شهدت الفترة الماضية حالة من التخبط فى قرارات الحكومة من حيث إصدار القرار والتراجع فيه، وتأتى أهم القرارات التى تراجع عنها الوزراء قرار وزير التربية والتعليم الهلالى الشربينى بإلغاء امتحانات "الميد تيرم"، موضحًا إن فى كل أنظمة التعليم العالمية يتم تخصيص 70% للمعارف و30% للأنشطة، مشيرًا إلى أن تقليل الكثافات فى الفصول يساعد على تطبيق الأنشطة ثم تراجع عن القرار بدعوى عدم التعجيل بإصداره لحين إجراء سلسلة من الحوارات المجتمعية، لاستطلاع آراء أولياء الأمور حول القرار وتداعياته، الذى يتضمن إلغاء امتحان "الميد تيرم" للمرحلتين الابتدائية والإعدادية، واستبداله بـ 6 اختبارات شهرية به.
ومن بين القرارات التى تراجع عنها الوزراء قرار عصام فايد وزير الزراعة، المتعلق باستيراد القمح بفطر الأرجوت ثم إلغاء القرار خلال اجتماع الحكومة الذى تم خلاله الموافقة على الرجوع للقرار القديم، والذى يقضى بالسماح بدخول أقماح طبقًا للمواصفات القياسية الدولية "0.05%".
ويحتل المرتبة الثالثة فى القرارات التى تراجع عنها الوزراء قرار وزير الصناعة الخاص بتعويم الجنيه، بإصدار بيان توضيحى من وزارة الصناعة أمس الأربعاء، تفيد أن هذه التصريحات جاءت فى رد على تساؤل من كريستوفر جارنيت مدير مؤتمر اليورومنى، خلال مشاركة الوزير فى إحدى جلسات المؤتمر حول وجود نية لدى الحكومة لتعويم الجنيه للقضاء على أزمة سعر الصرف.
وأضاف وزير الصناعة أنه أكد خلال رده أن قرار تعويم الجنيه هو حق أصيل للبنك المركزى وحده، حيث إنه المنوط بوضع السياسات النقدية، وأن هذا القرار حال اتخاذه سيسهم فى تثبيت أسعار الصرف ومن ثم زيادة معدلات التصدير والحد من الواردات.
وحول تحديد موعد لاتخاذ هذا القرار، أشار وزير التجارة والصناعة إلى أنه لا يعلم إذا ما كان البنك المركزى سيتخذ هذا القرار أم لا، ولم يتوقع موعدًا لاتخاذه.
الحسينى: تصريحاتهم غير مسؤولة وفريقك مش محترف يا عم شريف
فى البداية، يقول النائب محمد الحسينى، عضو مجلس النواب عن دائرة بولاق الدكرور والمعروف إعلاميا بـ"نائب العجلة"، إنه سيتقدم بطلب إحاطة لرئيس الحكومة المهندس شريف إسماعيل، فور انعقاد المجلس والانتهاء من إجازة دور الانعقاد الأول، بسبب تصريحات بعض الوزراء غير المسؤولة، بداية من وزير التعليم، الذى وصفه بالفاشل، مرورا بوزير الزراعة وقرار استيراد القمح من روسيا، فضلا عن وزير الصناعة وحديثه عن تعويم الجنيه.
وأضاف "الحسينى" - فى تصريح خاص لـ"برلمانى"، اليوم الخميس - أن على مجلس الوزراء أن يحظر على المسؤولين التحدث وإطلاق تصريحات من شأنها إثارة بلبلة داخل الدولة، خاصة أنها غير مسؤولة، مشدّدًا على ضرورة أن يعمل المتحدث الرسمى للحكومة على تناول أخبار الوزارات، لمنع هوجة التصريحات غير المسؤولة من الوزراء، التى تؤكد وجود خلل واضح أمام الرأى العام، متابعًا: "فريقك مش محترف يا عم شريف".
الحكومة معندهاش رؤية.. جون طلعت: غرقوا البلد وكله بييجى على حساب المواطن الغلبان
ومن جانبه، قال المهندس جون طلعت عضو مجلس النواب وعضو لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالبرلمان، إن الحكومة الحالية لا تمتلك رؤية واستراتيجية واضحة، قائلا: "بيغرقوا البلد وكله بييجى على حساب المواطن الغلبان"، موضحًا أنه سبق وتم الإشارة إلى تعويم الجنيه لمواجهة ارتفاع سعر الدولار ولم يحدث شىء مما تسبب فى ارتفاع أسعار السلع على الشعب.
وأضاف جون طلعت فى تصريح خاص لـ"برلمانى"، أن التخبط أصبح سمة أساسية لدى الحكومة الحالية ويظهر واضحًا من خلال إطلاق مجموعة من القرارات، ثم التراجع عنها مما يثير بلبلة لدى الشارع المصرى والمواطن، مؤكدًا أن البرلمان يستخدم أدواته الرقابية فى دور الانعقاد الثانى لمواجهة تلك الظاهرة التى أصبحت تهدد المجتمع.
الحكومة عندها رعشة.. إلهامى عجينة: الحكومة الحالية تحصل على الدرجة الأولى فى ارتعاش الأيدى
بدوره قال النائب إلهامى عجينة، عضو مجلس النواب عن محافظة الدقهلية، إن التخبط فى قرارات الحكومة وإصدارها والتراجع فيها، يكفى لحصولها على الدرجة الأولى فى ارتعاش الأيدى، لتصبح صاحبة سمعة "حكومة الأيدى المرتعشة"، مستنكرًا إصدار وزير الزراعة قرارًا باستيراد القمح المصاب بنسبة فطر الإرجوت، التى تعد موافقة على تدمير صحة المصريين، إضافة إلى التخبط الذى تشهده وزارة التربية والتعليم.
وأضاف "عجينة" - فى تصريح خاص لـ"برلمانى"، اليوم الخميس - أن الفساد الجديد فى مصر ليس ماليًّا، وإنما أصبح فسادًا يعطل الحياة ومصالح الناس بحجة القانون، وهو يعود فى حقيقة الأمر إلى عدم قدرة الوزراء على اتخاذ قرار، خوفًا من المساءلة القانونية حتى توقفت الحياة تمامًا، مختتمًا تصريحه بالقول: "الحكومة الحالية عندها رعشة".
الحكومة تتراجع فى قرارتها.. بكر أبو غريب: "الحكومة عندها شعرة ساعة تروح وساعة تيجى"
استنكر بكر أبو غريب عضو مجلس النواب بدائرة البدرشين بالجيزة وعضو لجنة الشؤون العربية بالبرلمان، استمرار الحكومة فى اتباع سياسة إصدار قرارات والتراجع عنها يؤثر بالسلب ويهدد بقاءها، موضحًا أن هذا أكبر دليل على عدم دراسة الأمور بطريقة جيدة، فضلا عن ما تسببه تلك السياسة من ارتباك فى الشارع المصرى.
وأضاف أبو غريب فى تصريح خاص لـ" برلمانى"، أن الحكومة الحالية معدومة الرؤية وتعانى من تخبط شديد فى القرارات، وهو ما سنتصدى له بكل حدة فى دور الانعقاد الثانى لمجلس النواب، خاصة وأن الشارع المصرى أصبح غير راض عن أداء الحكومة نتيجة لعدم فرضها رقابة لمواجهة ظاهرة ارتفاع الأسعار وعدم اتخاذ إجراءات جدية نحو مواجهتها، متابعًا: "الحكومة عندها شعرة ساعة تروح وساعة تيجى".