طارق الخولى: احنا برلمان حقيقى مش كارتون

رغم كونه عضوا فى أكبر ائتلاف داخل مجلس النواب، وهو ائتلاف دعم مصر الذى يحوز الأغلبية البرلمانية، إلا أنه رصد عددًا من الملاحظات على أداء ائتلافه، وعلى البرلمان بشكل عام، خلال دور الانعقاد الأول للبرلمان الذى انتهى خلال الأسبوع الماضى.

طارق الخولى، أمين سر العلاقات الخارجية بمجلس النواب وعضو ائتلاف دعم مصر، أكد أن المجلس حقق نجاحات فى الشق التشريعى والقانونى، بإقراره تشريعات لم يقرها برلمان 2005 خلال فصل تشريعى كامل، مشدّدًا على أن البرلمان على الجانب الاجتماعى والاقتصادى لم يحقق طموحات المواطنين.



"برلمانى" حاور طارق الخولى للتعرف منه على تقييمه لأداء ائتلاف دعم مصر، وأداء لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس، وكيف يرى الرئيس عبد الفتاح السيسى بعد عامين على وجوده فى الحكم، وغير ذلك من الملفات والأسئلة الهمة التى يجيب عنها عضو مجلس النواب خلال الحوار التالى...

ما تقييمك لأداء مجلس النواب فى دور الانعقاد الأول؟

- البرلمان أدى بصورة جيدة فى دور الانعقاد الأول، وأستطيع أن أقيّمه بنسبة 95% نجاح فيما يتعلق بالشق الدستورى، ولكن فيما يتعلق باهتمامات الناس لم يتجاوز أداء المجلس نسبة الـ50%، فعلى المستوى القانونى نجح المجلس فى إقرار أكثر من 60 اتفاقية دولية وانتهى من اللائحة الداخلية و68 مشروع قانون، ومن ثمّ فإن البرلمان الحالى وبالأرقام أنجز ما لم ينجزه برلمان 2005 فى فصل تشريعى كامل، أما بالنسبة للجزء المتعلق بالتطلعات الاجتماعية والاقتصادية، فأداء المجلس لم يتخط نسبة الـ50%، ولذلك فإن أداءه على الجانبين الاجتماعى والاقتصادى لم يكن مرضيًا بالنسبة للمواطنين، لأنه لم يحقق لهم شيئا ملموسًا.

ماذا عن دور الانعقاد الثانى؟

- أرى أن دور الانعقاد الثانى يجب أن يشهد مزيدًا من العمل لتحسين الوضع الاجتماعى والاقتصادى، لأن البرلمان يجب أن يضطلع بدور مختلف لرفع الإحباط المجتمعى عن المواطنين، وسيتم العمل فى دور الانعقاد الثانى على إقرار مزيد من التشريعات التى تعمل على جذب الاستثمار وتحسين الاقتصاد.

فى رأيك فى ما هى أبرز سلبيات البرلمان فى دور الانعقاد الأول؟

- السلبيات التى لها عظيم الأثر من وجهة نظرى هى المتعلقة بالتصريحات غير المنضبطة لبعض النواب، ممن تسببوا فى الإساءة لصورة البرلمان بالكامل.

من هم هؤلاء النواب وكم عددهم؟

- لن أذكر أسماء، ولكن عددهم لا يتجاوز 5 أو 6 نواب، كانت لهم تصريحات أدت لاهتزاز صورة البرلمان أمام الرأى العام، لأن معظم تصريحاتهم خرجت بشكل يسىء للمجلس وتم اتخاذها مادة للسخرية، ما أدى لاهتزاز صورة المجلس، وهو ما يجب أن نتجنبه فى دور الانعقاد الثانى، كما أن هناك سلبيات عديدة، منها مشهد تجمع النواب على الوزراء فى الجلسات لطلب التأشيرات، هذا المشهد تسبب فى غضب مباشر، لأنه غير لائق، وحتى إن كنت أعذر النواب فيه لقيامهم بذلك بسبب ضغط الشارع أو لرغبتهم فى إنهاء طلبات المواطنين، ولكن يجب أن يدرك النواب أن هذا المشهد غير مقبول، لأن دورك كنائب فى النهاية هو الرقابة على الوزير وسؤاله ومراقبته، وليس التهافت عليه لتقديم الطلبات بهذا الشكل.

ما هى توقعاتك لانتخابات اللجان فى دور الانعقاد الثانى وهل ترى أن دعم مصر سيستحوذ على معظمها أيضا؟

- الانتخابات تحمل كل التوقيعات والاحتمالات، ومن الصعب حسم أى احتمال منها، ومن المؤكد أن دعم مصر سيبذل قصارى جهده للحفاظ على تواجده داخل اللجان.

هل سيجرى الائتلاف تنسيقًا مع القوى السياسية حول اللجان؟

- التوافق والتنسيق أمر وارد، كما حدث مع المصريين الأحرار وعدد من الأحزاب فى دور الانعقاد الأول، ومن الصعب أن نجزم بما يمكن أن يحدث فى دور الانعقاد الثانى، ولكن مع قرب المنافسة سيكون الموقف أكثر وضوحًا.

