البرلمان يصعد من لهجته تجاه الحكومة

هدد الدكتور على عبد العال، رئيس مجلس النواب، فى آخر جلسات البرلمان الأسبوع الماضى بتصعيد الأدوات الرقابية ضد الحكومة فى إشارة إلى استخدام الاستجوابات إذا استمرت الحكومة فى تجاهل طلبات النواب وعدم الرد عليها.

جاء تهديد رئيس البرلمان بعد أن ضجت قاعة المجلس أكثر من مرة بشكوى العديد من النواب من هذا التجاهل، وكان آخرها ما أعلنه سليمان وهدان وكيل المجلس من أن النواب تائهون بين الوزارات بسبب التأشيرات المتضاربة، فيما أرجع العديد من النواب سبب تجاهل الحكومة لطلبات دوائرهم إلى أن الحكومة حتى الآن لم تر العين الحمراء من البرلمان، وأكدوا أن دور الانعقاد الثانى سيشهد صداما لا محالة بين الحكومة والبرلمان إذا استمر الوضع.

أحمد الشريف: الانعقاد الحالى سيشهد تصادما بين الحكومة والبرلمان

فى البداية أكد النائب أحمد حلمى الشريف وكيل اللجنة التشريعية بمجلس النواب، أن دور الانعقاد الثانى سيشهد تصادما بين الحكومة والبرلمان إذا استمرت الحكومة فى عدم الاستجابة لمطالب الشارع.

وأضاف الشريف، فى تصريحات لـ"برلمانى"، أن النواب متحفزون فى إطار رغبتهم الاستجابة لطلبات الناس، مشيرا إلى أن الحكومة فى واد والشعب فى واد فهى لا تكترث بما يرسل إليها من النواب من طلبات لدوائرهم.



وقال وكيل اللجنة التشريعية: "لا يمكن أن يمر دور الانعقاد الثانى دون تفعيل النواب للأدوات الرقابية بشكل جاد وملموس"، لافتا إلى أنه إذا ظلت الحكومة فى عدم اهتمامها بما يقدمه النواب سيكون هناك صدام وحذر من أن الصدام مع الحكومة يمكن أن يصل إلى حد سحب الثقة منها، لأن الشارع أصبح غير قادر على أن يتحمل المزيد من الإهمال وعدم اكتراث الحكومة لغياب الخدمات الأساسية من صحة وتعليم.

وتابع الشريف، أنه قال من قبل للمهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء، إن الحكومة فى واد والشعب فى واد آخر فهى لا تشعر بأنين الناس وما يواجهه النواب فى دوائرهم من شكاوى.

سليمان وهدان: "بعض الوزراء ليسوا رجال المرحلة واللى مش قادر يؤدى دوره يروح"

قال النائب سليمان وهدان، إن هناك فجوة كبيرة بين النواب والوزراء، مشيرا إلى أنه لأول مرة تقدم الحكومة للمجلس برنامجًا زمنيًا يتضمن مواعيد محددة إنشاء مشروعات، وبالتالى يجب أن يقول لنا الوزراء ماذا فعلوا بالنسبة لهذه المشروعات؟ ونسب تنفيذها حتى الآن؟

شدد "وهدان" على ضرورة أن يكون هناك مصداقية وشفافية من الحكومة حول برنامجها الزمنى بكل مكوناته، قائلا: "أسلوب زمان وهو أن يقوم الوزراء بإعطاء النواب تأشيرات مضروبة كلام عفا عليه الزمن، ومش هيمشى"، لافتا إلى ضرورة وضوح الوزراء فى تحديد أسباب رفضهم للطلبات التى يتم تقديمها من النواب، وهذا من شأنه أن يقصر الطريق على الحكومة والنواب.



