًا من نسيج المجتمع هناك، والعديد من المسلمين لهم مناصب مهمة فى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية ببلجيكا، بل تمكن حزب يطلق على نفسه "إسلام" من إيصال عضوين إلى إحدى بلديات بروكسل.
وشدد المرصد على أن مثل هذه الدعوات تغذى روح الكراهية بين أبناء الشعب الواحد، وهى تحريض صريح على المسلمين، وتساهم فى نشر الخوف المرضى من الإسلام "الإسلاموفوبيا"، حيث تكمن خطورة مثل هذه الدعوات من خروجها من ممثلين عن الشعب من ساسة أو رؤساء أحزاب، مما يعنى خطورتها وتأثيرها على قطاعات الشعب المختلفة؛ خاصة أن اليمين المتشدد فى بلجيكا يملك الأغلبية فى الأوساط الشعبية؛ مما يعنى خطورة حقيقية على المسلمين هناك.
وطالب المرصد الجميع بالتزام القانون واحترام الدساتير والمواثيق الدولية، التى حفظت للجميع حقوقهم، مؤكدًا أن مثل هذه الدعوات الموتورة تغذى روح العداء بين الجميع، ولا تساهم فى انتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا فحسب؛ بل تغذى ظاهرة التطرف من جهة أخرى، نظرًا لما تحدثه من ظلم يقع على أبرياء لا يجدون أمامهم طريقًا إلا الانتقام، ووقتها لا يفرقون بين أحد سواء كان بريئًا أم مذنبًا.