قبة البرلمان تنتفض دفاعا عن "قبة الجامعة"

مفاجأة مدوية وصادمة طالعها أهالى محافظة الجيزة والمترددون على محيط جامعة القاهرة، فبعد عقود طويلة على قبة الجامعة، منذ تدشينها فى الشطر الأول من القرن الماضى، فوجئ المارة بتغير معالم القبة واختلاف مظهرها المعتاد، ولم يكن هذا التغير إلا نتاج عملية تطوير عشوائية اختارت تركيب تكييف مركزى لقاعة الاحتفالات الكبرى بالجامعة، على حساب مبنى القبة وإنشاءاتها ومظهرها الحضارى، ليتداول عدد كبير من نشطاء موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" فى وقت لاحق، صورًا لعمليات تكسير وتحطيم فى قبة الجامعة التاريخية، وتشويهها بمواسير وممرات للتكييفات، وهو الأمر الذى أثار قدرًا من الغضب بين أعضاء لجنة التعليم والبحث العلمى بمجلس النواب، معبرين عن رفضهم لما حدث، ومؤكدين أنه يمثل جريمة تستوجب محاكمة رئيس الجامعة الدكتور جابر نصار، وكل المتسببين عن هذه الفوضى والتشويه.

إبراهيم حجازى: جامعة القاهرة عمود العلم وما حدث بها جريمة

فى البداية، قال النائب إبراهيم حجازى، عضو لجنة التعليم والبحث العلمى، إن ما حدث من تشويه لقبة جامعة القاهرة جريمة، ولا بد من معاقبة المسؤول عنها بشكل قانونى.



وأكد "حجازى" فى تصريح لـ"برلمانى"، أنه سيعرض الموضوع فى أول اجتماع قادم للجنة التعليم والبحث العلمى، ليناقش النواب مسألة تشويه قبة جامعة القاهرة، ويتفقوا على تحديد الموقف الذى سيتم اتخاذه تجاه رئيس الجامعة أو وزير التعليم العالى، مشيرًا إلى أن جامعة القاهرة من أبرز معالم التراث المصرى الحديث، وتمثل عمودًا من أعمدة الوطن العربى، وليس مصر فقط، فى العلم والتعليم.

منى عبد العاطى: تشويه قبة الجامعة مرفوض حتى لو بيركبوا تكييف

بدورها، قالت النائبة منى عبد العاطى، عضو لجنة التعليم والبحث العلمى بمجلس النواب، إن التشويه الذى حدث لقبة جامعة القاهرة مرفوض تمامًا، لأنه تشويه للتراث، وهو أمر غير مقبول، وعلينا الحفاظ على أثر مهم مثل قبة جامعة القاهرة.



وأضافت منى عبد العاطى فى تصريح لـ"برلمانى"، أنها ستتقدم بسؤال للدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، حتى تفهم منه المبررات والأمور التى دعته لتشويه قبة الجامعة، وتعرف أصل الأمر، ولو كانت الضرورة تركيب تكييف فما هى إمكانية تنفيذه دون تشويه قبة الجامعة التراثية، من واقع تقارير ودراسات المتخصصين فى الهندسة المعمارية.



وتابعت عضو لجنة التعليم والبحث العلمى تصريحها بالقول، إنه لا بد من تشكيل لجنة معمارية لإنقاذ قبة جامعة القاهرة ممّا حدث بها بسبب تركيب مواسير التكييف، مؤكّدة أن تشويه جامعة القاهرة مرفوض تمامًا، لأنها من الآثار المصرية، ورمز للعلم فى مصر.

غريب حسان: لازم رئيس جامعة القاهرة يتحاكم جنائيًّا

فى السياق ذاته، أبدى النائب غريب حسان، عضو لجنة التعليم والبحث العلمى بمجلس النواب، استياءه من أداء الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة، قائلا: "لا أرى نصار ينفذ أى شىء"، مضيفًا أنه أرسل له أكثر من مرة طلبات بشأن جامعة شمال سيناء، ولكنه يواجه تجاهلاً تامًّا من رئيس الجامعة.



وأضاف "حسان" فى تصريح لـ"برلمانى"، أن جامعة القاهرة تعتبر أكبر جامعة فى الشرق الأوسط، ولا بد من أن يحاسب من قام بتشويه وتخريب "قبة جامعة القاهرة" محاكمة جنائية، مؤكدًا أنه سيقدم استجوابًا فى أول جلسة برلمانية خلال دور الانعقاد الثانى لاستجواب كل من رئيس جامعة القاهرة جابر نصار، ووزير التعليم العالى الدكتور أشرف الشيحى.

التنسيق الحضارى: تشكيل لجنة من كليتى الآثار والهندسة لمعاينة قبة الجامعة

من جانبه، قال المهندس محمد أبو سعدة، رئيس جهاز التنسيق الحضارى، إنه أرسل خطابا رسميا للدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، لرفع الأعمال المخالفة التى تشوه قبة الجامعة، إذ إنها مسجلة ضمن المبانى التراثية بالتنسيق الحضارى.



وأضاف "أبو سعدة" فى تصريح خاص لـ"برلمانى"، أن رئيس جامعة القاهرة رد عليه بالفعل، وتم تشكيل لجنة برئاسة الدكتور شريف مراد، عميد كلية الهندسة، والدكتور محمد حمزة عميد كلية الآثار، وخبراء من جهاز التنسيق الحضارى، وهم الدكتورة سهير حواس وحسين بهجت.