صراع فى المسجد بسبب "الخطبة المكتوبة"

تصاعدت أزمة الخطبة المكتوبة التى أعلنت عنها وزارة الأوقاف وألزمت الأئمة بنصها بشكل سريع، فعقب صلاة الجمعة أمس؛ شهدت محافظة كفر الشيخ وتحديدًا مركز الحامول، مشادات داخل مسجد "السلاهيب" بين مواطنين مؤيدين للخطبة المكتوبة، وآخرين رافضين لها، ولحسن الحظ كان حاضرًا بين صفوف المصلين النائب عبد العزيز حمودة، الذى تدخل وهَدَّأَ المواطنين، وأكد لهم أن أعضاء اللجنة الدينية بالبرلمان يرفضون الخطبة المكتوبة، مثلهم مثل هيئة كبار العلماء.



الصراع الذى شهده مسجد السلاهيب أمس عقب صلاة الجمعة، هو بمثابة مثال رمزى للصراع الأكبر الدائر بين مؤسسة الأزهر وممثليه من كبار هيئة العلماء، ووزارة الأوقاف وعلى رأسها الدكتور محمد مختار جمعة، فالأولى ترفض الخطبة والثانية تتمسك بها وتعتبرها طوق النجاة فى مواجهة التطرف والتشدد والإرهاب، وما بين المؤسستين تقف اللجنة الدينية بمجلس النواب حائرة وراغبة فى التوفيق بين الطرفين، مع مراعاة حقوق كل من المتلقين فى خطبة تحقق لهم الثراء الفكرى والدينى، والخطباء فى تجديد فكرهم ونشر علمهم بشكل لا يقيد حريتهم، فضلاً عن وضع حداً لخطر التشدد و الجمود والتطرف.

"الإمام بيقول كلام تعبير!".. نائب يرفض الخطبة المكتوبة: سأتقدم بطلب إحاطة ضد وزير الأوقاف

قال النائب عبد العزيز حمودة، عضو البرلمان بالحامول فى كفر الشيخ، إن الخطبة المكتوبة والموحدة؛ مرفوضة بالمنطق وبالعقل، مشيرًا إلى أنه حضر خطبة الجمعة أمس بالمسجد الكبير فى الدائرة.

وأضاف حمودة، فى تصريحاتٍ لـ"برلمانى": "رغم أن إمام المسجد من الأئمة المشهود لهم بالكفاءة والعلم، إلا أننى فوجئت بالإمام بيقول كلام تعبير، وفوجئت به يقرأ من ورقة مكتوبة، وانتهت الخطبة بعد ما يقرب من 10 دقائق من بدايتها".



وتابع حمودة: "عقب انتهاء الخطبة ثار جموع المصلين على الخطبة المكتوبة، فدخل الإمام حجرته داخل المسجد، وتوجهت إلى المصلين وعرّفتهم بأننى نائب عن دائرة الحامول، وأخبرتهم أن أعضاء اللجنة الدينية بالبرلمان رفضوا الخطبة المكتوبة، مثلهم مثل هيئة كبار العلماء بالأزهر.. فهدأ المصلون".

وأوضح حمودة: "اتصلت بالدكتور أسامة العبد، رئيس اللجنة الدينية، وأخبرته بما حدث، فطلب منى بتقديم طلب إحاطة ضد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف لمناقشة تلك الأزمة، التى لم تكن فى كفر الشيخ فقط بل فى العديد من محافظات الجمهورية".



واستطرد: "الخطبة المكتوبة لا تجوز.. وهناك علماء أجلاء نثق فيهم وفى علمهم لا يمكن تقييدهم بالخطبة المكتوبة، وهناك أئمة يخرجون عن النص، فهؤلاء تجب مراقبتهم من خلال وضع مسجلات فى المساجد؛ للمراقبة والتفتيش من قِبَل وزارة الأوقاف، ولكن لا يمكن تعميم فكرة الخطبة المكتوبة".

وطالب حمودة باستبدال الخطبة المكتوبة، بتحديد موضوعات يتحدث فيها الأئمة تهم الرأى العام، وتتسق مع الاتجاه العام داخل الدولة، كقضايا النظافة، والتبرعات التى تهدف إلى بناء الاقتصاد، ولكن الخطبة المكتوبة نصيًا تؤدى إلى فقدان الدعوة معناها، وعدم تجديد الخطاب الدينى، فحتى العامل أو مقيم الشعائر يستطيع أن يتلوها.

أسامة العبد: علماء الأزهر أساتذة وزير الأوقاف.. واتفاقنا أن تكون الخطبة المكتوبة اختيارية

النائب أسامة العبد، رئيس اللجنة الدينية بالبرلمان، أشار إلى أنه اجتمع مع الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، تحت القبة لمدة 6 ساعات.

وأضاف العبد: "أقنعناه بضرورة ألا يأخذ أى قرار قبل دراسة الموقف بشكل متأنى حتى نصل إلى إيجابيات وسلبيات الموضوع، وأن تكون الخطبة اختيارية وليست إجبارية، وأصدرنا بيانًا باسم اللجنة ووزارة الأوقاف بهذا المضمون".

وتابع العبد، فى تصريحاتٍ لـ"برلمانى": "فوجئت بموقف هيئة كبار العلماء الرافض للخطبة المكتوبة، وهم أساتذتنا ولابد من أن نسمع لهم، وعلى وزير الأوقاف الجلوس معهم، فهم أساتذته ليسمع رؤيتهم ويستمعوا لرؤيته، وكل منهم يعرض أفكاره، ثم التوافق بين الجميع لمصلحة البلد".


وقال العبد: "لابد من أن تكون دراسة الخطبة المكتوبة شاملة كل الأطراف المعنية بها: المتلقى، والخطيب، والمستمع، وتحدثت مع وزير الأوقاف أمس الأول الخميس، وتأكدت منه أنه لم يغير أى شىء فى البيان المشترك، فالمتفق عليه اعتبار الخطبة المكتوبة اختيارية، ولكننى لا أعرف ببواطن الأمور".

وأكد العبد، أن النائب عبد العزيز حمودة، اتصل به عقب صلاة الجمعة مباشرةً، وأخبره بوجود مظاهرات فى المحافظة ضد الخطبة المكتوبة، وقال له إنه سيقدم طلب إحاطة ضد وزير الأوقاف بشأن الأزمة.

شكرى الجندى: أرفض الخطبة المكتوبة بشكل نهائى.. وبعض الأئمة اعتقدوا أنها إجبارية

وقال النائب شكرى الجندى، عضو اللجنة الدينية بمجلس النواب: "نؤيد المواطنين فى رفض الخطبة المكتوبة، ونؤيد قرار هيئة كبار العلماء الرافض للخطبة المكتوبة، ووزير الأوقاف حينما تحدث عنها أكد أنها محل تجربة وأنها اختيارية، وليس هناك إجبار فى تطبيقها، وبعض الأئمة فهموا الأمور على محمل خاطئ، فالخطبة ليست بالإجبار، وأرفضها بشكل نهائى".



وأكد الجندى، فى تصريحاتٍ لـ"برلمانى": "اللجنة الدينية ستنسق لعقد اجتماع بين ممثلى الأزهر الشريف، ووزارة الأوقاف، وهيئة كبار العلماء، لبحث مشاكل الخطبة المكتوبة، وإمكانية تنفيذها من عدمه، ورأى الخطباء والمواطنين فيها لاتخاذ قرار نهائى بشأنها".