مع اقتراب الدولار الأمريكى من سعر صرف فى البنوك لحوالى 19 جنيها أمس الاثنين، فى التعاملات الصباحية، ارتفعت معه أسعار جميع مدخلات أو مستلزمات الإنتاج، ومن ضمنها الأعلاف التى تستخدم فى تربية الدواجن مما أدى لارتفاع الأسعار عقب إلغاء مجلس الوزراء لقرار إعفاء الدواجن المستوردة من الجمارك.
مخاوف من زيادة أسعار الدواجن بعد اقتراب الدولار من حاجز الـ19 جنيها
لأول مرة سجل سعر طن الفول الصويا 8 آلاف جنيه بعد أن كان بـ 7700 جنيه، بينما سعر طن الذرة الصفراء سجل 3900 جنيه بعد إن كان بـ3700 جنيه، وذلك بعد فترة استقرار استمرت قرابة أسبوعين، متأثرة بسعر صرف الدولار وبدء نفاذ المخزون لدى المستوردين والتجار، ما أدى لإعادة التسعير وفقًا لأسعار السوق العالمية وسعر صرف الدولار محليًا.
قال الدكتور محمد صالح عضو مجلس إدارة الاتحاد العام لمنتجى الدواجن، إن أعلاف الدجاج ترتبط بسوق عالمى، ولأن إنتاجنا فى مصر محدود ولا يكفى احتياجات المزارع فإننا نعتمد على الاستيراد الذى يرتبط بالتابعية بسعر صرف الدولار، لافتًا إلى أن وزارة التموين وعدت مربين الدواجن بتوفر الخامات بأسعار تمكن من السيطرة على الأسعار فى السوق المحلية.
واقترح صالح فى تصريحات لـ"برلمانى"، بتوفير الأعلاف بدلًا من استيرادها لكن لا يمكن توفيرها إلا بالتوسع فى الزراعة إذ لا يمكن أن نعتمد فى هذا المجال على صغار المزارعين الذين يجدون مشكلة كبيرة فى تسويق منتجاتهم، مؤكدًا "لو اعتمدنا على صغار المزارعين هنتعب نفسنا إلى أن ينتبه الناس للاستثمار فى هذا المجال".
واقترح "صالح"، أيضا بأن تتبنى الحكومة مشروع للزراعة بالتعاون مع القوات المسلحة لتتمكن وزارة الزراعة من توفير محصول جيد وبخطة واقعية وذلك بعد النجاحات المتتالية التى حققها الجيش فى ملف الأمن الغذائى، مشيرًا إلى أن الذرة يمكن زراعتها فى مصر مرتين فى العام ويبلغ إنتاجية الفدان 8 أطنان، مضيفًا "يبقى لو زرعنا مليون فدان من كل صنف من العلاف هنكتفى ويمكن نصدر كمان".
وأرجع زيادة أسعار الدواجن فى منافذ البيع فى المحافظات نتيجة ارتفاع أسعار الأعلاف التى بدورها تزيد من تكلفة الإنتاج، نافيًا على الأمر بقرار مجلس الوزراء بإلغاء القرار الصادر بإعفاء الدواجن المستوردة من الجمارك.
وكيل اقتصادية البرلمان: توفير المحاصيل الزراعية محليًا يوفر على الاقتصاد الوطنى العملات الأجنبية
ومن جانبه قال عمرو الجوهرى وكيل لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس النواب، إن اللجنة ستناقش اليوم مع وزارة الزراعة كيفية توفير السلع الغذائية الضرورية ما يوفر على الاقتصاد الوطنى الكثير من الاحتياطى النقدى من العملات الأجنبية لاستيراد هذه السلع، كما يحقق الاكتفاء المحلى استقرار فى أسعار السلع لإمكانية ضبط الزيادات من المبنع أن حدثت مستقبلًا.
وأوضح الجوهرى فى تصريح لـ"برلمانى"، أن الحلول العملية للقضاء على غلاء الأسعار ومكافحة جشع التجار هو بزيادة الإنتاج المحلى حتى لا نلجأ للاستيراد والخضوع لمعايير السوق العالمى التى كثيرًا ما عانينا منها بسبب سعر الدولار والتوترات السياسية والاقتصادية الأخرى مثل الأزمة الاقتصادية العالمية عام 2008.
وأكد على أن البرلمان جاد فى تحقيق أفضل حياة للمصريين بسواعد المصريين أنفسهم وهو ما يضمن الاستقرار لهم ولأبنائهم، وذلك من خلال مناقشات جادة مع كافة الأطراف فى زراعة المحاصيل المختلفة التى تحتاجها مصر سواء للاستهلاك المباشر مثل السكر والقمح وزيوت الطعام أو المحاصيل التى تدخل فى صناعات هامة مثل فول الصويا والذرة الصفراء المستخدمان كعلف للدواجن وغيرها.
النائب محمود نبيه: الحكومة والتشريعات مسئولان عن ضبط أسعار الأعلاف
وفى السياق ذاته قال محمود نبيه عضو مجلس النواب عن محافظة الدقهلية، إن الحكومة والتشريعات المنظمة هما المسئولان عن ضبط أسعار الأعلاف من خلال تشجيع الإنتاج المحلى للمحاصيل الزراعية، مؤكدًا أن الحكومة استشعرت وجود أزمة فى نقص المعروض وقامت باستصدار قرار لإعفاء الدواجن المستوردة من الجمارك إلا أن اضطرت لإلغاء القرار بعد بعض الاعتراضات وهو ما أدى بالفعل لزيادة الأسعار.
وأضاف محمود نبيه، أن الحكومة لديها آليات لاستشعار المشاكل قبل وقوعها لكن بعض الاعتراضات تعطل أو تؤدى لإلغاء القرارات مثلما حدث فى إعفاء الدواجن من الجمارك، ومن قبلها أزمة نقص الأرز وكذلك السكر والدولار، مستطردًا "الحكومة كانت تعلم أن إنتاج الدواجن سيقل بسبب أسعار العلف عالميًا فاستوردت الكمية التى يحتاجها السوق استشعارًا لحدوث أزمة الدواجن".
واقترح النائب البرلمانى، لحل نقص الإنتاج المحلى من المحاصيل الزراعية التى تستخدم كأعلاف، والمفروض أن يخفضوا أسعار الأعلاف ويشجعوا إقامة المزارع الكبرى، وقال: "استبشر خير خلال سنة أن يتم تحقيق زيادة فى الإنتاج".
وحول زيادة أسعار الدواجن، قال النائب محمد نبيه، "شئ طبيعى تحدث زيادة، ولازم نغير بعض السلوكيات، فمثلا لدينا قمح تزرع به الأرض فلماذا نستورد؟".
وتابع: "الزراعة هى منبت كل شئ وهى المغذى الحقيقى لكل الصناعات الغذائية، وعلينا الاهتمام بزراعة فول الصويا والذرة والقمح، ووقتها فقط ستنخفض الأسعار".