قال إيهاب سعيد، الخبير فى أسواق المال، إن مؤشر السوق الرئيسية بالبورصة المصرية EGX30 فشل فى مواصلة صعوده خلال جلسات الأسبوع الماضى، وفى تجاوز مستوى المقاومة قرب 7700 نقطة، وذلك بعد اقترابه من أعلى مستوى سعرى له منذ أكتوبر 2015، عند 7628 نقطة، بفعل عمليات جنى الأرباح التى تعرضت لها غالبية الأسهم القيادية، ليعاود تراجعه ويميل للتحرك العرضى الذى سيطر على أدائه للأسبوع الثانى على التوالى، بين مستوى 7360 نقطة كحد أدنى ومستوى 7628 نقطة كحد أعلى، قبل أن يغلق مع نهاية جلسة الخميس قرب مستوى 7524 نقطة، فى ظل غياب الأخبار المحفزة التى تدفعه لتجاوز مستوى المقاومة السابق الإشارة إليه.
وفيما يتعلق بأداء الأسهم القيادية بجلسات الأسبوع الماضى، والبداية مع سهم البنك التجارى الدولى صاحب الوزن النسبى الأعلى (29,78%)، فقد فشل السهم فى مواصلة تماسكه أعلى مستوى الدعم السابق، قرب 39 جنيها، ليواصل تراجعه فى اتجاه مستوى الدعم التالى عند 37,50 جنيه، وتحديدًا عند مستوى 37,80 جنيه، قبل أن يغلق مع نهاية جلسة الخميس، آخر جلسات الأسبوع الماضى، قرب مستوى 38,43 جنيه، وبشكل عام فإن التركيز خلال الأسبوع الماضى كان منصبا على مستوى الدعم قرب 37,50 جنيه والذى طالما نجح فى البقاء أعلاه فقد يعيد تجربة مستوى 39 - 40 جنيه على الأقل، وفيما يتعلق بسهم مجموعة طلعت مصطفى القابضة صاحب المركز الثانى من حيث الوزن النسبى (7,76%)، فقد فشل هو الآخر فى تجاوز مستوى المقاومة السابق الإشارة إليه عند 6,70 جنيه للأسبوع الثانى على التوالى، ليميل إلى التحركات العرضية بين هذا المستوى ومستوى 6,30 - 6,20 جنيه كحد أدنى، وبشكل عام ما زال التركيز منصبا على مستوى المقاومة قرب 6,70 جنيه والذى إن نجح فى تجاوزه لأعلى فنتوقع معه أن يواصل صعوده فى اتجاه مستوى 7,20 - 7,50 جنيه.
وعن أداء سهم المجموعة المالية هيرميس القابضة، صاحب المركز الثالث من حيث الوزن النسبى (4,78%)، فقد مال إلى التحركات العرضية داخل نطاقات ضيقة، وتحديدا بين مستوى 9,80 جنيه كحد أدنى ومستوى 10,65 جنيه كحد أعلى، قبل أن يغلق مع نهاية جلسة الخميس آخر جلسات الأسبوع الماضى قرب مستوى 10,02 جنيه، وبشكل عام ما زال التركيز منصبا على مستوى الدعم قرب 9,80 - 9,60 جنيه والذى طالما نجح فى التماسك أعلاه فنتوقع معه أن يعيد تجربة مستوى 11 جنيها على الأقل.
وأما فيما يتعلق بسهم جلوبال تيليكوم، صاحب المركز الرابع من حيث الوزن النسبى على مؤشر السوق الرئيسى (4,58%)، فقد نجح السهم فى تحقيق مستهدفه التالى، عند 3 جنيهات، وإن تجاوزه لأعلى فى اتجاه مستوى 3,30 جنيه، ولكنه فشل فى التماسك أعلاه ليعاود تراجعه ويغلق مع نهاية جلسة الخميس آخر جلسات الأسبوع الماضى قرب مستوى 2,99 جنيه، بشكل عام ننصح بعدم إعادة بناء المراكز الشرائية لحين تأكيد السهم اختراقه لمستوى المقاومة متوسط الأجل قرب 3,20 - 3,30 جنيه.
وبرزت خلال الأسبوع الماضى، بعض أسهم القطاع العقارى، فى ظل التحركات العرضية التى سيطرت على كبرى أسهم القطاع، أسهم مصر الجديدة ومدينة نصر وطلعت مصطفى، لتميل أسهم سوديك وبالم هيلز للتفوق بشكل واضح، وتنجحان فى الاقتراب من مستوى 12,40 جنيه و2,95 جنيه على التوالى، وبشكل عام وفيما يتعلق بسهم السادس من أكتوبر "سوديك"، فالتركيز خلال الأسبوع المقبل سيتحول إلى مستوى المقاومة متوسط الأجل، قرب 12,90 - 13 جنيه، والذى قد يعوقه مؤقتا عن مواصلة صعوده، وأما سهم بالم هيلز فالتركيز سيكون منصبا على مستوى المقاومة التالى عند 3 - 3,20 جنيه والذى نتوقع أن يعوقه مؤقتا على مواصلة صعوده.
