فى بداية دور الانعقاد الأول كانت لجنة الشؤون الأفريقية مازالت تبحث عن هويتها التى شكك البعض فيها وفى مدى جدوى استحداثها ضمن لجان البرلمان النوعية، والآن وبعد انتهاء الدور الأول وبداية الدور الثانى، وبعد احتفالية 150 عامًا على البرلمان وانعقاد اجتماعات البرلمان الأفريقى بمصر، أدرك الجميع مدركا ما لهذه اللجنة من أهمية استراتيجية وسياسية وقومية، تلك الفترة التى نما فيها دور اللجنة، وتعاظم أثرها، وظهرت هويتها، كان يقودها فى البداية اللواء حاتم باشات، عضو مجلس النواب، الذى قرر الآن، وبعد ما حققته اللجنة أن يتراجع باختياره خطوة إلى الخلف، ليسلم اللجنة وملفاتها إلى من يخلفه، فلماذا فعل ذلك؟، وكيف صنع مع باقى الأعضاء من تلك اللجنة المستحدثة أحد أهم لجان البرلمان؟، وما هى وصاياه لخليفته النائب مصطفى الجندى؟، وما هو تقييمه لدور الانعقاد الأول بشكل عام؟، هذا ما أجاب عنه فى حواره مع "برلمانى".
لماذا اتخذت قرارك بالتنازل عن رئاسة اللجنة؟
أولا الفترة الأخيرة كنت مترددا فى الترشح لرئاسة اللجنة، بالإضافة إلى أن الدورة السابقة التى ترشحت بها ترشح الدكتور السيد فليفل أمامى، وهذه الدورة ترشح مصطفى الجندى، ولذلك كان من الأفضل أن نعطى الفرصة لبعضنا البعض.
ولذلك فضلت إعطاء الفرصة للجندى للنزول ولم أترشح، خاصة أنه يعد نفسه للمشاركة فى انتخابات البرلمان الأفريقى، وبذل مجهودا كبيرا، ووجوده فى رئاسة اللجنة سيساعده بالتأكيد فى الترشح لانتخابات البرلمان الأفريقى المقررة فى 2018 .
هذا موقفك لكن بالنسبة لموقف الحزب البعض اعتبر أنه وافق على تنازلك عن اللجنة لأنه يرتضى بما يقرره ائتلاف دعم مصر فى اللجان؟
"الموضوع مش محسوب بالشكل ده، والحزب لا يجبر على اختياراته، وإحنا خدنا لجنة حقوق الإنسان ودى لجنة مهمة، وبالنسبة لتنازلى عن لجنة الشؤون الأفريقية ده كان قرارى لا شأن للحزب به".
والحزب لم يتدخل بدليل أن الدورة الأولى شاركت فى الانتخابات ونجحت بفارق صوت واحد ولم يكن هناك معى نائب واحد من المصريين الأحرار، بمعنى أن الحزب لم يحارب على اللجنة فى دور الانعقاد الحالى بناءً على إرادتى، وبناءً على قرار بتفضيل الممارسة الديمقراطية، خاصة مع علمى أن "مصطفى" كان يرغب فى الترشح من الانتخابات الماضية.
هل هذا يعنى أنك ستترشح على رئاسة لجنة الشؤون الأفريقية فى دور الانعقاد المقبل؟
"إن شاء الله لو ربنا إدانى العمر، أنا قلت لن أترشح هذه الدورة، لكن الدورة المقبلة سأترشح مرة أخرى، وبعض النواب طلبوا منى النزول فى هذه الدورة ولكنى كنت عند قرارى بدعم الجندى".
هل تستحق لجنة حقوق الإنسان كل الصراع الذى حدث عليها وما تبعه من اتهام الحزب ورئيس هيئته البرلمانية بالحشد للحصول عليها؟
اللجنة مهمة جدا ولها وضعيتها فى البرلمان المصرى ولها وضعيتها فى الحياة السياسية وكانت مهمة للحزب، وبالنسبة للحشد، علاء عابد لم يفز فى اللجنة بالحشد ولكن بالتزكية بعد تنازل المرشحين، وحتى لو كان هناك حشد فالكثير من اللجان حدث بها نفس الأمر مثل العلاقات الخارجية وغيرها.
وهل ترى أن علاء عابد هو الأصلح لها؟
"علاء عابد تم اختياره بحكم أنه كان ضابط شرطة سابق، ولديه خلفية أمنية، وكذلك لديه خلفية قانونية ومن حقه أن يأخذ فرصته ونشوف هيشتغل إزاى".
دعم مصر حصل على رئاسة 17 لجنة وبعض اللجان حصل على رئاستها وأعضاء هيئة مكتبها أيضا مما دفع البعض إلى التعليق بأن الائتلاف اتبع سياسة التكويش على اللجان ما تعليقك؟
"ممكن لأن فكرة تكوين اللجان بالشكل ده مش حلو" ومن المفترض أن يعطى الائتلاف فرصة لباقى الأحزاب والنواب، لأننا لا نرغب فى العودة إلى الزمن القديم، ولابد للأحزاب أن تشارك وتأخذ فرصتها، وأنا لا أحبذ خروج تشكيل اللجان بهذه الطريقة.
