فى تجربة عملية للعمل تحت قبة البرلمان المقبل، عقد أمس الثلاثاء، موقع "برلمانى" أول ندوة جمعت عددا من النواب الجدد الممثلين لتيارات مختلفة تحت القبة، وناقش النواب خلال الندوة أكثر القضايا الشائكة، التى تنتظر انعقاد البرلمان، ومنها غياب لائحة عمل للمجلس، وتشكيل اللجان، ومراجعة أكثر من 500 قانون صدرت فى غياب المجلس، وسيعكف النواب على مناقشتها خلال الأيام الأولى من عملهم تحت القبة، كما تبادل النواب النقاش حول الكثير من الأمور، التى تخص المواطن، وتبادلوا الحلول والرؤى حولها، مثل أزمة القمامة، وأزمة الصرف والبنية التحتية، وأزمة انتشار العشوائيات، كما ناقش النواب الجدد قانون المحليات وقانون الخدمة المدنية.
وانعقدت الندوة فى حضور الدكتورة شادية ثابث، النائية عن دائرة إمبابة، والدكتور محمد أحمد فؤاد، النائب الوفدى عن دائرة العمرانية، ومنى منير، النائبة الفائزة على قائمة فى حب مصر، ومحمد العقاد مرشح الفردى فى دائرة مصر القديمة، ومحمود الصعيدى النائب عن دائرة أوسيم والوراق، والباحث رامى محسن مدير المركز الوطنى للاستشارات البرلمانية، وأدار الندوة الكاتب الصحفى محمود سعد الدين، رئيس التحرير التنفيذى لموقع "برلمانى".
من جانبه قال النائب الوفدى الدكتور محمد أحمد فؤاد، الفائز على مقعد الفردى فى العمرانية، إن الأجندة التشريعية للحزب تتضمن محورين أساسيين، هما محور التشريعات المرتبطة بالدستور والتى سيتم سنها، ومحور التشريعات الاجتماعية والمتعلقة بالعدالة الاجتماعية، وأضاف فؤاد خلال كلمته اليوم الثلاثاء فى ندوة "برلمانى" التى عقدها الموقع حول أولويات التشريع فى البرلمان المقبل، أن القلق الوحيد هو أن يتحول المجلس إلى "مكلمة" واستعراض وشو إعلامى، وأن الشىء الوحيد المطمئن أن الجميع يتفق على دعم الدولة فى القضايا غير الخلافية.
وقال فؤاد عن أزمة المحليات إن قانون المحليات لابد يتم تعديله وضرورة أن يتم فتح نقاش جدى حولب الانتخابات المحلية لما تحمله من أهمية قصوى فى حل أزمات المواطنين، وأضاف أن هناك مساعى لتكوين تحالف موحد تحت القبة لتلافى الخلافات، التى قد تتسبب فى حل البرلمان، إلا أنها لم تصل لصيغة نهائية حتى الآن.
وقال إنه يتوقع أن يحصد الحزب 30 مقعدا فى المرحلة الثانية ليصبح مجمل نوابهم فى المجلس 45 بعد الـ 15 الذين حصل عليهم الحزب فى المرحلة الأولى.
وقالت الدكتورة منى منير، نائبة فى حب مصر بشمال ووسط وجنوب الصعيد، إنها مستقلة ولا نتتمى لأى حزب، مؤكدة أنه لا يمكن العمل داخل البرلمان بدون لائحة للمجلس، وأنه على أعضاء البرلمان النظر فى مقترحات الأعضاء المقدمة بشأن اللائحة والوصول إلى لائحة موحدة، بالإضافة إلى أنه هناك مجموعة من القوانين على أعضاء البرلمان الوقوف على أهم ما صدر منها خلال الفترات السابقة خاصة فيما يتعلق ويمس الشارع المصرى.
وأضافت الدكتورة منى منير، نائبة فى حب مصر بشمال ووسط وجنوب الصعيد، خلال الندوة، أنه لابد من إعادة النظر فى قانون الخدمة المدنية لما أثاره من لغط فى الشارع المصرى، بالإضافة إلى ضرورة تعديل قانون المحليات كونه الذراع الخدمية للبرلمان، مشيرة إلى أهمية إنشاء مفوضية عدم التمييز ومفوضية للجنة العليا للانتخابات.
وأشارت نائبة حب مصر بشمال ووسط وجنوب الصعيد، إلى أن كافة البرلمانيين فى العالم يكون وراءهم خبراء يقدمون لهم المساعدة، قائلة: "مفيش برلمانى فى العالم ملم بكل النواحى والبرلمان من غير خبرة هيكون مشوه كسابقيه".
وعن رؤيتها عن التنسيق بين أعضاء والتيارات المختلفة داخل المجلس، قالت منير إن النائبات الفائزات فى المرحلة الأولى بدأن تشكيل حلقات نقاشية تحت رعاية المجلس القومى للمرأة تستهدف مناقشة القوانين واللوائح وتبادل الخبرات.
