الشرقية – إيمان مهنى
على مدى عقود وسنوات طويلة شهدت العملية الانتخابية فى مصر، سواء فى المجالس المحلية أو البرلمان أو الرئاسة أو غيرها من المواقع التى يتطلب الوصول إليها سباقًا انتخابيا، آليات واحدة وثابتة للمنافسة وحسم الصراع، وترسخت لها عدّة سمات ثابتة أصبحت من قبيل العلامات المميزة لهذه العملية، ليس فقط على صعيد استخدام المال وحشد وتوجيه الناخبين والدعاية السلبية وتشويه المنافسين، ولكن أيضًا على صعيد سيطرة بعض الفئات على فرص السباق، وتراجع أو اختفاء فئات أخرى، ومنها النساء، ولكن الانتخابات البرلمانية الحالية تشهد ضمن ما تفرزه من متغيرات وتحولات كبيرة، تغيّرًا لكثير من الأطر الحاكمة والأنماط الثابتة للسباق الانتخابى فى مصر، ومن أبرز هذه المتغيرات حضور المرأة بقوة فى المنافسة، والمفارقة أن هذا الحضور برز فى عدد من المحافظات ذات الطابع الريفى، والتى تسيطر عليها العصبية والروابط القبلية، ومنها محافظة الشرقية، التى تحضر المرأة فيها بقوة فى الماراثون الانتخابى، عبر 10 مرشحات فى 7 دوائر، يخضن السباق بقلب "المرأة الحديدية"، رغم المنافسة الشديدة والشرسة مع رجال المال والعائلات الكبرى، إلا أنهن وسط هذا الصراع استطعن الاحتفاظ بمساحة جيدة وإيجابية من التواجد فى حلبة المنافسة.
3 سيدات ينافسن فى دائرة المعزول
تعد دائرة الزقازيق واحدة من أسخن الدوائر وأشرسها منافسة فى محافظة الشرقية، بسبب تعدد المرشحين وتمتع كثيرين منهم بقواعد انتخابية كبيرة، كما أنها الدائرة التى سيطرت عليها جماعة الإخوان الإرهابية لعدّة دورات، وكان الرئيس المعزول محمد مرسى نائبًا عنها فى دورة 2000، إلا أن الدكتورة نجوى الشافعى، استشارى طب الأطفال ومرشحة الحزب المصرى الاجتماعى، تحقق مساحة واضحة من التواجد والمنافسة فى الدائرة، خاصة وأنها مدعومة من أساتذة الجامعة والأطباء بالزقازيق، فضلاً عن أطقم التمريض بالمدينة، كونها عميدة كلية التمريض السابقة، وكذلك تبرز المرشحة علا الشيوى، التى تخوض التجربة للمرة الأولى دون أى دعم حزبى، إلا أنها تمتع بقبول واسع فى الدائرة، واستطاعت لفت الأنظار إليها، وسامية جبر، وكيل مديرية الإسكان السابقة.
الدكتورة نجوى الشافعى
سيدتان فى سباق فاقوس
وفى دائرة فاقوس، المخصص لها 3 مقاعد، والتى يتصارع فيها عدد من رجال الأعمال البارزين وأصحاب المناصب السيادية ورجال النظام القديم، تشهد المنافسة حضورًا نسائيّا ملفتًا عبر المشحتين: نوسيلة أبو العمرو، التى تتحدّى العصبيات والذكور وعلى رأسهم شقيقها مرشح حزب الوفد، والإعلامية حياة عبدون، التى فازت عن مقعد كوتة المرأة فى برلمان 2010 "عن الحزب الوطنى المنحل"، وهى من عائلة عبدون وكان عمها نائبًا عن الدائرة، وتخوض السيدتان المنافسة بقوة رغم الطبيعة الريفية للدائرة.
