فى إشارة إلى حدوث انفراجة فى العلاقات بين مصر وإيطاليا، ترددت أنباء عن عودة السفير الإيطالى إلى القاهرة فى بداية يناير المقبل، لتقديم أوراق اعتماده للرئيس عبد الفتاح السيسى بعد فترة من سحب إيطاليا لسفيرها فى إبريل الماضى على خلفية قضية مقتل الشاب الإيطالى جوليو ريجينى.
الأنباء عن عودة السفير جاءت بعد تحركات النائب العام المصرى، والتى كان آخرها زيارة فى بداية ديسمبر الجارى، وسبق هذه الزيارة 4 زيارات أخرى.
الزيارة الأولى كانت فى القاهرة مارس الماضى، والثانية فى إبريل وتمت فى روما، والثالثة فى سبتمبر بروما، والرابعة كانت فى القاهرة فى نوفمبر الماضى.
وسحبت إيطاليا سفيرها فى 8 إبريل الماضى، للتشاور معه بشأن قضية ريجينى، وبعدها تم الإعلان عن اختيار سفير جديد فى شهر أغسطس، إلا أن الجانب الإيطالى لم يرسل السفير رسميا حتى الآن.
العرابى: مصر نجحت فى إدارة أزمة "ريجينى"
قال السفير محمد العرابى وزير الخارجية الأسبق، وعضو لجنة العلاقات الخارجية، إن الأنباء عن عودة السفير الإيطالى للقاهرة، دليل على نجاح مصر فى اتباع سياسة هادئة فى قضية مقتل ريجينى، ونجاحها فى فصل مسار العلاقات الثنائية عن مسار التحقيقات، وهو الأمر الذى أدى إلى هذه النتيجة، كذلك ما ظهر من جانبنا من حرص شديد لإطلاع إيطاليا على مستجدات التحقيقات.
وأضاف العرابى لـ"برلمانى"، أن ذلك يأتى بالإضافة إلى جهود النائب العام المصرى أيضا التى يجب الاعتراف بها فى هذا الملف.
وأوضح "العرابى"، أن التطورات السياسية الداخلية فى إيطاليا، وما أظهرته مصر من حرص على الاستمرار فى مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية والتعاون مع إيطاليا فى المجالين وهما يشكلان أهمية كبرى للجانب الإيطالى، كانت سببًا رئيسًا فى إنهاء التوترات بين البلدين.
وأشار "العرابى" إلى أن الدبلوماسية المصرية لم تسحب سفيرنا وعينت سفيرًا جديدًا، وإن كانت لم ترسل طلب الموافقة عليه انتظاراً للجانب الإيطالى، الذى عبر كثيرًا عن اهتمامه بالعلاقات مع مصر والتعاون فى المسألة الليبية.
كريم درويش: تطور إيجابى ومصر لم تدخر جهدًا فى قضية ريجينى
قال النائب كريم درويش وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إنه يتمنى عودة السفير الإيطالى للقاهرة فى أقرب فرصة، لافتا إلى أنه منذ أن تم تسمية السفير الإيطالى الجديد فى شهر أغسطس الماضى لم يتم إرساله، والحديث حاليا عن عودة السفير يدل على تطورات إيجابية.
وأضاف درويش، أن الأنباء عن عودة السفير تأتى نتيجة للجهد المبذول فى قضية ريجينى من جانب النائب العام المصرى، من خلال زياراته الأخيرة والتى أثبتت تفاعل مصر بشكل واضح مع الملف.
وأوضح النائب، أن مصر لم تدخر جهدا فى ملف قضية ريجينى، حتى وبذلته للعمل على إنهاء التوترات بيننا وبين إيطاليا وهو ما لمسه الجانب الإيطالى بشكل فعلى، مشيرا إلى أن لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان ستبحث أخر التطورات فى هذا الملف، وستعمل على التواصل مع الخارجية للتأكد ما إذا كان هناك أى دور يمكن للجنة والبرلمان القيام به.
الخولى: شواهد لانفراجة فى قضية ريجينى ولا يفضل تدخل البرلمان حاليا
قال طارق الخولى أمين سر لجنة العلاقات الخارجية، إن الأنباء عن عودة السفير الإيطالى للقاهرة فى بداية يناير المقبل، بوادر وشواهد لانفراجة للعلاقات بين مصر وإيطاليا، وفى قضية ريجينى.
وأضاف الخولى لـ"برلمانى"، أن الحديث عن عودة السفير بعد الزيارات المتتالية التى قام بها النائب العام، تثبت أن هناك ارتياحا من الجانب الإيطالى لمجرى التحقيقات التى تجريها مصر فى القضية.
وأشار الخولى إلى أن سحب إيطاليا لسفيرها للتشاور منذ إبريل الماضى كان نوعا من التعبير بشكل دبلوماسى على توتر العلاقات، والإعلان عن عودة السفير دليل على زوال التوتر إلى حد كبير.
وعن تدخل اللجنة للإطلاع على آخر نتائج التحقيقات فى هذا الملف، قال الخولى، إن سلطة البرلمان تتمثل فى التواصل مع وزارة الخارجية، وليس النائب العام، لافتا إلى أنه من المفضل ألا تحدث تدخلات من أكثر من طرف فى هذه القضية خاصة أن تحركات النائب العام حققت نتائج جيدة ومن الأفضل الانتظار حتى ينتهى النائب العام من كل خطواته فى القضية.