أما عن رؤيتها لحل أزمة العشوائيات، أكدت نائبة حب مصر بشمال ووسط وجنوب الصعيد أن نقل العشوائيات بدون خطة متكاملة فكرة فاشلة، قائلة "مقدرش أنقل العشوائيات فى وسط المدن بدون وجود بنية تحتية"، لافتة إلى أنة لابد من إنشاء مدن متكاملة لسكان العشوائيات فى ضوء رؤية عامة وخطة للدولة طويلة المدى، موضحة "المناطق العشوائية التى تم إخلاؤها فوجئنا بعودة الأهالى مرة أخرى بعد نقلهم".
وطالبت الدكتورة شادية ثابت النائبة المستقلة بمجلس النواب عن دائرة إمبابة كل النواب المنتخبين بأن يضعوا نصب أعينهم مصلحة الوطن والاهتمام بالقضايا والتشريعات التى تمس المواطن العادى.
وأضافت وكيلة مستشفى إمبابة العام أن البرلمان المقبل يجب أن يساهم فى بناء الوطن، وأن يقدر كل نائب الظروف الدقيقة التى تمر بها مصر.
وأوضحت أنها طالبت المجلس القومى بمدها مع النائبات الناجحات خلال الجولة الأولى بالقوانين، التى صدرت خلال فترة غيبة البرلمان والمقدرة بنحو 513 قرارا بقانون لدراستها وإبداء الملاحظات عليها لأن فترة الـ15 يوما المخصصة لإقرار القوانين بالمجلس لن تكون كافية.
وطالبت النائبة المستقلة عن دائرة إمبابة الأحزاب السياسية بالتوافق من أجل مصر ونعمل فى صمت من أجل مصر ونعارض ما يستحق المعارضة دون معارضة من أجل الشو الإعلامى قائلة: لا يجب أن نكون ضد بعض ولكن داعمون للدولة.
وقالت: إنها استطاعت خلال الفترة الأخيرة التواصل مع النائبات الناجحات عن المرحلة الأولى فى انتظار النائبات عن المرحلة الثانية لتكوين تحالف قد ينضم له الرجال المتوافقون مع مبادئنا فى دعم الدولة، موضحة أن المرأة استطاعت الحصول على جزء من حقوقها فى هذه الانتخابات.
وشددت على ضرورة إجراء انتخابات المحليات بشكل عاجل حتى يتفرغ النائب لدوره التشريعى والرقابى وأضافت لن يستطيع النائب التنصل عن أداء دوره الخدمى.
ومن جانبه قال رامى محسن، مدير المركز الوطنى للاستشارات البرلمانية، إن أزمة غياب اللائحة لابد أن يتم وضع تصور سريع لحلها، واقترح رامى أن يجتمع النواب الجدد الذين نجحوا فى المرحلة الأولى ويناقشوا اللائحة الصادرة من عدد من الجهات مثل لائحة الدكتور أيمن أبو العلا النائب عن حزب المصريين الأحرار، ولائحة حزب المحافظين، ولائحة الدكتور يسرى العزباوى، ويتم التوافق حول النقاط الرئيسية الهامة حتى لا يغرق البرلمان فى أول عمل فى تلك الأزمة.
وأضاف محسن أن النواب الجدد لابد أن يحرصوا على وضع أولوياتهم للعمل تحت القبة حتى يكون البرلمان مثمر وجاد فى مناقشة القضايا وإيجاد حلول وليس مجرد تصدير الأزمات للوزراء.
من جانبه قال النائب محمود الصعيدى: إن النواب لازالوا منغمسين فى قضايا المواطن البسيط، مثل حاجته إلى الخدمات العادية البسيطة، موضحا أن المواطن لايزال يتعامل مع النائب على أنه مسئول عن كل شىء، مؤكدا أن تلك المسئولية لا يمكن أن يتهرب منها النائب لكنها ستعيق تركيزه على العمل التشريعى والرقابى.
وطالب الصعيدى بضرورة وضع سياسة واضحة لحل أزمات المواطن من خلال المحافظات والمحليات، ليتفرغ النائب إلى عمله التشريعى والرقابى، كما أشار الصعيدى، أنه فور تلقيه كارنيه العضوية توجه إلى مسئولى المحليات فى دائرته لحل أزمات القمامة والخدمات والصرف الصحى.
ومن جانبه قال محمد العقاد، مرشح الفردى فى دائرة مصر القديمة، إنه سيسعى لابد من تحديد أولويات العمل الأساسية بين النواب، وضرورة التوحد خلف قضايا الاتفاق، وليس قضايا الخلاف، مشيرا إلى أن أحد أهم الحلول المقترحة لحل أزمة العشوائيات هو استغلال الأراضى الموجودة فى المناطق العشوائية، كما أضاف أن من أهم مميزات البرلمان المقبل هو عدم وجود حزب حاكم وهو مايحمل كل النواب مسئولية تحديد أولويات القضايا الوطنية والعمل على مناقشتها بشكل علمى وهادئ ليكون له نتائج إيجابية.