"انطلاقة فاصلة فى تحول علاقة الدولة بالشباب ومشاركتهم فى اتخاذ القرار".. هكذا جاءت تعليقات عدد من أعضاء مجلس النواب على أول جلسات مؤتمر الشباب بمدينة شرم الشيخ الذى أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسى، تحت شعار "ابدع.. انطلق"، معتبرين أن مشاركة الشباب المعبرين عن مختلف الأطياف السياسية والمعارضة، واستماع الرئيس لهم فى حوار مفتوح خطوة إيجابية ودليل على رغبته فى احتواء الجميع وتوحيد جميع القوى.
وطالب النواب بتفعيل مُقترحات الشباب خلال المؤتمر ليكون هناك ناتج حقيقى يلمسه الجيل، فيما حملت الرسالة التى وجهها الرئيس إلى وزير التربية والتعليم، بأهمية العمل على بناء الإنسان المصرى وليس تعليمه فقط، إشادة رئيس لجنة التعليم بمجلس النواب، الدكتور جمال شيحة، معتبرًا إياها توجهًا استراتيجيًا وسياسيًا لإصلاح التعليم، قائلاً: "تلك هى الرؤية التى نحتاجها بالفعل".
أسامة هيكل: خطوة جيدة من الرئيس
بداية أكد أسامة هيكل، رئيس لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب، أن مؤتمر الشباب يعد بمثابة خطوة جيدة من الرئيس، وذلك لدمجهم بالنقاش المفتوح فى مسيرة التنمية، واصفا إياها بـ"الظاهرة الإيجابية"، ومشيرًا إلى أن دعوة جميع الشباب المعبرين عن الأطياف السياسية المختلفة أمر إيجابى حرصًا من الدولة على الاستماع للرأى والرأى الآخر.
وأشاد هيكل فى تصريحات لـ"برلمانى"، بعقد مؤتمر الشباب بشكل سنوى، على أن يتم دعوة وجوه شبابية جديدة كل عام، بما يساعد على خلق جيل جديد لديه من الخبرات المختلفة، لاسيما وأن الدولة تحتاج إليهم فى مرحلة البناء والنهوض بها بأسرع وقت.
يحيى الكدوانى: وتفتح الباب أمام القوى السياسية للمشاركة فى بناء الدولة الديمقراطية الحديثة
كذلك أكد اللواء يحيى كدوانى، وكيل لجنة الدفاع والأمن القومى، على أهمية المؤتمر ودعوة جميع الشباب المعبرين من الأطياف السياسية المختلفة، لاسيما وأن السياسة العامة للدولة لم تفرق بين أى من الشباب، وتفتح الباب أمام القوى السياسية للمشاركة فى بناء الدولة الديمقراطية الحديثة.
وقال كدوانى لـ"برلمانى" إن محاورة الرئيس للشباب من مختلف التيارات، دليل على رغبته فى احتواء الجميع، والاستماع إلى الرأى والرأى الآخر.
أنيسة حسونة: المؤتمر يؤكد سعى الدولة لدمج الشباب فى صنع القرارات
من جانبها قالت النائبة أنيسة حسونة عضو مجلس النواب، إن المؤتمر يعد خطوة أخرى تؤكد على التوجه الجديد للدولة المصرية، وهو سعى الدولة لدمج الشباب فى صنع القرارات والسياسات العامة من خلال الاستماع إلى أفكارهم وما يدور بداخلهم بشأن العديد من القضايا والتحديات التى تواجه الدولة المصرية.
وأضافت "حسونة"، أن المؤتمر يعد بمثابة ملتقى للحوار المباشر بين الدولة المصرية ومؤسساتها المختلفة والشباب المصرى الواعد الذى يطمح فى مستقبل أفضل لوطنه من خلال رؤية وطنية وتخطيط علمى وحوار بناء، لاسيما وسط مشاركة عدد كبير من الشباب يمثلون كل شرائح وقطاعات الشباب المصرى من شباب الجامعات والرياضيين والمثقفين والإعلاميين وشباب الأحزاب وطلاب البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة، بما يعكس حرص الدولة على تنوع الطوائف المشاركة فى المؤتمر وتمثيل كل فئات المجتمع.
وتابعت "حسونة"، أن المؤتمر سوف يتناول العديد من القضايا المهمة والشائكة فى علاقة الدولة بالشباب مثل ملف الحريات العامة والمشاركة السياسية للشباب فى عملية صنع القرار ودمجهم فى مؤسسات الدولة المختلفة، خاصة أن الدولة حريصة على الاستماع إلى وجهات نظرهم تجاه العديد من القضايا وتنظر بعين الاعتبار لورقة التوصيات التى سيخرج بها المؤتمر خاصة فيما يتعلق برؤية الشباب نحو إصلاح منظومتى التعليم والبحث العلمى، وكيفية ربط منظومة التعليم بسوق العمل، باعتبار التعليم حجر الزاوية فى التخطيط الشامل والتنمية المستدامة.
