كشفت دراسة بحثية عن كثير من المفاجئات والمعلومات عن فرص وخطط حزب النور السلفى فى المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية، واعتمدت الدراسة التى أجراها إبراهيم أحمد عرفات، الباحث فى الحركات الإسلامية، على أرقام ومعلومات موثقة عن الحزب خلال مشاركته فى انتخابات برلمان 2012.
وشرحت الدراسة حظوظ الحزب وفرصه فى ثلاثة محاور أساسية اعتمد عليها الباحث، وهى خريطة مرشحى الحزب قى دوائر المرحلة الثانية، ثم الكتل التصويتية الحقيقية للحزب فى محافظات المرحلة الثانية، والمحور الثالث هو تحليل الأداء الانتخابى للحزب خلال فترة الدعاية.
ورصدت الدراسة أن الحزب يخوض المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية، بـ71 مرشحًا فرديًا، وقائمة تضم 45 مرشحا فى وسط الدلتا، ويسعى لتعويض خسائره فى المرحلة الأولى، والتى بلغت 80 مقعدًا وقائمة غرب الدلتا.
المزاج العام للناخبين يتعامل بحذر مع حزب النور
الملاحظة الأولى: هو أنه بدأ واضحا من نتائج المرحلة الأولى أن المزاج العام للناخبين يتعامل بحذر مع حزب النور، بما يمثل امتداد للموقف الشعبى من جماعات الإسلام السياسى بعد ثورة 30 يونيو، التى أطاحت بحكم الإخوان.
تراجع القدرات المادية للحزب السلفى خلال هذه الانتخابات
الملاحظة الثانية: تشير إلى تراجع القدرات المادية لحزب النور السلفى خلال هذه الانتخابات، وهو ما أثر بالتبعية على قدراتهم الدعائية، التى لم تصل إلى مستوى تحركاتهم فى الشارع خلال الانتخابات التشريعية فى 2012.
اختفاء مظاهر الترويج لمرشحى الحزب عبر كوارده من الشباب
الملاحظة الثالثة: هو اختفاء مظاهر الترويج لمرشحى الحزب عبر كوارده من الشباب، كما كان يحدث سابقًا، سواء عبر توزيع المنشورات أو الملصقات، أو تنظيم حملات طرق الأبواب.
أما الملاحظة الأخيرة هى أن هناك عوامل كثيرة ساهمت فى نجاح الحزب فى 2012، لكنها غابت عنه فى انتخابات 2015، منها اتجاه تصويت الناخبين عمومًا نحو تيار الإسلام السياسى، إلى جانب تسخير القدرات المادية للدعوة السلفية لدعم مرشحيه، فضلا عن تراجع القدرات التنظيمية والهيكلية للقوى المدنية.
خريطة مرشحى حزب النور فى المرحلة الثانية
ينافس حزب النور فى المرحلة الثانية بـ71 مرشحًا فى الفردى، موزعين على 12 محافظة، بالإضافة إلى قائمة القاهرة ووسط الدلتا التى تضم 45 مرشحًا.
(انظر الشكل رقم 1)
حزب النور يملك شعبية إعلامية وليست واقعية
قالت الدراسة: إن أنصار حزب النور روجوا إلى قدرتهم على الحشد والتعبئة استنادًا إلى نتائج الحزب خلال الانتخابات البرلمانية السابقة، إلا أن الواقع ربما يشير إلى أن هذه الشعبية تمت صياغتها وترويجها فى وسائل الإعلام فقط، وهو ما تكشف عنه الكتلة التصويتية لحزب النور فى انتخابات مجلس الشعب (قوائم) عام 2012، داخل محافظات المرحلة الثانية من انتخابات 2015.
وأضافت الدراسة أن هذه البيانات تكشف عن أن الكتلة التصويتية لحزب النور لا تتجاوز بأى حال نسبة الـ45% التى حصل عليها فى محافظة السويس، بالحصول على مقعدين من أصل 4 فى دائرة واحدة.
وبلغت كتلة الحزب أدنى مستوياتها فى محافظة القاهرة، حيث بلغت فى الدائرة الثانية نحو 11.8%، ولم تتجاوز نسبة الـ19.3% فى الدائرة الرابعة، كما بلغت نحو 11.3% فى الدائرة الثانية بمحافظة المنوفية.
