على الرغم من استمرار أزمة تسريب امتحانات الثانوية العامة، إلا أن مجلس النواب فرض حالة من الصمت الكامل تجاه امتحانات الثانوية العامة بعد انتهاء الدور الأول، وشهد الدور الثانى حالة تسريب لأكثر من امتحان كان آخرها مادة "الديناميكا" للدور الثانى للثانوية العامة .
وكانت لجنة التعليم قد أرسلت نص تقرير للدكتور على عبد العال رئيس المجلس، تطلب فيه تشكيل لجنة تقصى حقائق، وذلك فى نهاية شهر يونيو الماضى، وقالت اللجنة: "من منطلق حرص اللجنة على أبنائنا الطلبة ورغبة منا على عدم تكرار واقعة تسريب امتحانات الثانوية العامة لما لها من آثار سلبية على استقرار العملية التعليمية، فإنها توصى بتحميل الحكومة المسئولية السياسية والأدبية كاملة عما حدث وتداعياته وعليها الرد واتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجتها، وضرورة سن تشريع لتغليظ العقوبة على التسريب واعتباره جريمة مخلة بالشرف لا تسقط بالتقادم، وتشكيل لجنة تقصى حقائق برلمانية لتقدير الموقف وعرض جميع الحقائق على الرأى العام بكل شفافية".
وأوصت اللجنة بضرورة وضع البدائل المستقبلية لعدم تكرار ذلك مثل نظم امتحانات جديدة وحديثة لمنع الغش وتطوير منظومة التعليم والتدريس بالكامل، والتأكيد على أهمية حصول التعليم على الاستحقاق الدستورى لإصلاح حالة الانهيار الذى وضح صداه فى الشارع المصرى.
كما أوصت بالاستعانة بالمركز القومى للامتحانات وتفعيل دوره لعمل النماذج المتكررة من الامتحانات بطريقة الأسئلة المتعددة والبدء فى تنفيذها فى سنوات النقل تمهيدًا لتفعيلها فى الشهادات العامة ومنها الثانوية العامة وتأهيل المطبعة السرية لهذا العمل، معربة عن تعاطفها وتضامنها مع الطلاب وأولياء الأمور، وطمأنتهم بأن اللجنة لن تسمح بظلم أى طالب.
وشملت التوصيات "التغيير الفورى لكل قيادات وزارة التربية والتعليم المسؤولين عن الامتحانات بجميع مراحلها فى إطار منظومة تغيير شامل للمسؤولين عن الامتحانات، وتغيير أسلوب ونظام امتحانات الثانوية العامة"، واعتبرت اللجنة فى تقريرها أن ما حدث من تكرار تسريب امتحانات الثانوية يعد إهمالا جسيما وفشلا غير مقبول من الحكومة.
وسردت اللجنة فى تقريرها خطورة أزمة تسريب الامتحانات وتأثيرها السلبى على حال الطلاب وأولياء الأمور، وأن اللجنة عقدت اجتماعين مع الدكتور الهلالى الشربينى وزير التربية والتعليم، الأول عقب تسريب امتحان التربية الدينية بعدما أحال المجلس إليها البيانات العاجلة المقدمة من النواب بشأن الأزمة، والثانى عقب تسريب امتحان الديناميكا، واستمعت لكل الأعضاء المتقدمين بالبيانات العاجلة، كما استمعت لرد وزير التربية والتعليم، والذى أكد أن واقعة التسريب هى واقعة واحدة، حيث حصل المتورط فى هذه الجريمة على أوراق أكثر من امتحان، وهى مجرد مسودة نهائية قبل طبعها، وأقر بأنه تم ضبط عدد من المتورطين وإحالتهم للنيابة العامة وجارى التحقيق معهم ومحاكمتهم".
كما تقدم كل من النائب محمد الحسينى والنائب محمد عبد الغنى، باستجواب لوزير التربية والتعليم، وتم إدراجه فى الجلسات والتصويت عليها، ولكن لم يدرج "عبد العال" فى جدول الجلسات موعد للقاء الدكتور الهلالى الشربينى مع النواب مع خلال جلسة عامة .
الأمر الذى يثير التساؤلات حول مصير محاسبة البرلمان لـ"الشربينى "، رغم مرور أكثر من شهر على أزمة "شاومينج " لتسريب امتحانات الثانوية العامة، خاصة وأن اللجنة تنقسم بين أن ما حدث خلال امتحانات الثانوية العامة هى مؤامرة تحاك ضد "الشربينى " وهو المستهدف لإسقاطه، بينما آخرين يرون أنه لابد من محاسبة وزير التربية و التعليم و إقالته إن استدعى الوضع ذلك .
عبد الرحمن برعى: قبل ما نحاسب الوزير نوفرله اللى يحمى امتحانات الثانوية العامة
وقال عبد الرحمن برعى، وكيل لجنة التعليم، إن امتحانات الثانوية العامة فى الدور الثانى لم يحدث بها تسريبات بل كانت حالات غش، مشددا أن أزمة "شاومينج " كانت تستهدف تشويه "الشربينى" نفسه بعد تدخله فى المدارس الخاص و الدبلومة وضمه مدارس لإشراف مالى وإدارى فالحرب ليست امتحانات الثانوية العامة بل كانت هو نفسه، مؤكدا أنه لا يرى المسئولية الأولى لا تقع على التربية والتعليم فهى تقع أيضا على وزارة الاتصالات .
وتابع قائلا: " لازم قبل ما نحاسب سواء هو ولا غيره نوفر له اللى يحمى الثانوية العامة من التسريب وده اللى هنعمله من خلا تشريع بالتشويش وتغيير شكل ورقة الامتحان".
ماجدة نصر: نطرح تساؤلاتنا على "الشربينى" غدا
بدورها أكدت ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم، أنها ستطرح هذا الأمر خلال لقاء وزير التربية و التعليم غدا الثلاثاء، قائلا: "العام الدراسى قرب يبدأ ولم تعلن نتائج التحقيقات حتى الآن".
وأوضحت أن الدور الثانى لامتحانات الثانوية العامة ما حدث كانت حالات غش وهو ما يثبت أنه مازال لا يوجد ضبط وإحكام فى التفتيش على الطلاب، مشددا أنه لابد أن يكون هناك رد واضح وإجابات مقنعة.
محمد الحسينى: واضح أننا كلنا شيبسى وعصير ونمنا
أبدى محمد الحسينى، عضو مجلس النواب، استياءه من عدم اتخاذ مجلس النواب موقف واضح تجاه الدكتور الهلالى الشربينى وزير التربية والتعليم ومحاسبته على ما حدث بعد فضيحة تسريب امتحانات الثانوية العامة .
وتابع قائلا: "وأضح أننا كلنا شيبسى وعصير ونمنا.. أنا هتكلم مع الأمانة العامة وأشوف الاستجواب اللى قدمته مجابش وزير التربية والتعليم ليه للبرلمان لحد دلوقتى".