نوسيلة أبو العمرو
إيمان سالم خضر فى مركز الزقازيق
أما فى دائرة مركز الزقازيق والقنايات، والمخصص لها 4 مقاعد، فيتحالف فيها عدد من النواب السابقين، فى مقابلة أبناء العائلات والشباب، وتحضر المرأة وسط هذه المعركة بممثلة واحدة، إذ تخوض إيمان سالم محمد خضر، المهندسة بمديرية الرى وبنت مدينة القنايات الصراع فى مواجهة ٣٤ رجلا، وكانت "إيمان" أولى المتقدمين بأوراق الترشح للجنة تلقى الطلبات، وقد لقّبها أبناء الدائرة بـ"المرأة الفولاذية" لشجاعتها وجرأتها واستمرارها فى التحدى رغم اتساع النطاق الجغرافى للدائرة، وسطوة العادات والتقاليد التى تحكمها، وخاصة مع سيطرة الطابع الريفى وتحكم العصبيات.
سحر عتمان فى مشتول السوق
وفى دائرة مشتول السوق، يشتعل صراع انتخابى شرس بين عدد من المرشحين، ومنهم اثنان من عائلة واحدة، هما: محيى ربيع، وهانى ربيع، ووسط هذا الصراع تتصدر المشهد الانتخابى فى الدائرة الدكتورة سحر عتمان، الباحثة الاجتماعية، وهى من أسرة لها علاقة بالسياسة وسبق أن أفرزت نائبًا برلمانيا، كما أن لهذه الأسرة كتلة صوتية وعائلية كبيرة، فضلا عن نشاطها الدائم طوال السنوات الماضية فى مجال العمل الأهلى والمجتمع المدنى، ما جعلها ملمة بمشاكل الدائرة، خاصة وأنه سبق لها خوض تجربة الترشح فى 2011.
الدكتورة سحر عتمان
"ملاك" فى دائرة كفر صقر
وضمن الدوائر التى تشهد حضورًا مميّزًا للنساء، دائرة كفر صقر وأولاد صقر، المخصص لها مقعدان، وهى كسابقتها من الدوائر الريفية التى تسيطر عليها القبلية والعصبيات فى المشهد الانتخابى، ولكن وسط الصراع الانتخابى وسيطرة القبلية تحضر المرشحة ملاك على جمعة، وهى سيدة شابة حاصلة على درجة الدكتوراة، وتعتمد فى المنافسة على أصوات السيدات من أبناء الدائرة، إلى جانب أنصارها وداعميها من القطاعات المختلفة وكبار العائلات.
ملاك على جمعة
صحفية فى معركة "منيا القمح"
وفى دائرة منيا القمح، المخصص لها 3 مقاعد، ووسط حرب الشائعات بين المرشحين لتفتيت الأصوات، تبرز الصحفية "عبير تقبية"، رمز الفراشة، وهو الرمز الذى اتخذ أنصارها منه لقبًا لها فى الانتخابات، و"عبير" بنت قرية شبرا العنب، واستطاعت تكوين قاعدة جماهيرية داعمة لها، رغم أنها السيدة الوحيدة فى المعركة الشرسة التى تشهدها دائرة "منيا القمح".
عبير تقبية
الدكتورة سناء أبو سمرة على مقعد "العاشر"
أخيرًا، وبين قائمة النساء اللواتى يخضن سباق مجلس النواب 2015 فى دوائر الشرقية، تشهد دائرة العاشر من رمضان، الدائرة الوليدة طبقا للتقسيم الجديد للدوائر، والمخصص لها مقعد واحد، تنافس 12 رجلا، إضافة إلى مرشحة حزب "حماة الوطن" الدكتورة سناء أبو سمرة، وهى استشارية فى طب الأطفال، وتتمتع بقاعدة شعبية واسعة، خاصة وأن لها باعًا كبيرًا فى العمل المدنى والخيرى، وسبق وأن نظمت عددًا كبيرًا من الفواقل الطبية بالمدينة وعدد من المراكز بالشرقية، إضافة إلى تأسيسها لمركز طبى خيرى لخدمة أهالى الدائرة.
الدكتورة سناء أبو سمرة
