الجمعة، 22 نوفمبر 2024 07:25 م

وزيرة التضامن تبرر رفضها ركوب طائرة "لندن" بعدم الحصول على "تأشيرة الترانزيت" ".. ونحن نسأل: ولماذا تسافر الوزيرة أصلا إلى المكسيك بينما تغيب عن "رشيد" لزيارة ذوى ضحايا المركب المنكوب ؟!

عذر "والى" أقبح من "ذنبها"

عذر "والى" أقبح من "ذنبها" عذر "والى" أقبح من "ذنبها"
الخميس، 29 سبتمبر 2016 02:00 ص
كتب محمد سماحة
دعونا نصدق وزيرة التضامن الاجتماعى حين نفت خبر رفضها السفر إلى لندن على الدرجة الاقتصادية وأنها اشترطت لركوب الطائرة، أن يكون المقعد على الدرجة "البيزنس"، ولنقل الأمر لم يكن كذلك ولكنه متعلق بعدم وجود "تأشيرة ترانزيت" لديها للهبوط فى مطار لندن خلال رحلتها إلى المكسيك، نعم هى رواية غريبة بعض الشىء و"مش مبلوعة"، ولكن دعونا نصدقها.
غادة والى

لكن إذا كان من حق الوزيرة علينا أن نصدق "حدوتة التأشيرة"، من باب "حسن النية"، فمن حقنا عليها أن نسأل، لماذا تسافر الوزير إلى المكسيك قاطعة آلاف الأميال وما يزيد عن 10 ساعت سفر، بينما لم تذهب إلى رشيد التى على بعد "فركة كعب"، حين مات ما يقرب من 200 من فقراء مصر بحثا عن الهرب من ذل الفقر عبر هجرة غير شرعية.

الوزيرة تقول إنها سافرت إلى المكسيك لكى تعرض تجربة مصر فى "حماية الفقراء" عبر برنامج تكافل وكرامة الذى تقدمه وزارة التضامن إلى الفقراء، لكن هل سيصدق هؤلاء الجالسون أمام الوزيرة أنها فعلا تحمى الفقراء حين يعلمون أن 200 أسرة مكلومة فقدت ذويها فى واحد من أسوأ حوادث الهجرة غير الشرعية هذا العام، بينما لم تزرهم الوزيرة ، ولم تقترب منهم، لم تتحدث عنهم، ولم تحاول "وزيرة التضامن" أن "تتضامن" معهم فى محنتهم.

هل شاهدت الوزيرة الصور التى تبثها التقارير التلفزيونية والصحفية لمنازل أهالى الضحايا؟!، هل شاهدت جدران يكسوها الفقر، ومعيشة ضنكى، لفظت سكانها إلى البحر ليلقوا مصيرهم البشع؟، على الأرجح الوزيرة لم تشاهد، وإلا لكانت ذهبت إلى هناك على الفور لتتصرف، ولتمارس دور الوزارة ببساطة.. "التضامن".

نحن لسنا بالطبع ضد أن تقوم الوزيرة بجولات مكوكية لتروى تجربتها عن برنامج "تكافل وكرامة"، وإن كنا لا نعرف صراحة ما قيمة أن يعرف المواطن المكسيكى أن لدينا وزارة اسمها التضامن تحمى الفقراء، ولكن وإن كانت الدعاية للمجهودات التى تقوم بها الوزارة مهمة من وجهة نظر الوزيرة فليكن كذلك "وماله"، ولكن يا سيادة الوزيرة هذه الدعاية "نافلة" أما الوقوف بجوار هؤلاء الفقراء هو "الفرض"، بل هو الهدف أصلا من وجود الوزارة!، .. هل ينفع يا سيادة الوزيرة أن نترك "الفرض" ونؤدى "النافلة"؟.
مركب رشيد

ثم يا سيادة الوزيرة، ألم تلاحظى أن خبر مركب رشيد المنكوب تصدر عناوين الأخبار فى كل تلفزيونات وصحف العالم؟، ماذا لو طرح عليك أحد الحضور فى مؤتمر المكسيك سؤالا عن الإجراءات التى تتخذها وزارتك تجاه أسر الضحايا -وماذا فعلت لهم؟، ماذا لو سألوا عن الإجراءات التى اتخذتها وزارتك تجاه هؤلاء الفقراء؟، ماذا لو سألك أحدهم عن برنامج "تكافل وكرامة" ولماذا لم يتكفل بهؤلاء ولم يحفظ كرامتهم؟، بل لم يحافظ على حياتهم حتى، فاضطرهم إلى مراكب الموت ومافيا الهجرة غير الشرعية؟.

ماذا لو سألوا سيادتك عن الإجراءات العاجلة التى اتخذتها وزارتك والبرنامج الذى يحمى الفقراء تجاه هؤلاء؟!، هل سيكون ردك ساعتها بأنك لم تذهبى إلى هناك، لا أنت ولا أحد من الحكومة بأكملها أصلا، وفضلت بدلا من ذلك القدوم إلى المكسيك للدعاية عن "حماية الفقراء"؟!، هل سيصدقون ساعتها يا سيادة الوزيرة ما جئت من أجله.

السيدة الفاضلة الدكتورة غادة والى، دعينا نصدق روايتك حول "التأشيرة" وإن كانت "غير مبلوعة"، لكن حتى وإن صدقناها، فهى عذر اقبح من ذنب.

السيدة الفاضلة الدكتورة غادة والى وزيرة التضامن، سفرك إلى المكسيك أكيد مهم، لكن سفرك إلى رشيد كان أكثر أهمية بمراحل.

هجرة

print