واستطردت "حسونة"، أن هناك الكثير من الفرص المستقبلية متاحة للشباب، مثل المشاركة فى الانتخابات المحلية المقبلة والتى من المفترض أن لا تقل نسبة تمثيل الشباب فى مجالسها عن 25%، والاستفادة من قدرات الشباب الهائلة فى تنفيذ وإدارة المشروعات القومية العملاقة التى تنفذها الدولة الآن، و كذلك الاستفادة من مبلغ 200 مليار جنيه والذى خصصهم الرئيس السيسى لمنح قروض للشباب لإقامة مشروعات متوسطة وصغيرة.
محمد فرج عامر: لجنة الشباب والرياضة تعد تقريرا شاملا حول المؤتمر
وطالب المهندس محمد فرج عامر، رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، من حكومة المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، بتنفيذ جميع الرؤى والاقتراحات المهمة التى طرحها الشباب المصرى الواعد.
وقال "عامر": إنه من خلال متابعته لهذه الجلسة التى شهدت مداخلات من العالم المصرى الكبير الدكتور فاروق الباز أكدت أن التعليم فى مصر يحتاج إلى رؤى جديدة وضعها المشاركون فى هذه الجلسة، مؤكدًا أنه كنائب عن الشعب ومعه جميع زملائه الذى شاركوا فى هذه الجلسة سيكون لهم دورهم فى تنفيذ جميع الأفكار والاقتراحات الصادرة عن مناقشات هذه الجلسة، خاصة من الشباب المصرى المبدع سواء من خلال صياغة تشريعات جديدة أو تعديلات فى التشريعات القائمة، إضافة إلى استخدام وسائل الرقابة البرلمانية لإلزام الحكومة بتنفيذ الاقتراحات والأفكار الناتجة عن هذه الجلسة المهمة.
وأكد المهندس محمد فرج عامر، أن لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب ومن خلال التعاون مع جميع اللجان النوعية الأخرى بالبرلمان سوف تقوم بإعداد تقرير شامل وموضوعى يتضمن التوصيات اللازمة لتنفيذ جميع الرؤى والاقتراحات، التى سوف تصدر عن المؤتمر الوطنى الأول للشباب، مشيرا إلى قدرة الشباب على تحقيق انطلاقة كبيرة لمصر فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ومواجهة جميع التحديات التى تواجه مصر داخليًا وخارجيًا.
زينب سالم: المؤتمر فرصة جيدة للتقارب بين الدولة والشباب
وأشارت النائبة زينب سالم، عضو مجلس النواب، إلى أن مؤتمر الحوار الوطنى للشباب المنعقد يعد بمثابة فرصة جيدة للتقارب بين الدولة والشباب إذا ما تمت الاستفادة من المناقشات والحوارات والأفكار التى ستطرح به وترجمتها فيما بعد فى شكل سياسات إصلاحية تعالج بعض مشكلات وأزمات الدولة، مشيرة إلى هناك حالة عامة من الإحباط تصيب الشباب بسبب شعورهم بعدم تقدير الدولة لطاقاتهم المكبوتة وغير المستغلة مما يدفع الكثير منهم للتفكير فى الهجرة للخارج، خاصة وأن نسبة الشباب فى المجتمع تشكل أكثر من النصف، وهذه النسبة لا تنعكس على مدى تمثيلهم فى مؤسسات الدولة، فعلى سبيل المثال نسبة الشباب فى البرلمان حوالى 10% فقط من إجمالى عدد النواب البالغ 596 نائبًا.
وأضافت زينب سالم، فى تصريحات صحفية، أنه يجب على المشاركين فى المؤتمر طرح رؤى علاجية بشأن العديد من القضايا التى تتعلق بالشباب، ويجب على الحكومة أن تنصت تستمع لهذه الرؤى وتعمل على تنفيذها حتى يشعر الشباب بأن هناك دولة تحتويهم وتستوعب آراءهم وأفكارهم وتقدر طاقاتهم وتعمل على استغلالها أمثل استغلال، مشيرة إلى أنه على الرغم من أن الرئيس السيسى قد أعلن عن تخصيص 200 مليار جنيه للشباب لمساعدتهم على بدء مشروعات متوسطة وصغيرة ومتناهية الصغر، إلا أن الحكومة لم تتحرك حتى الآن ولم تقدم أى خطط عملية لتنفيذ رغبة الرئيس.