روشتة "العجز المائى" فى البرلمان

مع اقتراب موعد ملء خزانات سد النهضة الإثيوبى، ونتيجة للعجز المائى الذى تعانى منه مصر خلال الفترة الراهنة، بدأت الحكومة فى اتخاذ خطوات جادة ووضعت خطة عاجلة لمواجهة العجز المائى الذى تعانى منه مصر، وكانت أبرز محاور تلك الخطة العمل على تقليل مساحة المزروعات الشرهة للمياه وعلى رأسها الأرز والسكر والاقتصار على إنتاج الكميات التى يحتاجها السوق المحلى دون الالتفات إلى التصدير.



ولم تقتصر الجهود حول الحد من المحاصيل الشرهة للمياه، فقد كلف الرئيس عبد الفتاح السيسى وزير الزراعة بترأس وفد حكومى رفيع المستوى يضمه وزارات المالية والتجارة والصناعة والهيئة الهندسية للقوات المسلحة للبدء فى تنفيذ المشروع القومى لإنشاء 100 ألف صوبة زراعية والاستفادة من تجارب الدول المتقدمة فى مشروعات "الصوب الزراعية" على أن يقوم الوفد بزيادة لهولندا وأسبانيا والمجر باعتبارهم من الدول التى تتميز بتجارب رائدة فى زراعات الصوب، وتحدث عدد من النواب عن تلك الخطوات وعن مدى قدرة الحكومة على مواجهة العجز المائى الذى تعانى منه الدولة.

وكيل "الزراعة": إنشاء 100 ألف صوبة زراعية يحتاج دراسة وخبرة وتقنيات عالية

فى البداية قال النائب عبد الحميد الدمرداش، وكيل لجنة الزراعة بمجلس النواب، إن الأرز والذرة والقطن محاصيل صيفية، والفلاحين يلجأون لزراعة الأرز لأن نتائجه وأسعاره جيدة، مشيرًا إلى أنه لا يتم التصدير إلا فى حالة وجود فائض فى الإنتاج، وهذا هو المبدأ العام، ولكى يقلل الفلاحون من نسبة المساحة المزروعة من الأرز لا بدّ من زراعة محاصيل صيفية أخرى.

وأضاف "الدمرداش" - فى تصريحات خاصة لـ"برلمانى"، اليوم الثلاثاء – أن من المحاصيل التى قد يلجأ إليها الفلاحون فى حالة تقليل نسبة المساحة المزروعة من الأرز، الذرة الصفراء، ولكن على الحكومة تقديم مميزات للفلاحين حتى يتجهوا لتلك الزراعة، سواء فى الأسعار وتوفير "الفرّاطات" لتفريط الكيزان فى جميع أنحاء الجمهورية، ومجففات لتجفيف الذرة، مشدّدًا على أن الاتجاه لزراعة الذرة الصفراء سيفيد فى صناعة الدواجن.

وتحدث "الدمرداش" فى تصريحه، عن قصب السكر، مؤكّدًا على عدم وجود ضرورة لتقليل كميات القصب المزروعة، وذلك لكون فلاحى الوجه القبلى لا يزرعون سوى القصب، وبكميات كبيرة، وتقوم عليه استثمارات ضخمة، ومن الممكن استقدام أنواع جديدة من القصب تحقق إنتاجية أعلى وتقلل استهلاك المياه.

وعن الإعلان عن إنشاء 100 ألف صوبة زراعية، قال وكيل لجنة الزراعة إن المشروع يحتاج دراسة خاصة، وأن هذا العدد يعنى أن المساحة المزروعة من خلالها توازى 100 ألف فدان، وهذه عملية صعبة، ومن الممكن أن نبدأ بـ1000 أو 2000 صوبة فى البداية كتجربة، فالأمر يحتاج عمالة وخبرة وأسواقًا، وتحديد أنواع المحاصيل التى ستتم زراعتها وإيجاد الأسواق قبل الزراعة، مشيرًا إلى أن ميزة الصوب هى أن الرى الخاص بها يعتمد على التنقيط، ولكنها تحتاج تقنيات عالية وأموالا ضخمة.

رفعت داغر يطالب بتعميم زراعة الأرز الجاف ويؤكد: "بيشرب كل 12 يوم"

ومن جانبه قال النائب رفعت داغر، عضو لجنة الزراعة بمجلس النواب، إن الحل الأمثل خلال الفترة المقبلة لمعالجة مشكلة المياه وترشيد الاستهلاك، هو العمل على تقليل المساحات المزروعة من الأرز والمنتجات الزراعية التى تستهلك كميات كبيرة من المياه، مطالبًا تعميم نوعًا جديدًا من الأرز يدعى الأرز الجاف، وهذا النوع لا يحتاج إلى كميات كبيرة من المياه فهو يشرب كل 12 يومًا ويحقق إنتاجية عالية فى المحصول.