هل تتوقع أن سيطرة دعم مصر على اللجان سيكون له تأثير سلبى فى دور الانعقاد الثانى؟
"ما حدث سيسبب أزمة ثقة بين النواب وبعضهم، بعد ما كنا تقريبا قضينا عليها"، ولكن بسبب سيطرة دعم مصر سيكون هناك دائما نواب يرون بأن هناك آخرين كانوا الأحق برئاسة بعض اللجان، وهو ما يمكن أن يتسبب فى صراع داخلى، أو على الأقل سينتج عنه جو غير صحى داخل اللجان.
مصطفى الجندى بعد توليه اللجنة أكد أن الدكتور على عبد العال أبلغه دعم البرلمان الكامل له وللجنة.. هل تلقيت نفس الدعم خلال رئاستك للجنة؟
"نفس الكلام اتقال قبل كده لكن إحنا الوقت لم يسعفنا فى دور الانعقاد الأول، لأن الفترة تقريبا كانت شهرين ونصف، وبالتالى الوقت لم يسعفنا لتحقيق خطة اللجنة بالكامل، بالإضافة إلى أن الميزانية الموجودة لا تلبى طموح اللجنة أو طموح الرئيس السيسى فى هذا الملف، وهو ما أكدته أيضا أكثر من مرة".
البرلمان وهيئة المكتب قدموا الدعم الكافى لك؟
الدعم لم يكن كافيا، ولكن بسبب التوقيت، وأن اللجنة ككل مستحدثة، لم يكن بها أرشيف، أو أى شىء وهو ما سنستكمله خلال الفترة المقبلة.
هل أنت راض عن فترة رئاستك للجنة؟
بالتأكيد فى ظل التوقيت والظروف المتاحة، فى بعض الأحيان كنا نعمل ضعف الوقت، ونعقد اجتماعين فى اليوم الواحد، وبالنسبة لى مستمر فى عملى فى اللجنة وفى تنفيذ خطتنا، "مش هنسكت.. عملية تسليم وتسلم المهم فى الآخر إن اللجنة مهمة، وأنا بعتبرها لجنة المستقبل لمصر".
ما هى الاستفادة التى حققتها مصر من استضافة أعمال البرلمان الأفريقى؟
أولا رسالة قوية جدا للعالم كله إن مصر بلد مؤمنة، بلد رائدة على مستوى القارة السمراء، بلد رائدة فى منطقة الشرق الأوسط، قوية وجاذبة للاستثمارات وسياحة المؤتمرات.
النقطة الثانية، أنه على مستوى البرلمان الأفريقى نفسه النواب اقتنعوا بقدرة مصر على التنظيم وحجم الأمان الموجود فى شرم الشيخ، ورغم أنه كان هناك حالة من التخوف لدى بعض النواب إلا أنهم عندما وصلوا لمصر أكدوا أن الجلسات انعقدت فى جو مريح.
خلال توليك رئاسة اللجنة طالبت بوجود وزير للشؤون الأفريقية وهو ما طالب به النائب مصطفى الجندى أيضا بمجرد توليه الرئاسة، فى رأيك لماذا لم يتم الاستجابة وهل تتوقع مستقبلا تأسيس حقبة وزارية للشؤون الأفريقية؟
يفضل طبعا أن يكون هناك وزير حتى يتم تجميع الجهود المشتتة، الملف به مؤسسات تعمل بشكل منفصل، وشركات، ورجال أعمال، وبالتالى يجب أن يكون هناك توحيد لكل هذه الاتجاهات فى قناة واحدة متفق عليها، وهذا ما وضعناه فى خطة اللجنة.
بالنسبة للحكومة.. العديد من النواب أكدوا أن دور الانعقاد الثانى سيشهد محاسبة أكبر والبعض طالب بإقالة الحكومة.. هل مازلت تفضل دعم هذه الحكومة؟
الحكومة لم يمر على تشكيلها عام، "وهذه الحكومة ورثت تركة تعبانة جدًا" وحدث بها بعض التغييرات مؤخرًا، وأنا لا أحبز سياسة التغيير للتغيير، وإنما نغير فى حالة وجودة ضرورة لذلك.
وما يجب أن يؤخذ فى الاعتبار أيضا أن هذه الحكومة كانت تعمل حتى شهر 4 الماضى، بدون رقابة برلمانية، "كانت شغالة لوحدها فى الهوا ولا حد بيشرف عليها ولا بيتابعها، النهاردة الوضع اختلف بقى عندنا برلمان"، ومن الأفضل أن ندعم الحكومة ولا نغير إلا الوزراء الذين أخذوا فرصتهم كاملة.
