وسط حالة الجدل الشديدة التى أثارتها زيارة وزير الخارجية سامح شكرى لإسرائيل، ولقاء رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، كانت هناك 3 مشاهد رئيسية تثبت كيف تعمد الجانب الإسرائيلى إحراج وزير الخارجية المصرى، فى مواقف كان يجب على الوزير سامح شكرى الانتباه لها جيدًا.
عقد المباحثات فى "القدس المحتلة" وليس تل أبيب
المشهد الأول تمثل فى إصرار الجانب الإسرائيلى على عقد المباحثات الثنائية والمؤتمر الصحفى بين كل من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية سامح شكرى فى القدس المحتلة، الأمر الذى كان له تأثير سلبى على هذه الزيارة، والتى بدأت وأنتهت أمس، فعُقِدَ اللقاء فى القدس الغربية المتنازع عليها، والتى لم تعترف بها مصر رسميا حتى الآن كعاصمة لـ"إسرائيل" ما يحرج الدبلوماسية المصرية.
"أورشليم" التى يراها نتنياهو عاصمة أبدية لدولته هى نفسها "القدس المحتلة" التى يراها سامح شكرى حجر الزاوية فى دفع عملية السلام وفق الخطة التى سافر بها إلى "إسرائيل"، ولكن استقباله رسميا بها يثير الجدل حول حل الدولتين الذى تتبناه مصر فى المفاوضات بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى.
وبناءً على هذا، فكان على وزير الخارجية ومن قبله السفير المصرى فى إسرائيل رفض مكان الاستقبال والإقامة بالقدس الغربية المحتلة.
تمثال مؤسس الصهيونية فى المؤتمر الصحفى
المشهد الثانى يتمثل فى المؤتمر الصحفى الذى عقده سامح شكرى مع نتنياهو، إذ توضح الصور المتداولة على المواقع الإخبارية ووكالات الأنباء العالمية، تمثال موضوع على يمين وزير الخارجية، هل تعرف لمن هذا التمثال؟.
هو تمثال "تيودور هرتزل" مؤسس الصهيونية المعاصرة، وهو صحفى وكاتب مسرحى يهودى نمساوى، له مؤلفات عديدة تدعو للصهيونية، وهو من وضع حجر الأساس لظهور الصهيونية السياسية فى العالم، بتأسيس الحركة الصهيونية بعد انعقاد المؤتمر الصهيونى الأول فى مدينة بازل السويسرية بين 29 و31 أغسطس 1897، واِنْتُخِب هرتزل رئيسا للمنظمة الصهيونية العالمية.
أزمة التمثال، تسبب فيها المصور الخاص لرئيس الوزراء الإسرائيلى، لإحراج وزير الخارجية، خلال المؤتمر الصحفى المشترك بينهما، ونشر مكتب نتنياهو الصورة التى تعمد المصور التقاطها من أقصى يمين القاعة بهدف ظهور التمثال إلى جوار شكرى، فالصورة التقطت بسوء نية شديدة، لتحمل العديد من الدلالات على الفكر الصهيونى الرافض للسلام، حيث أظهرت سامح شكرى الذى يزور إسرائيل لدعم السلام وإلى جانبه تمثال "تيودور هرتزل" مؤسس الصهيونية العالمية الذى يعتبر رافض لهذا السلام الدافئ.
فظهور تمثال "هرتزل" إلى جانب شكرى، رسالة من "إسرائيل" على رفض أية مقترحات تتعلق بالسلام والتمسك بإقامة دولة يهودية، وعدم منح الشعب الفلسطينى أى أمل فى إقامة دولته المستقلة.
التقاط صور غير رسمية لمشاهدة شكرى ونتنياهو لمباراة "يورو 2016"
المشهد الثالث والذى كشف تعمد إحراج وزير الخارجية المصرى، هو نشر المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية أوفير جندلمان، صورًا على حسابه الشخصى على مواقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، تجمع رئيس الوزراء الإسرائيلى ووزير الخارجية، وهما يشاهدان نهائى كأس الأمم الأوربية "يورو2016 " بمقر إقامة رئيس الحكومة بالقدس الغربية، بين منتخبى فرنسا والبرتغال، المقامة فى فرنسا.
وأثارت الصورة حالة من الجدل عن العلاقه الطيبة التى تجمع الطرفين لتسمح لهما بمشاهدة مباراة، بعيدًا عن المؤتمرات والمباحثات الرسمية.
القدس المحتلة، وتمثال تيودور هرتزل مؤسس الصهيونية، ومباراة نهائى اليورو.. كل هذه العقبات مجتمعة إلى جانب الزيارة فى الأساس لتثير موجة من الغضب والجدل على مواقع التواصل الاجتماعى.
وانقسم الرأى العام بين معارض لفكرة زيارة وزير الخارجية إلى "إسرائيل" بشكل عام، والصورة بجانب التمثال ومشاهدة المباراة وإقامة المباحثات بالقدس بشكل خاص، فكان على إدراة المراسم بالسفارة المصرية بتل أبيب، مراعاة تلك العقبات التى وضعتها إدارة مراسم الحكومة الإسرائيلية لإحراج وزير الخارجية، وإثارة الجدل حول الزيارة بشكل متعمد.