كيف يواجه البرلمان البطالة؟

وسط وعود دائمة من مرشحى المرحلة الثانية للانتخابات، وبعد وعود سابقة سمعناها من مرشحى المرحلة الأولى الذين أصبحوا نوابا الآن، أصدر اليوم الأحد، الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء بيانا جديدا عن حجم أزمة البطالة فى مصر، وحمل معلومات تفصيلية عن نسب البطالة فى الربع الثالث من العام الجارى 2015، البيان أعلن أن نسبة البطالة فى مصر فى هذه الفترة وصلت إلى 12.8% من حجم قوة العمل ما بين سن 15 و 64، وهو بالتحديد 3.6 مليون عاطل، وبزيادة قدرها 78 ألف عاطل عن الربــع الســابق من نفس العام.

وتعد أزمة البطالة وحلولها هى من أكثر الملفات التى تلقى رواجا فى أحاديث المرشحين خلال فترة الدعاية الانتخابية، ويحرص كل مرشح على أن يطلق وعودا وبرامجا وحلولا عن حل هذه الأزمة، وهذا ليس مرتبط بانتخابات برلمان 2015 فقط، بل بكل البرلمانات السابقة، والتى أثبتت التجربة فيها أن حل تلك الأزمة ليس بمجرد وعد انتخابى أو رؤية شخصية لفرد أو حتى من خلال البرلمان وحده، إلا أن المرشحون يطلقون تلك الوعود ويتراجعوا عنها بمجرد وصولهم إلى المجلس، ليس تهاونا منهم فى الحل على قدر ما أن الأزمة أكبر من مجرد نائب.

فرج عامر: الأزمة ستزداد ودولاب العمل الإدارى هو السبب

أظهر المهندس محمد فرج عامر، عضو مجلس النواب عن قائمة "فى حب مصر" انفعاله بسبب السؤال عن الحلول المطلوبة لحل أزمة البطالة، وقال نائب الإسكندرية فى تصريحات لـ"برلمانى": "البطالة هتزيد وأزمتها مش هتتحل طالما الجهاز الإدارى للدولة بهذا السوء، والحل إن ربنا يخدنا".


واستكمل عامر، حديثه بعد أن هدأ قليلا، أن الأزمة تكمن فى ترهل أداء المسئولين الذين يتفننوا فى وضع العراقيل أمام أى مستثمر، لدرجة أن المصانع تغلق لمجرد إجراءات ورقية، وهذا بالتابعية سيرفع من نسبة البطالة، موضحا أن البحث عن حل للمصانع المغلقة وضمان استمرار عمل المصانع الحالية يجب أن تكون أولويات الدولة قبل البحث عن زيادة فرص العمل، ملقيا اللوم على الوزراء والمسئولين الذين يراهم لا يتفاعلون مع رؤية الرئيس السيسى التى تطالب بتسهيل فتح سوق العمل ورفع فرص الاستثمار.

وأضاف عامر:"إزاى وزير يرفض يرد على رجل أعمال ويترك مصانعه تتوقف بسبب إجراءات عقيمة، ويخلّى مدير مكتبه هو اللى يدير الأزمة".

أيمن أبو العلا: التعليم الفنى هو الحل لأن المستثمر يبحث عن العامل الماهر

وعلق أيمن أبو العلا، النائب عن حزب المصريين الأحرار بدائرة 6 أكتوبر، على هذه الأزمة، مؤكدا أن البطالة تعد من أهم الأزمات التى تهدد مصر وشبابها، وأضاف فى تصريحات لـ"برلمانى"، أن الحل الأهم فى هذا الملف هو الاهتمام بالتعليم الفنى، والتركيز على تطوير مهارات العمال المصريين، وتأهليهم لما يتناسب عن متطلبات سوق العمل، متابعا أن هناك مصانع وورش فى مصر لا تجد من يعمل بها، إما لغياب المهارة أو لأن العمال لا يريدون العمل فى هذه القطاعات، رغم أن الدول لا تتطور ولا ينمو اقتصادها إلا من خلال المشاريع والمصانع الصغيرة.


واستكمل أبو العلا، محذرا أن الاستثمار الأجنبى يبحث عن أيدى عاملة حقيقية ومدربة وماهرة، فإن لم يجد ذلك فى أى بلد لن يستثمر بها، وقال إن حل الأزمة يبدأ بالتدرييب الجيد للعمال ثم دعم الاستثمار.

جبالى المراغى: لدينا أكثر من حل للأزمة ونطلب مساعدة الحكومة فى التنفيذ

قال جبالى المراغى، النائب البرلمانى ورئيس اتحاد العمال، إن هناك عددا من الحلول المقترحة لمواجهة أزمة البطالة، وأن الحكومة لابد أن تدعم وتساعد فى تنفيذ تلك الحلول، من بينها، توقيع بروتوكول مع شركات توظيف العمالة لتوفير فرص عمل فى الداخل والخارج، بالتنسيق بين الاتحاد وشركات توظيف العمالة، وتنفيذ مشروعات قومية حسب التوزيع الجغرافى على مستوى الجمهورية لإتاحة أكبر فرص عمل، من خلال مصانع كثيفة العمالة، مثل مصنع الألومنيوم بنجع حمادى، القادر على استيعاب أعداد كبيرة من العمالة، ودراسة تطوير مصنع الحديد والصلب فى حلوان، وإعادة تأهيله سيساعد فى استيعاب عددا أكبر من العمالة، مضيفا أن الاتحاد العام قادر على إعادة تأهيل وتثقيف العمالة فى مصر خلال عامين فقط.


وطالب المراغى، الشباب الذين يرفضون الوظائف ذات راتب 1500 بقبولها، حتى ننهض بالمصانع وبالاقتصاد وبمهاراتهم فتتوفر فرص أفضل.