فى خبر غير سار، كشف الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء عن ارتفاع معدل التضخم الشهرى خلال أغسطس الماضى، بنسبة 2% ليبلغ 194.9 نقطة مقابل 191.1 نقطة خلال يوليو الماضى، كما ارتفع معدل التضخم السنوى خلال الشهر الماضى، بنحو 16.4% مقارنة بشهر أغسطس من عام 2015، وتعد الزيادة تحدث لأول مرة منذ ديسمبر 2008.
وأوضح الجهاز فى بيانه، أن معدل التضخم ارتفع فى الفترة من يناير إلى أغسطس 2016 ليبلغ نحو 12.4% بالمقارنة بنفس الفترة من العام الماضى، مشيرًا إلى أن أسعار الطعام والشراب خلال الشهر الماضى، ارتفعت بنسبة 1.6%، وعلى أساس سنوى ارتفعت أسعار الطعام والشراب بنحو 20.1% مقارنة بشهر أغسطس من العام الماضى.
الأرقام التى تم الإعلان عنها من قبل الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء أثارت قلق البعض، خاصة أن الحكومة بكل هيئاتها تتحدث عن برنامج الإصلاح الاقتصادى من أجل ضبط الأسواق، وخفض سعر الدولار الذى حير الجميع فى الفترة الأخيرة.
رئيس "الإحصاء" يصدر بيانا لتوضيح أسباب ارتفاع معدل التضخم
وللإجابة عن التساؤلات التى أثيرت حول معدل التضخم، أصدر اللواء أبو بكر الجندى، رئيس الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، بيانا يوضح فيه أسباب ارتفاع معدل التضخم خلال شهر أغسطس الماضى بنحو 2% مقارنة بشهر يوليو السابق عليه إلى ارتفاع أسعار الخضراوات والسكر والكهرباء والغاز والوقود.
وقال "الجندى"، إن ارتفاعات أسعار الخضراوات التى بلغت نسبتها أكثر من 6% غير مبررة فى هذا الوقت من العام، ولا يوجد لها أساس، مشيراً إلى أن أسعار البصل والبطاطس زادت فضلاً عن ارتفاع أسعار الطماطم فى الوقت الذى لا يوجد به أسباب لتلك الارتفاعات، حيث لم تتعرض المحاصيل لأحداث تؤثر عليها.
وأضاف رئيس جهاز الإحصاء، أن زيادة أسعار السكر بنسبة 6% ترجع إلى الممارسات الاحتكارية لبعض التجارة، الأمر الذى دفع الحكومة لاستيراد خلال النصف الثانى من الشهر الماضى نحو 300 ألف طن سكر لتلبية احتياجات الأسواق، متوقعاً أن تعود الأسعار إلى التراجع مرة أخرى عقب هذا الإجراء.
وبالنسبة لزيادة أسعار الكهرباء والغاز والوقود، أوضح رئيس جهاز الإحصاء أنه معلن منذ يوليو 2014 عن خطة الحكومة لرفع الدعم عن الكهرباء، مشيراً إلى أن زيادة الأسعار، والتى بلغت نحو 27.4% مبررة.
أما عن التضخم السنوى، فأشار اللواء أبو بكر الجندى إلى أن معدل التضخم السنوى بلغ 16.4%، وتعد هذه الزيادة تحدث لأول مرة منذ ديسمبر 2008، لافتاً إلى أن ارتفاع أسعار الدولار أثرت فى كل السلع والخدمات، سواء المباشرة أو غير المباشرة، حتى إن لم تكن تتعامل بالعملة الأجنبية.
فى الوقت نفسه، قالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)، إن أسعار الغذاء العالمية ارتفعت فى أغسطس لأعلى مستوى لها منذ مايو 2015 بقيادة منتجات الألبان والزيوت والسكر.
وسجل مؤشر الفاو لأسعار الغذاء، الذى يقيس التغيرات الشهرية لسلة من الحبوب والزيوت النباتية ومنتجات الألبان واللحوم والسكر 165.6 نقطة فى أغسطس، بارتفاع 1.9% عن الشهر السابق، وبلغ ارتفاع المؤشر نحو سبعة بالمائة مقارنة بأغسطس من العام الماضى.
ورفعت منظمة الأغذية والزراعة توقعاتها لإنتاج الحبوب العالمى فى موسم 2016-2017 إلى 2.566 مليار طن، بما يزيد 40 مليون طن مقارنة مع 2015.
النائب هانى نجيب: "الأرقام مقلقة.. وعلى الحكومة تفعيل برامج الحماية الاجتماعى"
فى نفس السياق، علق هانى نجيب، عضو اللجنة الاقتصادية بالبرلمان، على إعلان الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء عن ارتفاع معدل التضخم الشهرى خلال أغسطس الماضى، بنسبة 2%، ليبلغ 16.4% فى أعلى معدله منذ 8 سنوات، قائلًا: "ديه أرقام مقلقة جدًا".
وأوضح عضو اللجنة الاقتصادية بالبرلمان فى تصريح لـ"برلمانى"، أن السبب الرئيسى فى ارتفاع معدل التضخم هو ارتفاع الدولار، مؤكدًا أنه يجب على الحكومة الإسراع فى برامج الحماية الاجتماعية.
وحول مدى فعالية برنامج الحكومة للإصلاح الاقتصادى، قال نجيب، إنه من المفترض أن يكون هناك فعالية له على مدى أبعد لكن زيادة معدلات التضخم يعد شيئا مقلقا بأى حال من الأحوال.
النائب معتز السعيد: "ارتفاع التضخم مقلق.. والأوضاع صعبة"
كما علق النائب معتز السعيد، عضو لجنة الصناعة بالبرلمان، على ارتفاع معدل التضخم الشهرى خلال أغسطس الماضى، بنسبة 2% ليبلغ 16.4% فى أعلى معدله منذ 8 سنوات، قائلا: "بالتأكيد الأرقام مقلقة الأوضاع صعبة للغاية، ولا يوجد بديل عن احتمال الظرف الراهن".
وحول الخطوات التى تقوم بها الحكومة للإصلاح الاقتصادى، قال عضو لجنة الصناعة بالبرلمان لـ"برلمانى": "إنها يجب أن ننتظر ماذا ستسفر عنه إجراءات الحكومية.. لأن الخطوات اتخذت بالفعل، ولا رجوع عنها"، مضيفًا: "أن الأزمات ليست وليدة اليوم، إنما عقود طويلة.. فمصر تعانى منذ عام 1952، وكل هذه الأزمات تحتاج إلى حل".