الحزب سيحصد من 6 إلى 10 مقاعد بالمرحلة الثانية
وفيما يخص الاتجاهات المتوقعة للأداء الانتخابى للحزب وفرصه فى الفوز، أوضحت الدراسة أن تمويل حزب النور السلفى فى انتخابات 2012، كان أهم عناصر دعم مرشحيه، إلا أن هذه الميزة لم تعد موجودة فى انتخابات 2015، إذ يعانى الحزب السلفى من غياب التمويل.
وأكدت الدراسة على تأثير غياب التمويل على الأداء الدعائى والانتخابى لحزب النور فى المرحلة الثانية، وغابت المؤتمرات الشعبية الكثيفة، فضلا عن تراجع كثافة تنظيم الأسواق الخيرية، إلى جانب اختفاء حملات طرق الأبواب التى كان ينظمها الحزب عبر كوادره الشبابية.
استمرار التفاهمات السابقة فى انتخابات 2012 بين الإخوان وحزب النور
وأشار إبراهيم إلى استمرار التفاهمات السابقة فى انتخابات 2012، بين الإخوان وحزب النور، وتحديدًا فى كفر الشيخ ودمياط، وتوقع أن تستمر هذه التفاهمات، وأن يحصد ما بين مقعد إلى 3 مقاعد فى كل منهما.
فى المقابل، تتشابه ظروف انتخابات 2015 بانتخابات مجلس الشورى، وتحديدًا من زاوية ضعف المشاركة السياسية، لذا يتوقع أن يحصد مرشح النور على مقعده فى جنوب سيناء، الذى حصل عليه خلال انتخابات الغرفة الثانية للبرلمان.
وفى الشرقية ربما يحصد النور على المقعد الذى ينافس عليه النائب السابق عن الشورى عماد المهدى عن دائرة الزقازيق، كما فى حالة جنوب سيناء.
وتنطبق هذه الحالة على محافظة السويس، فقد دفع النور مرشحين اثنين وهما نائبين سابقين عن هذه الدائرة فى مجلس الشعب، ربما تساعد فى حصوله على مقعد واحد على الأقل، أما فى المنوفية، فمن الممكن أن يحافظ صلاح عبد المعبود على مقعده عن دائرة شبين الكوم، وذلك لاعتبارات تتعلق بطبيعة الدائرة الريفية، التى تعتمد تحالفات الأسر والعائلات.
حصة مقاعد الحزب فى القاهرة "صفر"
أما فى القاهرة، فيتوقع ألا يحصل على أى مقاعد، لاسيما وأن الصراع محتدم بين مرشحى الأحزاب والمستقلين على السواء، فالعاصمة وتحديدًا فى المناطق الشعبية، تعتمد على تحالفات غير تقليدية ركيزتها ما يمكن تسميته بـ"المواطنين الجدد" القادمين من الصعيد، واستوطنت العاصمة بعائلاتهم، كما لا يمكن إغفال العائلات القديمة التى قاطعت انتخابات 2012، فضلا عزوف الموالين للإخوان عن المشاركة السياسية.
أما بالنسبة للمناطق التى يقطنها الطبقة الوسطى، فيتوقع ألا يحصد فيها النور على أية مقاعد، لاسيما وأنها كانت طاردة لكافة مرشحى الإسلام السياسى.
فى المقابل، تبدو هناك صعوبة لحصول النور على مقاعد فى الدقهلية والقليوبية وبورسعيد والإسماعيلية والغربية، وذلك إما لرفض حزب النور من تيار الإسلام السياسى كما فى حالة الدقهلية والقليوبية والإسماعيلية (إلى حد ما)، أو لضعف التواجد مقابل الأحزاب المدنية والمرشحين المستقلين.
الحزب ربما يحصد على ما بين 6 - 10 مقاعد من أصل 71
وأكد إبراهيم، أنه يمكن القول أن حزب النور ربما يحصد على ما بين 6 - 10 مقاعد من أصل 71 مقعدًا ينافس عليها فى الفردى، كما توقع أن تخسر قائمته فى القاهرة ووسط الدلتا.