وأشار وكيل المجلس إلى أن النواب تائهون بين الوزارات، موضحًا أنه تلقى تأشيرتين متضاربتين من وزارة النقل بشأن طريق المنزلة ترعة السلام بورسعيد، حيث تشير التأشيرة الأولى إلى أن الطريق تابع لها، وبعد 15 يوما أرسلتُ لهم لماذا لم يبدأ العمل؟ فجاء الرد أن الطريق لا يتبعهم!.

ووصف وكيل المجلس بعض وزراء الحكومة بأنهم ليسوا رجال المرحلة، متابعًا: "من حقنا أن نجلس مع رئيس الوزراء والوزير اللى مش قادر يؤدى دوره يروح.. لماذا سنصبر عليه؟.. فى النهاية كلنا نريد تحقيق ما هو لصالح البلد لأن مصر محاصرة اقتصاديا وتحارب خارجيا وفيها مشاكل كثيرة، ولذلك نحتاج وزراء على مستوى هذه المرحلة وتصعيد الأدوات الرقابية إلى درجة الاستجواب أحد الأدوات المطروحة".

علاء عبد المنعم: "مينفعش الحكومة تعمل نفسها من بنها ولازم تشوف العين الحمرا من النواب"

قال النائب علاء عبد المنعم، عضو ائتلاف دعم مصر، إنه سبق وتقدم بسؤال لرئيس الوزراء حول ماذا فعلت الحكومة بشان 175 بيانا عاجلا تقدم بهم النواب خلال دور الانعقاد الأول حول تدنى مستوى الخدمات من مياه شرب وصرف صحى والمستشفيات العامة والطرق وأزمة الدولار؟ ولم يرد، رغم أن اللائحة تلزم رئيس الوزراء أو أى وزير بالرد على ما يقدمه النائب من أسئلة قبل انتهاء دور الانعقاد، مضيفًا أنه يفكر فى تقديم استجواب يتهم فيه رئيس الوزراء بمخالفة اللائحة والقانون بعدم الرد على ما يتم تقديمه من أسئلة.

وانتقد "عبد المنعم" فى تصريحات لـ"برلمانى"، بقوله: "مينفعش الحكومة تعمل نفسها من بنها ولازم تشوف العين الحمرا للنواب"، وأرجع هذا التصرف من جانب الحكومة إلى أن الوزراء ليس لهم علاقة بالسياسة، ولا يدركوا العلاقة بين البرلمان والحكومة، ودور البرلمان الرقابى على الحكومة، وحتمية الامتثال للنواب.

إيهاب الخولى: لا بد من تعديل وزارى لفشل بعض الوزارات

وقال النائب إيهاب الخولى، أمين سر اللجنة التشريعية، لا بد من تعديل وزارى لأن هناك فشل فى وزارات الخدمات والمجموعة الاقتصادية، لافتا إلى أنه أنهى حديثه فى دور الانعقاد الأول قائلا لرئيس الوزراء إن للصبر حدود وهذا الصبر انتهى ونفد، وعلى الحكومة أن تغير نفسها حتى يهدأ الشارع، مشيرا إلى تضارب التصريحات التى تصدر من الوزراء والتى أحدثت بلبلة وتضارب فى الشارع.

ودعا الخولى، زملائه النواب لاستخدام جميع الأدوات الرقابية مثل لجان تقصى الحقائق والاستجوابات التى تؤدى إلى سحب الثقة من الوزراء والمجلس لن يقف مكتوف الأيدى أمام الأداء الحكومى الضعيف، وأعتقد أن النواب لن يقفوا مكتوفى الأيدى أمام تعالى الحكومة على مجلس النواب، لافتا إلى أن البرلمان لن يكون ضحية فى مواجهة الشارع المصرى لأخطاء الحكومة ويجب على الحكومة أن تدفع فاتورة تقاعسها ولا يدفع البرلمان هذه الفاتورة لأن مجلس النواب أحد المؤسسات المهمة فى مصر، ويجب أن نحافظ على المؤسسات سواء كانت القوات المسلحة أو القضاء أو الشرطة أو مجلس النواب.