وزير الصحة يكشف المستور بأزمة الألبان

بعد تفاقم أزمة ألبان الأطفال خلال الأيام الماضية، واتهام القوات المسلحة بصناعة الأزمة، وبعد تجمهر العشرات من الأمهات وأولياء الأمور بشهادات الميلاد على أمل الحصول على اللبن المدعم أمام إحدى شركات التوزيع، هاتفين عايزين لبن، ومؤكدين أنهم توجهوا لصرف اللبن من المراكز المحددة ولم يجدوه، ومشككين فى تصريحات الدكتور أحمد عماد وزير الصحة بتوافر اللبن المدعم، ومتهمين القوات المسلحة بالاستيلاء على الألبان، "برلمانى" يرصد تصريحات وزير الصحة الدكتور أحمد عماد خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "على هوى مصر" للكاتب الصحفى خالد صلاح بقناة "النهار" أمس الأحد، كاشفا عن حقائق وأسرار عن الأزمة وأسباب تفاقهما كالتالى.

لا يوجد أزمة فى ألبان الأطفال

فى البداية قال الدكتور أحمد عماد الدين وزير الصحة، أنه لا يوجد أزمة فى ألبان الأطفال، مؤكدا أن اللبن الموجود بمخازن وزارة الصحة يكفى لثلاثة أشهر، مضيفا أن المشهد الذى شهده كورنيش النيل قبالة "الأغاخانة" ليس سوى، محاولة من بعض الجشعين لأخذ اللبن عنوة، حيث يقومون ببيعه فيما بعد لمحلات الحلويات، مؤكدا أن هذا أمر مستمر منذ خمسين عاما".



وأكد الوزير أن المنظومة الجديدة التى قام بتطبيقها لتوزيع اللبن المدعم، والتى بدأ تنفيذها الخميس الماضى، هو أمر متوقع لأن أى شخص يقتحم ملف سرقة مستمرة منذ سنوات سيواجه بمثل هذه الأمور.

أفراد منظومة سرقة الألبان يقتحمون مخازن "الأغاخانة"

وكشف الوزير، خلال المداخلة، أنه توقع ما حدث الخميس الماضى قبل حدوثه، وقام بإبلاغ رجال الأمن قبلها، بأن أفراد منظومة سرقة ألبان الأطفال يحاولون اقتحام مخازن "الأغاخانة"، وهو ما حدث بالفعل، وحين لم يجدوا ألبانا بداخلها، قاموا بقطع الطريق.



ونفى الوزير كون هؤلاء اللاتى قطعن الطريق وتظاهرن، مجموعة من الأمهات، قائلا:"أنا بسأل فيه أم معاها طفل تروح تقطع الطريق؟، اللى تقطع الطريق عندها أجندات"، مشددا أن هؤلاء يقف خلفهن أشخاص منتفعين، مؤكدا أن الداخلية كانت على علم بما سيحدث بعد أن قام بإبلاغها، وتعاملت معهم بهدوء.



وحول سؤال من الكاتب الصحفى خالد صلاح، هل يشكك الوزير فى كون هؤلاء السيدات اللاتى قطعن طريق الكورنيش أمام مخازن الشركة المصرية للأدوية الخميس الماضى مندسات؟، أجاب الوزير: " أنا مش بشكك أنا متأكد، لأنى عارفهم وواثق، وهى عملية تمت مرارا وتكرارا، وأكثر من مرة اقتحم هؤلاء مخازن الأغاخانة للاستيلاء على لبن الأطفال، مشيرا إلى أنه كان يتوقع حدوث مثل هذا الموقف مع بدء تطبيق المنظومة.

طرق صرف ألبان الأطفال فى مصر..ودور القوات المسلحة فى حل الأزمة

وفى سؤال من الكاتب الصحفى خالد صلاح حول دور القوات المسلحة فى حل الأزمة، أجاب الوزير أن هناك ثلاث طرق لصرف ألبان الأطفال فى مصر، فإما عبر اللبن المدعم المقدم من وزارة الصحة بـ 5 جنيهات، أو عن طريق القطاع الخاص حيث يباع فى الصيدليات بـ 60 جنيه، وأصبح الآن لدينا طريق ثالث وهو القوات المسلحة، والتى قررت البحث عن وسيلة لتخفيف كاهل المواطنين، وعرضت شراء هذه الألبان للمواطنين بتكلفة 26 جنيه، على أن يكون هناك هامش ربح للصيدلى 4 جنيهات، فتباع بـ 30 جنيها تخفيفا على كاهل المواطن، مؤكدا عدم صحة الأقاويل التى ترددت عن وجود 30 مليون علبة بمخازن القوات المسلحة، ومشيرا إلى أن عبوات الألبان التى ستسوردها قواتنا المسلحة من المزمع أن تصل منتصف شهر سبتمبر الجارى.



وأضاف الوزير أن المجموعات اللاتى تحاول الاستيلاء على لبن الأطفال ستقف عاجزة الآن، فمخازن الأغاخانة لم يعد بها أدوية، وأمام ذلك فليس أمامهن سوى استعطاف الرأى العام فى الإعلام، مشددا على أنه مصر على الاستمرار فى المنظومة وبنفس القوة.

الرضاعة الطبيعية أفضل وأكثر فائدة للطفل

وردا على سؤال من الكاتب الصحفى خالد صلاح، حول الطريقة اللتى يجب على الأمهات الراغبات فى شراء لبن أطفال مدعم، قال الدكتور أحمد عماد الدين، أنه فى البداية ينصح بالرضاعة الطبيعية، فهى أفضل وأكثر فائدة للطفل، ثم حدد الوزير خمس فئات يستحققن اللبن المدعوم، وهن: ولادة توأم أو أكثر، والتوقف الكامل عن الرضاعة الطبيعية، وعدم كفاية لبن الأم "ضعف فى إدرار اللبن من الأم" ويحدده طبيب الرعاية الصحية الأولية، أو إصابة الأم بمرض مزمن مثل السكر أوالضغط أو أى مرض يستوجب استخدام أدوية يتم إفرازها فى لبن الأم وتنفر الرضيع مثل الروماتويد أو مرض عقلى شديد أو مرض موضعى بالثدى، أو وفاة الأم.



وعلى المستحقات التوجه إلى وحدة الرعاية الصحية، مصطحبات بطاقة الرقم القومى، وشهادة ميلاد الطفل، وبعدها تقوم باستلام اللبن مباشرة، بسعر خمسة جنيهات للعبوة.



وفى نهاية المداخلة شدد الوزير على أنه يصر على نجاح المنظومة الجديدة، وأنه قام بإرسال فرق من الوزارة للمتابعة، وموافاته أولا بأول بكافة المستجدات بوحدات الرعاية الصحية، وعرض الإعلامى خالد صلاح على الوزير أن كاميرات البرنامج ستنزل اليوم إلى وحدات الرعاية الصحية، لمتابعة تطبيق المنظومة الصحية على أرض الواقع.