الجمعة، 22 نوفمبر 2024 11:15 م

مندوب مصر فى كلمة حاسمة وتاريخية: مجلس الأمن تحول إلى منبر إعلامى وبياناته بدون فائدة.. المواطن السورى لا يتابع الجلسات.. صوتنا لصالح المشروعين من أجل دماء السوريين رغم إدراكنا بفشلهما

لماذا لم نهتم بكلمة مصر بمجلس الأمن؟

لماذا لم نهتم بكلمة مصر بمجلس الأمن؟ لماذا لم نهتم بكلمة مصر بمجلس الأمن؟
الأربعاء، 12 أكتوبر 2016 01:15 م
كتب محمد عبد العظيم
يعيد "برلمانى" نشر النص الكامل لكلمة السفير عمرو أبو العطا مندوب مصر لدى الأمم المتحدة، خلال جلساته الأخيرة حول الأوضاع فى سوريا، وهى الكلمة التى أحدثت حالة كبيرة من الجدل خلال الفترة المؤخرة، حيث بدأ مندوب مصر كلمته قائلا: "إننى لا أجد كلمات تعبر عن مدى أسفنا الشديد إزاء المشهد الذى نراه أمامنا اليوم، أو إلى تطور الأحداث الذى يدفع مجلس الأمن ليجتمع أمام العالم ليحمل للشعب السورى الشقيق رسالة فشل جديدة، للأسف فإن مجلس الأمن الذى أنشا القرن الماضى لتسوية الصراعات بطريقة سلمية، بدأ تدريجا فى التحول إلى منبر إعلامى، وبدلا من أن تشهد جلساته المفتوحة والمغلقة مشاورات سياسية جادة لوقف نزيف الدماء السورية أصبحت المشاورات داخل الجلسات تكررا وتسجيلا لمواقف تقليدية وحوار للطرشان".

عمرو ابو العطا

مندوب مصر: بيانات مجلس الأمن بلا جدوى


وأضاف "أبو العطا" فى كلمته التاريخية أمام اجتماع مجلس الأمن لقد اعتدنا أن نعد البيانات فى هذه القاعة لتحمل كلمات التنديد أو الإدانة أو أفكار جديدة لنبرأ انفسنا مما حدث ويحدث فى سوريا وتناسينا أن آثار بياناتنا لا تتخطى هذا المبنى أو شاشات التلفزيون أو الصحف، بينما تستمر مأساة الشعب السورى المكلوم الذى تم تشريد نصف عدد سكانه وقتل مئات الآلف من أطفاله ورجاله ونسائه، واسمحوا لى أن أعرب عن حزنى وأسفى إزاء المشاعر التى تتولد لدى أى مواطن سورى يتابع تلك الجلسة، بل أتسال هل يتابعها أى مواطن من سوريا؟.



عمرو أبو العطا: صوتنا لصالح مشروعى فرنسا وسوريا رغم إدراكنا بفشلهما


وتابع "أبو العطا" لقد صوتت مصر لصالح مشروعين تم طرحهما للتصويت اليوم، ويستهدفان التهدئة فى سوريا لاسيما فى حلب، وللآسف مع إدراكنا المسبق بأن الفشل هو مصير حتمى للمشروعين فإن تصويتنا للمشروعين لم يكن سوى للتعبير عن موقف مصر الذى ضاق ذراعا من التلاعب بمصير الشعوب العربية بين القوى المؤثرة فى صراعات المنطقة، أننا لم نحمل اليوم سوى رسالة من أكبر شعب عربى للقوى الدولية والإقليمية والداخلية فى سوريا، اوقفوا مأساة سوريا أو من الأحرى دعوا حدا للتنافس والمطامع والخلافات السياسية التى تكلف السوريين أراحهم.

الدمار (1)

5 نقاط دفعت مصر للتصويت للمشروعين


لا أريد أن أنهى كلمتى برثاء، فالفرصة مازالت سانحة للتعامل الجاد مع الأزمة السورية، وإن كان أعضاء هذا المجلس عبروا عن رغبتهم فى وقف نزيف الدماء فى سوريا فستأخذ مصر هذه المواقف على محمل الجد، ولذلك ورغم اختلاف المقاربة التى تضمنها المشروعان اللذان تم طرحهما للتصويت اليوم، دعونا نتفق أنهما تضمنا نقاطا رئيسية يتعاين البناء عليها خلال الأيام القليلة، وهى النقاط التى صوتنا لها.

الدمار (2)

1 وقف أى استهداف للمدنين السورين والمنشات المدنية وحتمية العمل على النفاذ الإنسانى بالتنسيق مع الأمم المتحدة.
2 وقف العدائيات فى سوريا بصفة عامة وصولا إلى وقف كامل لإطلاق النار مع إعطاء أولوية خاصة لحلب على أن يتم تدعيم أدوات مراقبة التنفيذ فى سوريا.
3 - ضرورة التصدى لاستخفاف بعض الجماعات المسلحة بإدارة المجتمع الدولى وبطموح الشعب السورى فى التغيير لمستقبل أفضل، من خلال إصرارها الممتد والمستمر فى التعامل مع الجماعات الإرهابية لاسيما جبهة النصرة أو جبهة فتح الشام.
4 - المسؤولية التى يتحملها مجلس الأمن والدور المحورى لمجموعة الدعم الدولية فى سوريا ورئاستها المشتركة فى العمل على تحقيق النقاط السابقة.
5 - بدء مفاوضات جادة فى الأطراف السورية بشأن المرحلة الانتقالية وقفا لبيان مجلس الأمن 2254 ومؤتمر جنيف.

أكد أبو العطا، أن مصر على استعداد للعمل فى إطار مجموعة الدعم الدولية ومع أعضاء مجلس الأمن الدائمين وغير الدائمين لتحقيق العناصر التى أشارت إليها، ودعونى فى النهائية أن أدعو الأعضاء الكرام مجلس الأمن لدوره المنوط به وللتعاطى والنقاش الجاد والصريح لوضع حد للمأساة السورية.


print