وعن أداء مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة EGX70، ورغم التأثير السلبى للتعديلات الأخيرة وإضافة أسهم بطيئة الحركة ومرتفعة السعر والوزن، إلا أنه نجح فى الاقتراب من مستهدفه السابق الإشارة إليه عند 370 نقطة، وإن تجاوزه لأعلى فى اتجاه مستوى 372 نقطة وذلك بدعم من غالبية الأسهم الصغيرة والمتوسطة قليلة الوزن النسبى، ولكنه فشل فى التماسك قرب هذا المستوى، بسبب عمليات جنى الأرباح التى تعرضت لها تلك الأسهم، لا سيّما بجلسة الأربعاء، ليعاود تراجعه ويغلق مع نهاية جلسة الخميس آخر جلسات الأسبوع قرب مستوى 367 نقطة.
وعن أبرز الأحداث التى شهدها الأسبوع الماضى، فقد جاء على رأسها حادث اختطاف الطائرة المصرية الذى شغل الرأى العام على مدار الأسبوع الماضى، ولكن الظروف والملابسات التى أحاطت بتلك الحادث، باعتباره حادثا فرديا، خففت من حدة تأثيره على أداء السوق، ولذا فقد تجاهله السوق تماما بجلسة الثلاثاء، ونجح فى الإغلاق بشكل إيجابى على صعيد كل المؤشرات.
وأما عن الحدث الاقتصادى الأبرز، فقد تجلى فى تصاعد حدة التصريحات بين المهندس نجيب ساويرس ومحافظ البنك المركزى طارق عامر، على خلفية أزمة صفقة "سى آى كابيتال"، ولا سيما بعد ظهور المحافظ فى أحد البرامج مدافعًا عن قرارات الأخيرة، فيما يتعلق بوضع ضوابط جديدة لتمويل عمليات الاستحواذ، وكذلك الحد الأقصى للمديرين التنفيذين بالبنوك عند 9 سنوات، واعتبر أن هناك قرارات تنظيمية من شأنها ضبط عمليات الاستحواذ، مستدلا بأنه ليس من المنطقى أن يطالب أحد رجال الأعمال بتمويل أى صفقة استحواذ من قبل البنوك بنسبة 100%، خاصة إذا ما كان لا يملك الخبرة الكافية فى نشاط الشركة المستحوذ عليها، فيما أرجع قرار المديرين التنفيذيين إلى كونه إحدى آليات تطبيق معايير الحوكمة بالبنوك.
وعلى الجانب الآخر، فقد اعتبر المهندس نجيب ساويرس تلك القرارات، والتى أعقبت فشل البنك الأهلى فى منافسة الاستحواذ على سى آى كابيتال، بأنها بمثابة قرارات تهدف إلى عرقلة استحواذه على الشركة، واعتبر أن دخول البنك الأهلى فى الصفقة إنما جاء بناء على تعليمات من المحافظ، وهو الأمر الذى يعطى انطباعا غاية فى السلبية للمستثمرين بشكل عام، كون الدولة تنافس القطاع الخاص بالأموال العامة، عدا عن أن قرار المديرين التنفيذيين إنما يستهدف شخصا بعينه فى البنك التجارى الدولى، كنوع من "العقاب" على تسهيل عملية الاستحواذ على الشركة المملوكة للبنك لصالحه، وأردف بأن الصفقة الآن معلقة على الموافقة الأمنية، وهو الأمر الذى اعتبره أيضا بمثابة عرقلة لعملية الاستحواذ من جانب الدولة، ما دفعه لإطلاق بعض التصريحات التى أثارت جدلا واسعا خلال الأسبوع الماضى، وأبرزها "أرض الله واسعة"، وكأنه يهدد بسحب استثماراته من مصر.
وبعيدًا عن تلك الأزمة وتبادل الاتهامات والبحث عن المخطئ، إلا أنه من الواضح أنها قد ألقت بظلالها على تعاملات السوق، لا سيّما على أسهم البنك التجارى الدولى وأوراسكوم للاتصالات وسهم بلتون المالية، عدا عن التأثير السلبى على مناخ الاستثمار بشكل عام فى مصر، وعلى العقلاء أن يتدخلوا لحل تلك الأزمة قبل أن تتفاقم أكثر من هذا، فليس فى صالح الاقتصاد المصرى "المتعثر" أى انطباعات سلبية عن طبيعة مناخ الاستثمار فى مصر، خاصة للاستثمارات الخارجية التى نسعى بكل السبل لعودتها.
وعن توقعات أداء كلا المؤشرين بجلسات الأسبوع االمقبل والبداية مع مؤشر السوق الرئيسى EGX30، فنتوقع أن يواصل تحركاته العرضية بين مستوى الدعم السابق عند 7360 نقطة والذى يمكن اعتباره مستوى لحماية الأرباح، ومستوى المقاومة الجديد عند 7630 نقطة، لحين عودة القوة الشرائية القادرة على دفعه لاختراق هذا المستوى لأعلى، وفيما يتعلق بمؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة EGX70 فالتركيز سيكون منصبًّا على مستوى المقاومة قرب 375 - 377 نقطة والذى نتوقع أن يعوقه مؤقتا على مواصلة ارتداده لأعلى.