ما تقييمك لأداء لجنة العلاقات الخارجية وهل ستستمر فى عضويتها؟

- بالنسبة للعلاقات الخارجية فإننا نحتاج لممارسة جهد أكبر فى ملف العلاقات الخارجية، لتحسين الدور المصرى فى كل مكان، بمعنى زيادة التحرك الخارجى بما يصب فى صالح تقوية علاقاتنا مع مختلف الدول، كما أن هناك بعض الملفات التى تحتاج إلى تركيز أكبر، مثل العلاقات المصرية البريطانية وملف إيطاليا، فضلا عن طبيعة علاقتنا بالولايات المتحدة الأمريكية بعد انتخاب رئيس جديد خلال المرحلة المقبلة خلفًا للرئيس باراك أوباما، وبالنسبة للاستمرار فى اللجنة فسأستمر فى عضويتى بالعلاقات الخارجية، لكننى لم أحسم حتى الآن قرار ترشحى مرة أخرى على منصب داخلها.

رغم هجوم النواب المستمر على الحكومة إلا أنهم دعموها بكل الطرق ما تعليقك؟

- البرلمان يحاول إعطاء الحكومة كل الفرص، وفقا لما نص عليه الدستور بأن يكون هناك تعاون مع السلطات، ومن ثمّ فإننا نعطى فرصة نجاح للحكومة لتكون جزءًا من عملية الإصلاح الاقتصادى، وكل هذا لا يمنع أن دور الانعقاد الثانى سيشهد تعظيمًا لأدواتنا الرقابية وسيتم عمل كشف حساب للحكومة خلال الفترة الماضية، للتركيز على القضايا الكبرى ومنها مكافحة الفساد، وشبكة الأمان الاجتماعى لحماية المواطنين وتحويل الدعم العينى إلى دعم نقدى.

ما موقفك من ترشح الرئيس السيسى لفترة رئاسية ثانية؟

- ما زلنا منتظرين قرار الرئيس بالترشح لفترة رئاسية ثانية، ومن السابق لأوانه الحديث عن ذلك، لأنه لا بد أن يعلن الرئيس ترشحه بنفسه، ولكن بشكل عام فإن أداء الرئيس جيد جدًّا فى عدد كبير من الملفات.

هل تدعم الرئيس فى حالة ترشحه لفترة رئاسية ثانية؟

- سأدعمه، لكن وفقًا لبرنامج إصلاحى قوى فى انحياز للعدالة الاجتماعية، لأنه إلى جانب رؤيته الإصلاحية القوية علينا التركيز على الجانب الاجتماعى لحماية وسلامة الشعب.

نجيب ساويرس مؤسس المصريين الأحرار وصف ائتلاف دعم مصر بأنه ما زال مفكّكًا.. ما تعليقك؟

- ائتلاف دعم مصر ما زال ائتلافًا وليدًا، وطالما أنه ائتلاف "وليد" فهو لم يصل إلى القوة التنظيمية اللازمة، ويحتاج لمزيد من التطوير تنظيميًّا، كما أنه يدار حاليا بطريقة المرحلة الانتقالية، وبالتأكيد سنصل إلى ما هو أفضل، وانتخاب رئيس للائتلاف سيجعل أداءه أفضل كثيرًا، لأنه سيمثل عامل استقرار قويًّا، وائتلاف دعم مصر يتبنى عقيدة الانحياز للوطن وليس للحكومة، بمعنى أننا لن نعطى الحكومة شيكًا على بياض، ولن نؤيدها بشكل مطلق، وإنما سنكون معارضين بشدة بها إذا ما أخطأت، لأن هذا هو منهجنا.

البعض اتهم البرلمان بأنه معبر عن الدولة والحكومة فما هو تعليقك؟

- خلينى أقول إن بعض الوزراء بقى الحضور للبرلمان "تقيل على قلوبهم"، لأنهم يُوَاجهون بعاصفة من الانتقادات، كما أن الأجواء والكواليس داخل البرلمان تثبت طوال الوقت أن النواب مدركون تمامًا لأن المواطن هو من أتى يهم للمجلس، ولهذا فإن انحيازهم الأول والأخير له، لأن انحيازه لأى طرف آخر لن يفيده فى شىء.

وما رأيك فى أداء الدكتور على عبد العال رئيس البرلمان؟

أداء الدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب جيد وفى حالة مقارنة أدائه برؤساء المجالس السابقين سواء فتحى سرور، ورفعت المحجوب فى بدايات مجالسهم، سنجد أن آداءهم كان ضعيفًا وتطور، ولكن الدكتور على عبد العال أداؤه أفضل.



البدايات كانت صعبة، ولكن أداءه تطور إلى حد كبير، خاصة وأنه يستطيع ربط الأداء بين النواب فى ظل عدم وجود أغلبية.



على عبد العال يرأس برلمانا حقيقيا ينبض وليس كرتونيا، وبالتالى فهو بالتأكيد يواجه صعوبة فى إدارة الجلسات"، وعلى عبد العال يتعامل فى ظل محاولة الكثير من النواب لتحقيق بعض الأمور أو الظهور بشكل قوى، وهو ما يؤدى إلى احتدام الجلسات فى كثير من الأحيان ولكنه نجح فى إدارة الجلسات بشكل جيد.