كتبت سمر سلامة
"لا بديل عن صندوق النقد".. هكذا أعلنت حكومة المهندس شريف إسماعيل، والتى أكدت أنه لا مفر للخروج من الأزمة الاقتصادية الحالية إلا بالحصول على قرض الصندوق، وإعلان برنامج تقشف وفقا لخطة صندوق النقد الدولى، وذلك لسد عجز الموازنة العامة للدولة، وهو ما لم يصبح بإيدينا سوى القبول به، ولكن من حقنا نطرح سؤالا واضحا لحكومة "إسماعيل" حول خطتها لاستثمار هذا القرض، أم أن الحكومة أفقر من أن تضع خطة وبرنامج.
صندوق النقد مدين بالمليارات للبرازيل
ولابد أن نؤكد أن قرض صندوق النقد ليس نهاية المطاف، وبالتأكيد لن يدفعنا نحو أسوأ مما وصلنا إليه، خاصة مع ارتفاع معدلات التضخم، وتراجع الاستثمارات بشكل لافت، وانخفاض سعر العملة بصورة غير مسبوقة، ولكن علينا أن نفكر ونحذر الحكومة من الفشل فى استغلال الفرصة الأخيرة نحو تحقيق تنمية اقتصادية، خاصة أن مصر ليست الأولى التى تعرضت لهذه الأزمة فقد سبقتها البرازيل بكل ما تحمله التجربة من تشابه على جميع المستويات، والآن البرازيل ضمن العشرة الكبار فى العالم، وأصبح صندوق النقد مُدينا لها بالمليارات.
وقد لجأ الرئيس البرازيلى لولا دى سيلفا، فى بداية حكمه إلى سياسة المصارحة والمكاشفة، مطالبا الشعب البرازيلى بالصبر على سياسات التقشف، وهو ما تم بالفعل فى مصر أيضا، فقد طالب الرئيس وحكومته الشعب بالتحمل وإعلان قرارات تقشفية برفع الدعم تدريجيا باعتباره السبيل نحو تقليل عجز الموازنة.
وكانت لهذه الإجراءات أثرا فى إعادة الثقة بالاقتصاد البرازيلى من جانب المستثمرين، وجذب الاستثمارات التى أدت إلى رفع الطاقة الإنتاجية للبلاد وتوفير فرص العمل.
ومن واقع التجربة البرازيلية نرصد أهم الإجراءات الاقتصادية التى اعتمدتها الحكومة البرازيلية بعد قرض صندوق النقد.
• توفير تسهيلات ائتمانية بخفض سعر الفائدة لتشجيع صغار المستثمرين.
• التوسع فى الزراعة واستخراج النفط والمعادن.
• التوسع فى الصناعة المحلية .
• تنشيط قطاع السياحة.
• الطرق المباشرة لحل مشكلة الفقر من خلال الإعانات الاجتماعية.
• التوجه نحو التكتلات الاقتصادية الخارجية.
والتجربة الاقتصادية فى البرازيل متاحة لمن يريد أن يعرف كيف خرجت دولة من كبوة اقتصادية نحو التفوق على كبار العالم ومنهم بريطانيا، والتى استعانت فيها البرازيل بخبراء أجانب منهم مصريين، فهل لمصر أن تستعين بمن يدير اقتصادها اليوم؟، أم ستكتفى بما لديها من عقول لم نعد ثقة بقدرتها على العبور بمصر من هذا النفق المظلم الذى تمر به، وطبعا مش هننسى نسأل المهندس شريف إسماعيل خطتك أيه بعد القرض؟