تصدرت إعادة هيكلة الجهاز الإدارى للدولة أحاديث أعضاء مجلس النواب من جديد بعد تدهور أوضاع الاقتصاد وتركيز مجلس الوزراء على الاقتراض من الخارج والبنوك المحلية ما زاد من أعباء الدين العام وضاعف عجز الموازنة العامة للدولة، مع عدم قدرة المؤسسات الحكومية على تحقيق إنجازات على أرض الواقع يلمسها المواطن العادى، "برلمانى" استطلع آراء عدد من نواب الشعب فى أسباب تكرار إخفاقات الحكومة.
شريف فخرى: الفشل الإدارى الحكومى عامل أكيد لعدم تقدم ملفات الاقتصاد والصحة العامة والتعليم
قال شريف فخرى عضو مجلس النواب عن المصريين فى الخارج، إن الجهاز الإدارى للدولة يعانى من قلة الخبرات العملية الحقيقية والاعتماد على أصحاب الثقة وليس الموظفين المحترفين لعدم وجود مهام وظيفية لكل من العاملين فى الدولة وهو ما يتسبب فى خلل وظيفى وعدم وضوح الرؤى وفشل فى إيجاد سبل للإدارة المنتجة، وكل ذلك يستلزم إعادة النظر فى آليات الإدارة الحكومية وليس في تغيير الأشخاص فحسب.
وأكد النائب شريف فخرى، أن فشل الإدارة وعدم الكفاءة وعدم المواظبة على تدريب الموظفين عوامل أكيدة لعدم إحراز أى تقدم فى ملفات الاقتصاد والصحة العامة والتعليم، متسائلًا عن دور الحكومة لتطوير العملية التعليمية وليس تطوير بعض الجزاء فى المناهج، مؤكدًا ان الطالب فى معظم دول العالم يتخرج من التعليم الأساسى أو المدرسة وهو مدرك وقادر على التعايش فى المجتمع وأن يكون عنصرًا فاعلًا وليس مفعول به لكن فى مصر نظل نتحسر على عدم تحمل الشباب للمسؤولية فى حقيقة الامر أن الذنب ليس ذنبهم فقط بل ذنب من خططوا لهم منذ البداية.
واقترح وضح برامج لإعادة تأهيل الموظفين المؤسسات الحكومية المختلفة وتقديم وسائل حديثة للتعامل وقبل كل ذلك يجب تأهيلهم على فنون التعامل مع المواطنين وأن يكون لديهم حنكة فى الردود وعلى رؤسائهم فى العمل أن يلتزموا بقواعد علمية عند اتخاذ القرارات وتنظيم فريق العمل وأن يتميزوا بسرعة فى الأداء والفعل ورد الفعل فمن لديه اشتراك فى نظام التأمين الصحى على سبيل المثال ولدى الدولة علم بأحقيته فى برنامج الرعاية أن يجد العلاج الملائم والعناية المطلوبة بدلًا من الإنفاق الحكومى على عقد اجتماعات ومؤتمرات وفعاليات مختلفة لن تؤتى ثمارها المرجوة.
أحمد إسماعيل: عيب لما العيال تعمل اختراعات وجهابزة الحكومة مش عارفين يوفروا السلع المستوردة
انتقد أحمد إسماعيل عضو لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، أسلوب الحكومة لإدارة شئونها الداخلية والتى تنعكس على نوعية الخدمات المقدمة لعموم المواطنين والأجانب أيضًا، قائلا: "عيب لما العيال الصغيرة تعمل اختراعات وجهابزة الحكومة مش عارفين يوفروا السلع المستوردة وليست المحلية حتى!".
وأضاف عضو لجنة الدفاع والأمن القومى، أن المسؤولون فى الحكومة يحتاجون الحصول على دورات تدريبية لكيفية إدارة المرؤوسين لأن جميع التجارب أثبتت هروب كل الكفاءات خارج الجهاز الإدارى للدولة، وإذا كنا جادين فى الحفاظ على ما تبقى من العقول حتى لا تهرب أو تتخلى عن الإبداع فعلينا أن نعيد تأهيل الكوادر البشرية التى تدير المؤسسات الحكومية قبل أن نعيب على الموظفين الصغار فى المناصب المختلفة.
كما طالب أحمد إسماعيل، بضرورة الاسراع فى عملية إعادة هيكلة موظفين العموم فى الدولة لتفادى المزيد من الخسائر، مؤكدًا انه بسبب القرارات غير المدروسة بشكل علمى تخسر الدولة من موازنتها عشرات المليارات من الجنيهات إما لتضارب القرارات أو عدم استناد القرارات الوزارية التنفيذية على رؤى علمية وقانونية ودستورية، لافتًا إلى أن بعض القرارات الحكومية مثل خصخصة الشركات خالفت الدستور والقوانين المنظمة للاقتصاد والعمال أيضًا، وتسبب فى زيادة معدلات البطالة وإهدار المال العام وضياع حقوق المواطنين من أجل تجارب فاشلة.
النائبة سحر صدقى: "الناس قرفت وتعبانه وعايزه وزراء فاهمين دورهم ويقوموا به من غير شو إعلامى"
قالت سحر صدقى عضو مجلس النواب عن محافظة قنا، إن الاعتراف بأى مشكلة هو بداية الطريق حلها وهو أيضًا معرفة لمنبع الخلل الذى نعانى منه، وعلينا أن نعترف أن لدينا خلل فى إدارة العديد من المؤسسات الحكومية سواء بسبب فساد بعض المسئولين أو لعدم وجود قواعد تنظيمية حقيقية.
وطالبت نائبة قنا، بتصحيح الخلل فى تفعيل لوائح الجزاءات المعتمدة فى الجهاز الإدارى للدولة وكذلك البنود الخاصة بتحفيز المتميزين بعدًا عن الواسطة والمحسوبية تفاديًا لهدر الأموال العامة، مؤكدة أن على كل مسئول يجلس على كرسى أن يحاسب نفسه قبل أن يحاسب الموظفين فإذا تساوى الجميع فى العدل نهض الجهاز الإدارى للدولة.
وأشارت النائبة سحر صدقى، إلى أن عدم تحديد أولويات من المؤسسات الحكومية يتسبب فى ضعف الجهاز الإدارى للدولة ويؤدى للفشل الإدارى وعدم قيام الحكومة بالدور المأمول منها وهو ما ينعكس على الحياة اليومية للمواطنين، مضيفة: "الناس قرفت وتعبانه وعايزه وزراء فاهمين دورهم ويقوموا به من غير شو إعلامى".
