عاد إلى القاهرة صباح اليوم، جمال سرور وزير القوى العاملة، قادمًا من العاصمة الأندونيسية جاكرتا، بعد أن شارك فى الدورة الثالثة للمؤتمر الإسلامى لوزراء العمل بمنظمة التعاون الإسلامى، التى تضم فى عضويتها 57 دولة، وترأسها مصر لمدة 3 سنوات تنتهى العام المقبل.
وقد افتتح الدورة التى أقيمت تحت رعايته الرئيس الأندونيسى، جوكو ويدودو، وبحضور الدول الأعضاء، فضلًا عن مراقبين من 12 دولة ومنظمة دولية وعربية وإفريقية.
واختتمت الدورة أعمالها أمس، بعد 3 أيام عمل، وكان على مائدة الحوار موضوعًا رئيسيًا هو: "تعميم تشغيل الشباب والسلامة والصحة المهنية فى الدول الأعضاء"، بغية للوصول إلى تعاون عملى وفعلى فى هذا الخصوص، فضلًا عن وضع آليات من شأنها تخفيض مستوى البطالة، وأخرى حول تفعيل مشاريع لتنمية قدرات القوى العاملة، ومعلومات عن سوق العمل.
واقترحت مصر على الدورة إضافة بنود على جدول الأعمال، تؤكد على توجيه الشباب وتحويل فكرة تجاه الأنشطة الاقتصادية الإنتاجية عوضًا عن الوظائف الحكومية، فضلًا عن دور البرامج التدريبية التى تسهم فى تغيير مفاهيم الشباب للحد من البطالة، وتعظيم دور المشروعات والأنشطة الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغير فى خلق فرص العمل، ودور معلومات سوق العمل فى دعم التشغيل، والأنشطة المنفذة فى إطار خطة التدريب من أجل التشغيل.
وأكدت مصر أهمية تنفيذ برنامج دعم توظيف الشباب المعتمد من البنك الإسلامى للتنمية بتكلفة 250 مليون دولار لدعم جهود تنمية توظيف الشباب فى البلدان المتأثرة بها المنطقة العربية، والذى يهدف إلى توفير فرص عمل، وبناء القدرات لتعديل المهارات للتتوافق مع متطلبات السوق، وبرنامج التعليم من أجل التوظيف الذى تنسقة مجموعة البنك الإسلامى للتنمية ومركز التمويل الدولى التابع للبنك الدولى.
وقد عرض إياد أمين مدنى الأمين العام للمنظمة "سعودى الجنسية"، تقريرًا على المؤتمر بشأن البرنامج التنفيذى لإطار المنظمة للتعاون فى مجال العمل والتشغيل والحماية الاجتماعية، ويرمى إلى دعم جهود المنظمة فى مجال بناء وتعزيز القدرات المؤسسية وتحسين مستوى الموارد البشرية فى الدول الأعضاء.
وناشد المؤتمر الدول الأعضاء فى المنظمة بضرورة تنفيذ البرامج المتوخاة على وجه السرعة، بما يتيح تنفيذ إطار المنظمة للتعاون فى مجال العمل والتشغيل والحماية الاجتماعية وفقًا لالتزاماتها.
واستعرض المؤتمر، الأنشطة المنفذة فى إطار شبكة المنظمة فى السلامة والصحة المهنية، فضلا عن تنفيذ برنامج دعم تشغيل الشباب، كما تم بحث مشروع النظام الأساسى لمركز المنظمة للعمل فى باكو- أذربيجان.
وأكد سرور أن بلادى لا تدخر جهدًا فى سبيل رفع معدل التشغيل كهدف إستراتيجى لمواجهة مشكلة البطالة، مشيرًا إلى أنها وضعت عددًا من آليات برامج التشغيل مثل الخطة القومية لتشغيل الشباب 2010 – 2015 بالتعاون مع منظمة العمل الدولية، فضلًا عن برنامج التدريب من الأجل التشغيل، والذى يركز على توفير فرص عمل حقيقية، ويتم إعداد الشباب وتدريبهم عليه فى موقع العمل.
وشدد جمال سرور، فى كلمة مصر أمام المؤتمر على أن مصر تخطو بثقة لاستعادة وتعزيز أدوارها الإقليمية لخدمة الشعوب والدول العربية والأفريقية والإسلامية، مشيرًا إلى أنها نضع خبراتنا فى العمل والتشغيل وتسوية النزاعات العمالية والتدريب المهنى أمام الدول الشقيقة، فضلًا عن توثيق الصلات بين اتحادات العمال ومؤسسات رجال الأعمال ورعاية العمالة المهاجرة وآليات استيعاب العائدين فى ظروف اضطرارية وقسرية.
واقترح فى مشروع مركز العمل إنشاء شبكة للربط والتواصل بين المشروعات الصغيرة والمتوسطة لتبادل الخبرات فى 57 دولة.
وعلى هامش الدورة التقى "سرور"، وزير العمل السعودى الدكتور مفرج بن سعد الحقبانى، وقد تم التباحث بشأن قضايا العمل والعمال بالدولتين، وكان لقاءً وديًا حضره السفير المصرى بأندونيسيا.
وأكد "الحقبانى”، أن وزارة العمل السعودية تقدم كل الرعاية للمصريين الذين يعملون بالمملكة، مشيرًا إلى أنهم أشقاء لهم، وأن مكانة مصر وتاريخها تحتل موقعًا متميزًا، لدى المملكة العربية السعودية.
من جانبه أكد "سرور" متانة وقوة العلاقات الطيبة التى تربط الدولتين الشقيقتين، منوهًا أن قضايا العمل يتم التباحث حولها بين الدولتين بشكل ودى.
وشدد الوزيرين على أهمية التوقيع على مذكرة التفاهم المزمع إبرامها بين الوزارتين لتكون نواة لتطوير العلاقات، وبحث أى مستجدات تتعلق بقضايا العمل والعمال.
كما التقى جمال سرور –أيضا - على هامش المؤتمر، وزير العمل الأندونيسى حانف داخيرى، وبحث معه دعم العلاقات الثنائية بين وزراتى العمل بالبلدين، واتخاذ مواقف موحده أمام منظمة العمل الدولية بشأن قضايا العمل والعمال.
وأوضح "سرور"، أن مصر من الدول المصدره للعمالة، وأن قانون العمل المصرى يحظر عمل الأجانب فى المهن التى تتوفر فيها قوى عاملة وطنية، مشيرًا إلى أن الأجانب الذين يعملون بموجب تصاريح عمل فى مصر يخضعون للقوانين المصرية التى توفر لهم كل الحماية والرعاية.
وأعرب "سرور" عن تقديرة لكل الجهود التى قامت بها أندونيسيا من أجل إنجاح هذه الدورة للمؤتمر الإسلامى لوزراء العمل بالمنظمة.
يذكر أن مصر تحظى بمكانة كبيرة لدى أندونيسيا، لأن مصر هى أول دولة اعترفت بها، وتعتبر أندونيسيا من أهم الدول بشرق آسيا سواء بالنسبة لقضايا العمل أو القضايا العامة لأنها أكبر تجمع للمسلمين فى العالم بدولة واحدة.
وتضم منظمة المؤتمر الإسلامى 57 دولة، وتصف نفسها بأنها الصوت الجماعى للعالم الإسلامى، وإن كانت لا تضم كل الدول الإسلامية ، وأنها تهدف لحماية المصالح الحيوية للمسلمين ، البالغ عددهم ما بين 1.3 مليار إلى 1.5 مليار نسمة، وللمنظمة عضوية دائمة فى الأمم المتحدة.