كتب لؤى على
طالبت القيادات الإسلامية والمسيحية على حد سواء، بإفريقيا ترشيح الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، لنيل جائزة نوبل للسلام، بعد أن استطاع الأزهر أن يحقن دماء أبناء أفريقيا الوسطى والذين عانوا من ويلات حرب أهلية راح ضحيتها أكثر من عشرة آلاف من الأبرياء المدنيين، ما يجسد عظمة الدور الإنسانى الكبير الذى يمارسه الأزهر على أرض الواقع فى كافة أنحاء المعمورة، ما جعل أنظار الإنسانية تتجه صوبه لتحقيق أمالها فى السلام المنشود.
و عبّر وزير خارجية أفريقيا الوسطى شارل أرمل دوبان، عن امتنانه للأزهر الشريف تحت قيادة إمامه الأكبر الدكتور أحمد الطيب، لرسالته السامية فى خدمة الإنسانية كلها بغض النظر عن الدين والجنس واللون واللغة، ما جعله جسرا للسلام العالمى ورمزا للضمير الإنسانى الحى.
وأضاف وزير الخارجية خلال استقباله لوفد الأزهر الشريف: خير شاهد على ذلك ترجمته للأقوال إلى أفعال على أرض الواقع يلمسها المواطن البسيط، وإرساله لثلاث قوافل هامة فى غضون عام واحد، والتى بدأت بمشاركته القوية والمميزة فى تحقيق المصالحة الوطنية بين الأطراف المتنازعة والتى ما زلت شخصيا اتذكر هذا الإنجاز الكبير للأزهر كأنه حدث بالأمس، ولولا دور الأزهر، ما وصلنا إلى حالة الاستقرار الذى نعيشه الآن.
وتابع وزير خارجية أفريقيا الوسطى : ولأننا فى وجدان الأزهر وإمامه الأكبر، وجّه بإرسال القافلة الثانية لنشر قيم المحبة والسلام والتسامح بين أبناء الوطن، والتى تركت أثرا طيبا فى نفوس المواطنين، سواء من المسلمين أو المسيحيين على حد سواء، وها هو اليوم يرسل الأزهر الشريف بقافلته الثالثة للمواد الإغاثية والدوائية يرفرف عليها قيم التسامح والسلام، لتضمد الجروح بالقيم السامية التى يرفع لواءها الأزهر الشريف، ويحدونا الأمل الكبير أن الأزهر بتاريخه العريق ووسطيته واعتدال فكره ومنهجه هو المؤهل لقيادة قافلة السلام العالمية بعد أن أنهكت البشرية ويلات العنف والإرهاب.
من جانبهم أكد أعضاء الوفد لوزير خارجية أفريقيا الوسطى أن من أهم أهداف وأولويات الأزهر الشريف على كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية، غرس ثقافة السلام بدلا من ثقافة الحرب، وغرس ثقافة المحبة بدلا من ثقافة الكراهية، وثقافة التسامح بدلا من التعصب، وقبول الآخر بدلا من ثقافة الإقصاء، وتقديم يد العون والمساعدة للإنسانية للحفاظ على كرامة الإنسان وحماية حقوقه المشروعة بغض النظر عن دينه أو جنسه أو لونه أو لغته.
وأضاف أعضاء الوفد أنه ونظرا لمكانة الأزهر فى وجدان المسلمين بصفة خاصة والإنسانية بصفة عامة، فإن شيخ الأزهر يرأس أيضا مجلس حكماء المسلمين، وبيت العائلة المصرية، بهدف عرض قيم المحبة والسلام والاستقرار وتقوية أواصر النسيح الوطنى التى حرص عليها الأزهر الشريف منذ نشأته لأكثر من ألف عام.
وناشد وزير خارجية أفريقيا الوسطى، الأزهر الشريف وإمامه الأكبر بمساعدة بلاده فى إنشاء مؤسسة تعليمية بإشراف الأزهر ووزارة الخارجية بأفريقيا الوسطى، بالتنسيق مع وزارة التعليم، لبث روح المواطنة ونشر ثقافة السلام بين أبناء الشعب، فضلا عن إنشاء مركز ثقافى ليكون جسرا للتواصل الحضارى بين جميع طوائف الشعب، حتى لا تتكرر مآسى الماضى القريب وويلاته، مع رجاء أن يقوم مجلس حكماء المسلمين بإنشاء مستشفى بالتنسيق مع وزارة الخارجية لتكون رمزا للسلام، وكذلك بناء سور حول مقابر المسلمين.
ووعد أعضاء الوفد برفع طلباته إلى الإمام الأكبر لدراستها والنظر فيما يستطيع أن يقدمه الأزهر فى هذا الصدد.