حالة من الاستياء والغضب تغزو صفحات التواصل الاجتماعى لقاطنى بورسعيد، منذ أمس الإثنين، عقب انتشار صور لمريض لفظ أنفاسه الأخيرة على بوابة مستشفى بورسعيد العام، حيث اتهم الأهالى الأطباء والممرضين بالإهمال الطبى فى حق المواطن البورسعيدى الذى لقى حتفه.
وحصل "برلمانى" على شهادة عبد الله عارف، أحد شهود عيان الواقعة، والذى كان ينتظر فى استقبال المستشفى لتغيير أحماض جهاز الأشعة حتى يُجرى أشعة خاصة به؛ حيث قال إن مشهد الرجل المتوفى على "كرسى متحرك" كان مُلفِتا للجميع داخل فناء المستشفى؛ كما أكد أنه شاهده أثناء ذهابه إلى الخزينة بالمبنى الجديد وكان حينها على قيد الحياة.
وأكد "عارف"، أنه رأى بعض موظفى المستشفى "أمن أو موظفين أو ممرضات لا يعلم هويتهم الوظيفية"، ومعهم رجل ضخم البنيان، تراشقوا الكلمات بصوتٍ عال؛ ثم قام هذا الرجل "ضخم البنيان" بإلقاء المتوفى على الكرسى خارج بوابة المستشفى "على المدخل الرئيسى" .
وأضاف شاهد العيان، أنه حينها بدأ الناس بالخارج فى تصوير هذا الموقف؛ فلاحظ موظف المستشفى "سالف الذكر" ذلك، ودخل ليبلغ زملائه أن بعض الأهالى يقومون بتصويره، وحينها تركت المستشفى متوجهاً إلى العيادة الخارجية، وعلمت ليلاً أن الرجل الذى جرى إلقاؤه خارج المستشفى قد توفى .
واستنكر "عبدالله عارف" دور أهل المتوفى لتركه بهذا الشكل حتى يلفظ أنفاسه الأخيرة بهذه الطريقة؛ مضيفا: "لابد أن نعلم ما هو الشق الجنائى الذى يتعرض له مسؤولو أى مستشفى حال وفاة مريض"،
من جانبه قال الدكتور عادل تعيلب، مدير عام مديرية الشؤون الصحية ببورسعيد، إنه قد أصدر قرارا بإحالة الواقعة؛ للتحقيق العاجل فور وصول صور المتوفى إليه وعلمه بالواقعة، وبعد أن تداولها رواد موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك".
وأضاف مدير صحة بورسعيد، أنه فور علمه بواقعة وفاة المواطن السالف ذكره، أمر على الفور بتشكيل لجنة برئاسة كلا من الدكتور معتز صبح، مدير الرعاية العاجلة بالمديرية، والدكتور عبد الرحمن فرح، وكيل المديرية والقائم بأعمال مدير المديرية؛ وذلك لوجوده بالقاهرة فى مؤتمر مع وزير الصحة.
وشدد "تعيلب" على أنه لن يترك المتسبب فيها إذا ثبت تورط أحداً مهما كان منصبه أو وضعه ولن يكون هناك تهاون فى محاسبة المقصر؛ مشيراً إلى أنه لن يتستر على فاسد مهما كانت مكانته أو منصبه الذى يشغله، وأنه سيعلن عن نتائج التحقيقات بكل شفافية ووضوح للجميع وذلك فور الانتهاء منها والوصول للحقيقة.
بدوره نفى الدكتور شريف أبو جندى، مدير مستشفى بورسعيد العام إلقاء الضحية خارج المستشفى لسوء مظهره حسبما أشيع؛ مؤكداً أن المتوفى لم يكن لديه تذكرة دخول من الأساس.
وأوضح "أبو جندى"، أن ذوى المريض ألقوه بجانب المستشفى وذهبوا حتى فارق الحياة خارج المستشفى، مشيراً إلى أنه ليس له أى تذاكر دخول للمستشفى لتلقى العلاج سوى تذكرة واحدة، وهى تذكرة دخوله جثة هامدة.
كما نشر على صفحته الشخصية بـ"فيسبوك"، أنه هو من قام بإعداد تقرير وتحويل الأمر برمته إلى النيابة العامة؛ مبيناً أن التحقيق جارى لمعرفة الحقيقه كاملة، وسوف تعلن للجميع؛ قائلاً فى النهاية "وأفوض أمرى إلى الله إن الله بصير بالعباد" .
وتعددت التعليقات على "الفيسبوك" بـ"حسبى الله ونعم الوكيل"، وانتشرت صورة المتوفى على صفحات بورسعيد، بأن حاله حال كثير من المرضى الذين لا يتلقون الرعاية الطبية اللازمة لهم إلا بالوساطة أو المحسوبية، ويعانون من الإهمال الطبى.
هذا وتنتظر بعض المؤسسات والجمعيات الحقوقية نتائج التحقيقات التى ستظهر اليوم للتحرك والمطالبة بحق المريض الذى لم يقدم له الإسعاف اللازم .
ولقى أنور مصطفى درويش، مصرعه على بوابة مستشفى بورسعيد العام، وتم تحرير محضر بالواقعة يحمل رقم ٢٠١٦/٣٦٦٧ الشرق، ومازالت التحقيقات مستمرة للوقوف على ملابسات الواقعة كاملة.
من جانبه قال الدكتور محمود حسين، نائب بورسعيد، أنه يتابع تطورات واقعة وفاة أحد المرضى فى مستشفى بورسعيد العام، الذى انتشرت صوره على مواقع التواصل الاجتماعى.
وأضاف فى تصريحاته لـ"برلمانى" هناك روايات متضاربة حول وفاة المريض، لكنه قال أيضا إن تحقيقات النيابة سوف تكشف ملابسات الواقعة، وماذا إذا كان هناك إهمال من المستشفى العام أم لا.
وقال "حسين": " تم تشريح جثة المتوفى مساء أمس الإثنين، وسوف تستكمل النيابة تحقيقاتها الخميس المقبل، لو صحت الواقعة وثبت وجود إهمال من قبل المستشفى فلن ندع الواقعة تمر مرور الكرام ولن نسكت عليها حتى تتم معاقبة المسؤولين".
وأضاف النائب البرلمانى: "هناك روايات كثيرة حول وفاه المريض منها أنه دائم التردد على المستشفى منذ فترة طويلة وأن الصور المنتشرة له على مواقع التواصل قديمة، وهناك رواية اخرى تقول أنه مات على باب المستشفى، وهناك رواية ثالثة على لسان مدير مستشفى بورسعيد العام تؤكد أنه شاهد المريض خارج المستشفى فأمر بإدخاله إلى الاستقبال وأنه تم الكشف عليه وإجراء الإسعافات الأولية لكنه فارق الحياة.
وأضاف: "فى النهاية نحن ننتظر نتائج التحقيقات وبناء عليها سوف نتخذ كافة الإجراءات لمحاسبة الأطراف التى تقاعست عن أداء دورها المهنى والإنسانى".