ما رأيك فى دعوات التظاهر لـ 11 -11 ؟
"إن شاء الله لن تنتهى لشىء، وهذه الدعوات كلام فاضى ولعب خارجى، تكتيك واضح ومفهوم للجميع، وأرجو من المواطنين عدم الانسياق خلف هذه الدعوات، لازم الناس متبقاش عمية ويبقى عندهم رؤية".
"والرئيس السيسى طلب إننا نصبر سنتين فات منهم سنة لو صبرنا السنة دى هتشوفوا بعد سنة بالتوازى مع إنتاج الغاز البلد هيحصل فيها إيه، لكن فى ناس متربصة مش عايزة السنة دى تعدى".
ما تقييمك للوضع بعد سنتين من حكم السيسى؟
"السيسى اشتغل كأنه حاطط بنزين طيارات فى عربية، الإنجازات التى تمت فى عهده كثيرة، وهناك من هم متربصين بمصر".
هل ترى أن السيسى يستحق استكمال فترة رئاسية ثانية؟
"لو فى حد طلع تانى يقول.. أنا مش شايف إن فى حد ينفع"، وما نحتاجه حاليا هو قيادة عكسرية قوية تستطيع أن تسيطر على البلد والقوات المسلحة، خاصة أن القوات المسلحة "قايمة" بـ"3/4" الشغل فى البلد.
ما تعليقك على انتقادات دخول الجيش فى المشروعات الاقتصادية؟
القوات المسلحة لا تدخل سوى بإشراف على الشركات وتجبرها على أسعار معينة، والاستلام بشكل جيد، وميزة القوات المسلحة أنها تضع توقيت وتلتزم به، وعندما تحدد سعر يكون أقل من أى سعر آخر مراعاة المواطن.
ولكن البعض يرى أن ذلك لا يجب أن يكون دور الجيش؟
"لو الناس لبست ملكى واشتغلت هل ده هيكون مقنع، الفكرة مش الجيش أو غيره الفكرة فى إننا نحتاج إلى ضبط وربط، ولو لم يتدخل الجيش كنا واجهنا العديد من الأزمات".
كيف ترى مشكلة مصر والسعودية؟
مشكلة مصر والسعودية غير مقبولة وما أعرفه أن هناك وفدا مصريا سيتوجه إلى السعودية لإجراء مناقشات.
ومن المعروف أن هناك اختلافا فى وجهات النظر بيننا وبين السعودية فى بعض الملفات، على سبيل المثال هم نظرتهم لتركيا مختلفة عن نظرتنا، ونحن نظرتنا لروسيا مختلفة عنهم، ولكن هذا لا يعنى أننا لا نتلاقى بالعكس لابد أن نتلاقى وأن نصل إلى مرحلة الحوار الاستراتيجى، لا يجوز أن يكون هناك أى توتر بيننا وبين السعودية.
هل تعتبر توقيع عقود سد النهضة خطوة جيدة؟
طبعا توقيع العقود يعد انفراجة فى الملف، "اللى أنا بطلبه فى ملف سد النهضة وبعض الناس بتزعل منى هو إن مش أى حد يتكلم لأن كل الكلام متعلق بالملف الفنى وكلنا معندناش معلومات فيه وبالتالى أى كلام هيكون فى إطار تحليلى أو وجهة نظر فردية أو هيتبرع بالفتاوى".
ولكن البعض يتخوف من تعامل إثيوبيا مع ملف سد النهضة بسياسة الأمر الواقع؟
"مش هينفع مش هتقدر لأن السد ده علشان توليد الكهرباء، هى مش عايزة مياه مش محتاجاها"، كما أن الاتفاق على أن حصة مصر لا تنقص مليم واحد، ومع ذلك القضية الرئيسية حاليا لا تتعلق بحصة المياه فقط وإنما بالملف الفنى، درجة أمان السد، فترة ملء الخزان، ضغط السد، إدارة السد، وارتفاع منسوب المياه.
وإدارة السد تحديدا هى التى ستبنى الثقة بين الدول، وهو ما سيتم توضيحه بعد الانتهاء من الملف الفنى، ولذلك إثيوبيا لا يمكنها أن تتعامل بسياسة الأمر الواقع.
إذا كان الأمر بسيطا بهذا الشكل فما الذى يدعو إلى التخوف من بناء السد؟
"التخوف إنك بترمى لقدام إنك بترمى أفكار أجندة صهيونية إنه يحجز المياه أو يستغلها أو يحسسك إن معاه الكنترول"، ولكن هناك اتفاقيات سيتم توقيعها، وكل الموجود حاليا هو وثيقة يمكن تغييرها، ولو وجدنا مشكلة فى الملف الفنى سيكوون هناك سيناريوهات أخرى ولكنها ستكون بعيدة تماما عن التدخل العسكرى.