حكاوى برلمانية عن فرحة العيد

للأعياد بهجة خاصة، يترك انطباعًا وتفاصيل تدوم طويلاً، وترتبط بها ذكريات ومشاهدات ومشاعر لا يمكن ان تُمحى من الذاكرة، تتعلق بتلك الأيام التى كنا فيها صغارًا، ننتظر صباح أول أيام العيد، بعد أن أعددنا الملابس الجديدة واحتضنّاها واستغرقنا فى سبات خفيف، وراودتنا الأحلام بكل ما ننتظره فى صباح اليوم الجديد، وحول هذه اللحظات الطفولية المليئة بالبهجة والمشاهد والذكريات، تحدث عدد من النواب لـ"برلمانى"، بعضهم ابتسم حينما تذكرها، وآخرون أبدوا سعادتهم للحديث عنها، معتبرين أنها ذكريات لا يمكن أن تُنسى، ومتمنّين أن يعود بهم الزمان سنوات وسنوات لاقتناص لحظة من تلك الأيام التى مرت سريعًا كالبرق، على حد وصفهم.

داليا يوسف:كنا نخرج بالفساتين الزاهية والبلالين فى الشوارع ونجتمع فى بيت العائلة الكبير

فى البداية، قالت النائبة داليا يوسف، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب: "العيد تغير عن الماضى حينما كنا صغارًا، قضيت جزءًا كبيرًا من حياتى فى الخارج، وذلك لأن والدى كان سفيرًا فى عدة دول خارجية، والأعياد لم يكن لها طعم فى الخارج، وكنا ننتظر العودة لمصر بفارغ الصبر، حتى نزور عائلتنا ونخرج فى الشوارع بالفساتين الزاهية والبلالين، ونجتمع فى بيت العائلة الكبير نتسامر ونحكى ونلعب".

وأضافت داليا يوسف فى تصريحات لـ"برلمانى"، قائلة: "العيد الآن تغير كثيرًا، كل واحد من أفراد العائلة أصبح يعيد على طريقته الخاصة، فشقيقتاى مسافرتان خلال العام الحالى، إحداهما إلى كندا والأخرى لفرنسا، وأنا أقضى العيد فى الساحل الشمالى، أما قديمًا فلم يكن أحد يستطيع أن يسافر ويترك العائلة، كانت اللمة التزامًا".


واستطردت عضو لجنة العلاقات الخارجية قائلة: "كنا قديمًا نستيقظ مبكّرًا لصلاة العيد، بعدها نزور أفراد العائلة، خالاتى وعماتى وأبنائهم، نتسامر معهم ونأكل الكحك والبسكويت، وفى وقت الظهيرة نتجمع فى بيت العائلة الكبير، بيت الجد، وحينما كنا فى الخارج كان الأجانب يحسدوننا على عاداتنا وتقاليدنا المميزة التى افتقدناها الآن للأسف".

آمنة نصير عن ذكرياتها فى العيد: لا أنسى حوارات الأطفال الممزوجة بالسعادة والنقود الجديدة

فى السياق ذاته، قالت النائبة آمنة النصير، عضو لجنة التعليم بمجلس النواب: "حقيقة فإن العيد فى الطفولة ليست بعيدًا عن الروح والوعى، فكأننا عشناه أمس واليوم، وكانت أبرز مظاهره التواجد مع العائلة، والجميع يرحبون ويعيدون على بعضهم البعض فى مودة وجو يسوده الحب والألفة، وكنت أقضى العيد وأنا طفلة فى قريتى، وسط عائلة النصير، ولم أحب أن يغادر رمضان دون أن أذهب إلى أهلى وأحمل لهم التهانى، حتى تكون آخر أيام رمضان خيرًا وبركة".

وأضافت آمنة نصير فى تصريح لـ"برلمانى"، قائلة: "غالبا ما يحضر الأبناء والأحفاد للاحتفال بالعيد فى المنزل، ونتناول وجبة الغداء التى كنا نحرص على أن تكون مكونة من الأسماك والجمبرى، وكانت تسود ذلك الجو روح جماعية متفائلة وسط أجواء اللمة الحلوة، وطبعًا لا يمكننى أن أنسى ملابس العيد، وكنت أحرص على الحصول على العيدية من النقود الجديدة، وكنا نسعد بها كثيرًا ونتبارى فيما بيننا فى إنفاقها، وتكون حوارات الأطفال فيما بينهم فى منتهى اللطف الممزوجة بالسعادة والفرح".

سامى المشد: لا يمكن أن ننسى فرحتنا فى الطفولة بالملابس الجديدة والعيدية

من جانبه، قال النائب سامى المشد، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، إن ذكرياته مع العيد تعود لفترة الطفولة، حينما كان ينتظر صلاة العيد ليرتدى الملابس الجديدة ويتلقى العيدية من الوالدين والأقارب، ويخرج إلى الحدائق العامة والمتنزهات بصحبة عائلته ليلعب ويمرح معهم، مؤكّدًا أن تلك الأيام مهما مرت عليها من سنوات وسنوات فلن تمحى من الذاكرة، لأنه عادات ورّثها لأبنائه وأبناء أبنائه وما زال يشاهدها ويمارسها حتى الآن.


وأضاف "المشد" فى تصريحات لـ"برلمانى"، قائلاً: "قديمًا كنا أطفالاً نتلقى العيدية، ثم أصبحنا آباء، وهكذا، وشخصيًّا أحرص خلال العيد على زيارة الأقارب والأهل للتواصل والتراحم، تأكيدًا على صلة الرحم، ورغم اختلاف بهجة العيد قديمًا عن الآن، إلا أن العيد فى مصر له طابع خاص تحت أى ظرف، والشعب المصرى ملتزم بعاداته وتقاليده، وليس أدل على ذلك من الزحام الذى نشهده خلال فترة الأعياد والسفريات والحجوزات فى الفنادق وغيرها".