أ ش أ
أكد مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا مارتن كوبلر، أن مصر تلعب دورا مهما من أجل الوصول إلى حل للأزمة الليبية، وهو دور يماثل ما تقوم به الأمم المتحدة فى ليبيا أيضًا، وأنه من الضرورى تحقيق الأمن والاستقرار فى البلاد.
وقال المبعوث الأممى - فى تصريحات لعدد محدود من الصحفيين عقب استقبال سامح شكرى وزير الخارجية له اليوم، الخميس - إنه يجرى مشاورات مستمرة مع وزير الخارجية والجانب المصرى.. مشددا على أن الإرهاب لم يعد مقبولا فى ليبيا.
وأضاف أنه بحث مع سامح شكرى دور حكومة الوفاق الوطنى فى طرابلس، كما تم اطلاع وزير الخارجية على الجولات التى قام بها كوبلر ومباحثاته فى كل من طبرق وطرابلس.
وردا على سؤال حول أبرز التحركات على صعيد الأزمة الليبية نحو إقرار حكومة الوفاق الوطنى، قال كوبلر إنه من الضرورى متابعة تنفيذ إعلان الصخيرات، وهذا أمر فى غاية الوضوح من أجل إقرار قائمة الحكومة من خلال مجلس النواب الليبى، والذى استغرق حتى الآن وقتا طويلا منذ أوائل فبراير وحتى الآن.. موجها رسالة إلى رئيس مجلس النواب الليبى عقيله صالح بأنه حان الوقت لإقرار حكومة الوفاق الوطني.
وأعرب عن أمله أن تشهد الأيام المقبلة إقرار الحكومة حتى يمكن التحرك نحو وضع حد للمشاكل الموجودة على أرض الواقع وفى مقدمتها المشاكل الإنسانية وإرهاب داعش، مشيرا إلى أن ليبيا بحاجة إلى حكومة واحدة وليس حكومتان، مؤكدا أن المسؤولية هى الآن أمام مجلس النواب حيث كان من المقرر ان يتم إقرار الحكومة خلال أيام من اتفاق الصخيرات.
واجابة على سؤال حول الأوضاع الإنسانية فى بنغازى.. قال كوبلر إن بنغازى تشكل مشكلة كبيرة ومن المهم أن تقوم الحكومة الجديدة ببحث مشاكلها وخاصة فى الجنوب، لاسيما أن المواطنين يعانون بشكل كبير.. مضيفا أنه يقوم بزيارة بنغازى للاطلاع على وضع الليبيين الذين يعانون وأنه يقوم بتشجيع الجميع على احترام المعايير المتخذة لإيصال المساعدات الإنسانية.
وعن تقييمه للصعوبات التى تواجهها ليبيا بعد خمسة أشهر من بدء مهمته كمبعوث دولى إلى ليبيا، اعتبر كوبلر أنه من المهم تغيير طريقة التفكير (العقلية) لأن السلام يكون فى الرأس وليس على الورق، ولأنه لابد من إقامة السلام والاستقرار الآن فى ليبيا، مشيرا إلى أنه من الجيد التوصل إلى اتفاق السياسى ولكنه حتى الآن حبر على ورق، وكونه تم التوقيع عليه فى مراسم أقيمت بالصخيرات هو أمر جيد أيضا والآن هناك الكثير من التقدم فالمجلس الرئاسى انتقل إلى طرابلس، إذن فالمجلس غادر الغرف المغلقة وبدأ تطبيق وضعه على الارض تنفيذا للاتفاق السياسى.
وأوضح أن أى اتفاق يكون جيدا عندما يريد الشعب ويكون الأسوأ عندما لا يريده، ولذا فإن الأمر يتوقف على العقلية وعلى ما يريده الناس وتمسكهم بهويتهم.. مذكرا بأن ليبيا دولة غنية وخاصة بالنفط.
وعن الدور المطلوب من دول جوار ليبيا القيام به، شدد كوبلر على الدور الكبير لدول الجوار الليبى ومصلحتهم فى استعادة الاستقرار فى البلاد والرفاه، هذا بخلاف المخاطر التى يمثلها انتشار الجماعات الإرهابية فى ليبيا على تلك الدول وخاصة مصر التى تتشاطر حدودا طويلة مع ليبيا، وأيضا تونس ومن المهم أن تتحمل دول الجوار مسئولياتها من أجل استعادة الاستقرار والسلام والأمن فى ليبيا، لافتا إلى أنه خلال مؤتمر وزراء دفاع الساحل والصحراء الذى عقد مؤخرا بشرم الشيخ فإن الجميع أكدوا على هذا الأمر.