كتبت منة الله حمدى
أثارت واقعة ذبح "الحمير" المتكررة جدلًا واسعًا فى الوقت الحالى، بعدما حلل البعض أكل لحومها وشرب لبنها.
موقع "برلمانى" أجرى حوارًا مع الدكتور عبد العزيز النجار مدير عام الدعوة بمجمع البحوث الإسلامية وإلى نص الحوار..
هل شرب لبن الحمير حلال أم حرام؟
المسألة خلافية بين أهل العلم فيما أثير حول أكل لحوم وشرب لبن الحمير، حيث نهى البنى صلى الله عليه وسلم عن أكل لحوم الحمر الأهلية "الحمير" أثناء فتح خيبر، وأذن بأكل لحوم الخيل عند الضرورة.
.jpg "احتفال وزارة الرى باليوم العالمى للمياة تصوير اشرف فوزى المحررة اسماء نصار29-3-2015 (23)")
هل كانت تؤكل قبل فتح خيبر وكان حلال أكلها؟
نعم كان أكلها حلال إلى أن حرمها الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا ما عليه أكثر العلماء حتى أن الإمام "بن عبد البر" قال لا خلاف بين علماء المسلمين فى تحريم وألبان الحمير، وعلى هذا فلا يجوز شرب حليبها لعلاج ولا لغيره، لأن ما حرم أكله حرم العلاج به، وكما قال الله عز وجل فى كتابه العزيز "والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة" سورة النحل.
وما هو رأى الجمهور فى هذا؟
ذهب الجمهور فى هذا الأمر إلى تحريم أكل لحوم الحمر تحريم أبدى وبالتالى تحريم شرب لبنها.
وماذا عن رأى بن عباس أنه حلل أكل لحوم الحمر الأهلية "الحمير"؟
يرى "بن عباس" أن أكل لحوم الحمر الأهلية "الحمير" حلال لأنها من جملة الأنعام فهذا اجتهاد منه ولكن هذا خالف كثير من الآراء والأولى التحريم، لأن النبى هو الذى حرمها وبالتالى فشرب لبنها حرام.
ما هى أسباب التحريم؟
التحريم هنا تعبدى فلا يجوز أن نسأل لماذا حرم أكل الميتة، ولا يجوز أن نعرف ما هو السبب أو الحكمة من الحكم الشرعى، ولكن علينا قول الحكم طاعة لله والرسول صلى الله عليه وسلم، طالما هناك نص شرعى أو حديث يحرم فعلينا الامتثال والطاعة.
وماذا عن حرمة من شرب لبن الحمير سابقًا؟
فمن شرب لبنها ولم يعرف أنها حرام فهو على مذهب من أحل، وطالما أن القضية فيها خلاف فمن أخذ بالتحريم فمذهبه التحريم ومن أخذ بالحل فمذهبه الحل، ولكن يجب الابتعاد عن شربه لأن الرسول حرمها.
ماذا تقول عن من يثير مثل هذه القضايا الفرعية التى تحدث لغطا داخل مجتمعنا؟
على من يهتمون بالأمور الدينية والأحكام الفقهية أن يبحثوا عن احتياجات الناس فى الوقت الحالى وينشغلون بها، ولا يصرفون أذهان الآخرين لأمور فرعية، وإلا يكون هذا شتاتا للفكر وتفريقا لوحدة الأمة الإسلامية التى أمرها ربها بالاعتصام بحبل الله جل فى علاه، وكى لا تجر الأمة إلى قضايا فرعية تشتت جهدها وتصرفها عن مستقبلها وتجعلهم شيعًا وينشغلون بتفاهات الأمور.
