زيارة أقل ما توصف به أنها استثنائية، وفى توقيت حرج ومهم، تلك التى يجريها وفد مجلس العموم البريطانى لمصر هذه الأيام، وعلى قدر أهمية الزيارة وحساسية توقيتها جاءت تحركات الوفد وأجندة أعماله، زيارة للرئيس السيسى ومجلس النواب، ولقاء مع مستشارة الرئيس الدكتورة فايزة أبو النجا، ثم لقاءات مع وزراء الدفاع والداخلية والسياحة والتعاون الدولى، وزيارة لعاصمة السياحة والسلام "شرم الشيخ".
لقاءات واجتماعات وتحركات مكثفة تشهدها زيارة وفد مجلس العموم البريطانى، كان من الصعب أن نتركها تمر دون رصدها عن قرب، ومن خلال أهم الحضور، جيرالد هاورث، رئيس الوفد ورئيس لجنة العلاقات البريطانية المصرية بالبرلمان البريطانى، أجرينا معه حوارًا خاصًّا وحصريًّا، خصّ به "برلمانى"، حول كثير من القضايا والأمور التى أحاط بها الغموص خلال الفترة الماضية، وهل تدعم بريطانيا ثورة 30 يونيو والسيسى؟ وهل تراجعت عن دورها الاقتصادى؟ ومتى تعود السياحة الإنجليزية لمصر؟ وكيف ترى لندن الأوضاع فى القاهرة؟ وهل يتوقعون انهيارًا اقتصاديًّا فى مصر أم يثقون فى قدرة الدولة؟ كلها أسئلة طرحناها بصور مختلفة، فأجاب على بعضها بما يحمل مفاجآت، تتراوح بين الطمأنة وإثارة القلق، ولكنها تؤكد كلها أن الصورة المصرية مشرقة وتزداد لمعانًا فى عيون العالم.
* أولا.. ما هى أهداف زيارة وفد مجلس العموم البريطانى الحالية لمصر؟
نحن فى البرلمان البريطانى لدينا عدد من اللجان المعنية بالعلاقات الخارجية مع دول العالم، وأنا رئيس لجنة المعنية بالعلاقات المصرية البريطانية، هذه اللجنة أو الجمعية تضم أعضاء من مجلس اللوردات ومن مجلس العموم، جناحى البرلمان البريطانى.
أما على صعيد العمل الفعلى خارج البرلمان، فقد نسقنا مع سمير تكلا، مستشار اللجنة المصرية البريطانية فى البرلمان، والتقينا النائبة داليا يوسف، وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصرى، للاتفاق على تدشين جمعية صداقة برلمانية مصرية بريطانية، لتكون الثانية التى يتم تشكيلها بعد انتخاب البرلمان المصرى قبل 8 أشهر.
* بعد خمس سنوات من ثورة يناير.. كيف تقيم الوضع فى مصر؟
أعتقد أن مصر تمر بمرحلة صعبة، ولكن رغم هذه الأوقات العصيبة إلا أن نجاحها فى تشكيل البرلمان الحالى دليل قوى على أن الحكومة والقيادة السياسة، ممثلة فى الرئيس السيسى، لديهم رغبة حقيقية فى السير على دستور ديمقراطى وتدعيم الحالة الديمقراطية بالبلاد.
لكن مصر تواجه مشكلتين رئيسيتين خلال الفترة الحالية، أولاهما الإرهاب، وهو ما يواجهه العالم كله الآن، ويشكل خطورة أيضًا فى أروروبا، والثانية تتمثل فى سوق العمل وخلق وظائف جديدة.
* كيف ترى مصر بعد عامين من حكم السيسى؟
ما حققته مصر منذ 30 يونيو 2013 أمر جيد جدًّا، وخلال عامين من حكم الرئيس السيسى الأمور تسير بشكل جيد للغاية.
* هل تعتقد أن مصر تسير على الطريق الصحيح؟
نعم، بالتأكيد مصر تسير على الطريق الصحيح، والرئيس السيسى واعٍ جدًّا للتحديات التى يواجهها، خاصة أنه اتخذ قرارت سليمة فيما يتعلق بالإصلاح الاقتصادى، ويريد تحقيق مزيد من النجاح وجلب الاستثمارات، كما أن الحكومة اتخذت إجرءات عملية لتخفيض الدعم، ولكنها تحتاج مزيدًا من الخطوات فى هذا الاتجاه، رغم أن هذه المسألة حساسة إلى حد ما، ولكن ذلك سيكون له دور قوى فى جذب استثمارات أوسع.
أما بالنسبة لنا، فإن وبريطانيا أكبر مستمثر أجنبى فى مصر، كما أن لها دورًا قويًّا جدًّا فى دعم التعليم، ولها برامج كثيرة تدعم مجال التعليم فى مصر.
* هل ترى أن إجراءات السلطات المصرية لتأمين المطارات كافية؟
السلطات المصرية عملت ما فى وسعها، مع الأخذ فى الاعتبار أنه لا أحد يستطيع ضمان أمن الرحلات الجوية بنسبة مائة فى المائة، خاصة لو نظرنا إلى ما حدث فى نيس وبروكسل وغيرهما من المدن الأوروبية الكبرى، والتى تشبه الجرائم التى يرتكبها الأصوليون الإسلاميون فى مصر، وأمام هذه التهديدات فقد اتخذت السلطات المصرية كل ما هو ضرورى فى هذا الملف، ولكن الأمن التام غير مضمون.
* فى رأيك متى تتخذ بريطانيا قرارا بعودة رحلاتها لشرم الشيخ؟
نعمل على هذا الملف المتعلق بعودة الطائرات من وإلى شرم الشيخ مع زملائنا فى الوزارات المختلفة، منذ 8 شهور تقريبا، ولا شك فى أن ما حدث بالنسبة للطائرة الروسية كان مأساويًّا، وأثر بشكل كبير على حركة السياحة فى شرم الشيخ، ولكن حاليًا تولت رئيسة وزراء جديدة مقاليد الحكم، هى تريزا ماى، وبمجرد عودتنا لبريطانيا سأتواصل معها لحل هذه المسألة والعمل على عودة السياحة البريطانية لمصر قبل موسم الشتاء.
لدينا رغبة قوية فى عودة السياحة مع موسم الشتاء المقبل، لأنه الوقت الأمثل بالنسبة للأوروربيين، إذ يهربون فيه من الجو البارد فى الدول الأوروبية، ليتوجهوا إلى شرم الشيخ، التى تتميز بجو مشمس وجميل.
* ما تقييمك لأداء البرلمان المصرى؟
الأداء العام للبرلمان جيد جدًّا، خاصة أنه لم يمر على تأسيسه سوى 9 أشهر تقريبًا حتى الآن، إلا أنه تحرك على مستويات ومجالات عدّة، ونجح فى تشكيل جمعيات صداقة برلمانية مع دول أخرى، وتوطيد العلاقات مع عدد كبير من دول العالم.
* وهل ترى نسبة تمثيل المرأة والشباب فى البرلمان المصرى جيدة؟
نعم، البرلمان المصرى متميز بتنوعه، ونسبة تمثيل المرأة جيدة جدًّا، وهو ما ندعمه بقوة، خاصة أن لدينا حاليًا رئيسة وزراء، وإضافة لإيجابية النسبة فإن أداء البرلمانيات المصريات جيد ومشرّف.