وأضاف "داغر" فى تصريحات لـ"برلمانى" قائلا: على المزارعين الالتزام بالكميات المحددة من قبل الوزارة لزراعة الأرز حتى لا يتم استنزاف المياه، موضحًا أن كمية المزروع من الأرز العام الجارى تخطت الـمساحة المقررة زراعتها وبلغت نحو مليون و700 ألف فدان، ولابد من يلتزم المزارعين بكميات الإنتاج التى يحتاجها السوق المحلى دون الالتفات إلى التصدير حفاظًا على الثروة المائية.

وأشاد "داغر" بإعلان الرئيس عبد الفتاح السيسى عن إطلاق المشروع القومى لإنشاء 100 ألف صوبة زراعية، مؤكّدًا أن الصوب الزراعية تحافظ على الإنتاج الزراعى وتوفر كميات كبيرة من المياه لاعتمادها على الرى بالتنقيط، مطالبًا من المزارعين اللجوء إلى الزراعة بالصوب الزراعية.

واختتم "داغر" حديثه، مؤكّدًا أن معالجة مياه الصرف الصحى والزراعى وإعادة استخدامها فى الزراعة مرة أخرى، أمرًا مهمًا ولكنه طالب أولًا بضرورة إنشاء شبكة صرف صحى جيدة ويتم معاجلة المياه بطريقة علمية سليمة، حتى لا تتسبب المياه الملوثة فى أى أضرار على صحة المواطنين.

تامر وحيد: "الوزراء لا يملكون فكرا ولدينا أنواع من الأرز غير مستهلكة للمياه"

وقال النائب تامر وحيد، عضو لجنة الزراعة بالبرلمان، إن هناك العديد من الأصناف الأرز الغير مستهلكة للمياه، واستهلاكها أقل من استهلاك الذرة، ولكن المشكلة أن الوزراء لا يملكون رؤية أو أفكار ومركز البحوث الزراعية وكليات الزراعة بجامعات مصر لديهم العديد من الأصناف الغير مهلكة للمياه، مشيرًا إلى أنهم اجتمعوا بأحد أساتذة كلية الزراعة بجامعة الزقازيق وعرض عليهم أنواعًا غير مستهلكة للمياه.

وأضاف "وحيد" فى تصريحات لـ"برلمانى" قائلا: "الدولة تحتاج إلى قرارات جريئة وناس فاهمة وبتحب البلد، وتقليل المساحة المزروعة من الأرز لن تحل الأزمة ولكنها ستؤدى إلى المساعدة على الفساد، مشيرًا إلى أهمية مشروع الصوب الزراعية ولكنه أكد فى الوقت ذاته إلى أن تلك الصوب ستكون مخصصة لزراعة الخضروات والفواكه ولن تستخدم فى زراعة المحاصيل الاستراتيجية كالأرز والقمح والقطن.

أحمد أبو خليل يطالب بزيادة المساحة المزروعة من الأرز ويؤكد: "المصريين بيحبوه"

وقال النائب أحمد أبو خليل، عضو لجنة الزراعة بمجلس النواب، المواطنين بضرورة التضامن والعمل بجانب الدولة على ترشيد استهلاك المياه، نظرًا للمشاكل العديدة التى تعانى منها مصر نتيجة قلة مياه نهر النيل خاصة مع اقتراب ملء خزانات سد النهضة الإثيوبى.

وعلى الرغم من سعى الدولة لتخفيض نسبة الأراضى المزروعة من الأزر طالب "أبو خليل" فى تصريحات لـ"برلمانى"، بزيادة مساحة الأراضى الزراعية المخصصة لزراعة الأرز قائلا: "المصريين بيحبوا الرز والكيلو وصل لـ8 جنيه، ولا ضرر ولا ضرار"، وطالب المسؤولين بضرورة التوفيق بين احتياجات المواطنين من الأرز والحفاظ على الثروة المائية، والعمل على منع تصدير الأرز للخارج حتى يتوفر المنتج بسعر فى متناول يد المواطنين.

وأشاد "أبو خليل" بالمشروع القومى لإنشاء 100 ألف صوبة زراعية والذى أعلن عنه الرئيس عبد الفتاح السيسى، مشيرًا إلى أن مشروع الصوب الزراعية مطبق فى محافظة البحر الأحمر بمنطقة الدويح بين مدينتى سفاجا والقصير، وحقق نتائج مبهرة، وينتجع مختلف أنواع الزراعات من فلفل وباذنجان وخيار.