طريقان يؤديان لنقطة واحدة،"الدين والثقافة"يؤديان إلى مجتمع مثالى متكامل،ولكن كعادتهما لا يلتقيان،حيث وجه الناقد الكبير الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، سؤالاً للدكتور أحمد الطيب، شيخ الجامع الأزهر، وهو: لماذا لا نصنع فيلمًا عن النبى محمد صلى الله عليه وسلم، أسوة بالشيعة فى إيران التى قامت بعمل فيلم ضخم عن حياته.
حيث يقول "عصفور"أن الأزهر متشبس بموقفه من رفض تجسيد الأنبياء فى الأفلام، فى حين أن إيران قامت مؤخراً بعمل فيلم عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فهل يعقل أن يترك الأزهر الشيعة يقومون بهذا الفيلم، فحين أنه هو المنوط به تقديم هذه الصورة الجيدة.
حول هذا الملف الهام حاور موقع "برلمانى "أعضاء اللجنة الدينية بمجلس النواب والأزهر الشريف والجماعة السلفية .
"مهجة غالب" لا يجوز تشخيص "النبى الكريم" لصورته وذلك سداً لباب الفتن
قالت الدكتورة مهجة غالب عضو اللجنة الدينية بمجلس النواب،أنه حافظاً على الأنبياء والرسل والصحابة الكرام واحتراماً وتوقيراً لهم يجب آلا نجسد شخصياتهم فى الدراما أياً كانت تليفزيونية أو سينمائيه.
وأوضحت عضو اللجنة الدينية،أنه أثناء عمل أى دراما دينية يفضل أن يكتفى بصوت يردد الجملة فقط يقول"عن الرسول "أو"قال النبى"ولكن لا يجوز أن نفتح الباب فى التشخيص لصورته بشكل يمكن أن يسئ له، فسداً للذرائع وسداً لباب الفتن نمنع أن يسجد صورة النبى محمد"ص" أو الرسل أجمعين وكذلك الصحابة التابعين فى الدراما التليفزيونية والسينما وهذا لغلق باب الفتن.
"شيمكو" تجسيد النبى الكريم سيدنا" محمد" فى الدراما خطأ تام
أما النائب محمد شيمكو عضو اللجنة الدينية بمجلس النواب، فقال أن تجسيد النبى الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فى الدراما خطأ تام.
وتسأل عضو اللجنة الدينية أنه من هى الشخصية التى يمكن تقوم بتجسيد شخصية مثل رسولنا العظيم الذى لا ينطق عن الهوى؟ومن أين نعرف تاريخه الفنى كى يليق بتجسيد شخصية الرسول ؟ومن أين نضمن مستقبله وأنه لا يقوم بالتمثيل مرة أخرى ؟
وأوضح "شيمكو"أنه تم تجسيد شخصية النبى الكريم فى الدراما بعدة أشكال منها الهالة الضوئية،ودلائل أخرى تدل على وجود النبى العظيم.
وإستطرد النائب البرلمانى محمد شيمكو عضو اللجنة الدينية،أنه يوافق فقط على عمل درامى كبير يمثل سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم،لأنها المنهج العلمى للإسلام .
النائب شكرى الجندى: الرسول أكبر من أن يُمثل ..ويؤكد :أرفض بشدة تجسيده فى الدرما
من ناحية أخرى رفض النائب شكرى الجندى عضو اللجنة الدينية بمجلس النواب،تميل الرسول صلى الله عليه وسلم فى أى دراما أياً كانت ،حيث أن روحانيات الرسول الكريم ووجوده فى نفس كل مؤمن على الأرض لا يحتاج إلى مثل هذه الأفلام .
وتابع اللواء شكرى الجندى عضو مجلس النواب عن دائرة كفر الشيخ وعضو اللجنة الدينية بالمجلس،ان الرسول أكبر من أن يشخص أو يُمثل فى الدراما مهما كانت شأنها ،وهذا ما يميز أهل السنة فى عقيدتهم عن أهل الشيعة .
رئيس لجنة الفتوى الأسبق: من معجزات وصفات النبى العليا أنه لا يوصف وتجسيده حرام شرعاً
قال الشيخ على أبو السعود من رئيس اللجنة العليا للفتوى بالأزهر الأسبق،أن مجمع البحوث الإسلامية ومشيخة الأزهر الشريف ودار الإفتاء،اتخذت قرارها بشأن تجسيد شخصية الرسول العظيم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فى الدراما سواء كانت تليفزيونية أو سينمائيه أو مسرح
حيث أوضح رئيس اللجنة العليا للفتوى بالأزهر الشريف أنه"لا يمكن أبداً ولا يجوز إطلاقاً تمثيل ولا تصوير الأنبياء ولا الصحابه أنفسهم لأنهم أناسٌ لهم خصائص وهبها الله لهم لا يجوز التشبه بهم،فمها حكا الإنسان صورتهم أو ما شاه ذلك فهو أقل من حقهم فيكون قد أساء لهم،فم أناسُ معصومين ".
وأوضح الشيخ الجليل على أبو السعود من علماء الأزهر الشريف،أنه فى أواخر سبعينيات القرن الماضى قام المسلمين فى لندن بعمل مظاهرة كبرى اعتراضاً على تجسيد أحد الممثلين البريطانيين السيدنا عيسى عليه السلام فى فيلم عن المسيح .
وأكد "أبو السعود "أن تجسيد الأنبياء فى الدراما حرام شرعاً وخاصة النبى الكريم محمد عليه أفضل الصلاة والسلام لأنه من معجزاته وصفاته العليا أنه لا يوصف،ويجب أن يكف الجميع عن مثل هذه النداءات لأنها تسئ للبنى الكريم .
تجسيد شخصية الأنبياء جريمة ولا يُعد من قبيل الفن
قال سامح عبد الحميد الداعية السلفى،أن تجسيد شخصية الأنبياء جريمة ولا يُعد من قبيل الفن،وفيه استهانه وعبث بمقام الأنبياء ، وذلك قد يكون مدعاة إلى انتقاصهم والحط من قدرهم وكرامتهم، وذريعة إلى السخرية منهم، والاستهزاء بهم، وتمثيل أنبياء الله يفتح أبواب التشكيك فى أحوالهم والكذب عليهم، إذ لا يمكن أن يطابق حال الممثلين حال الأنبياء فى أحوالهم وتصرفاتهم وما كانوا عليه "عليهم السلام"من سمات وهيئة وهدى، وقد يؤدى هؤلاء الممثلون أدواراً غير مناسبة "سابقًا أو لاحقًا" ينطبع فى ذهن المتلقى اتصاف ذلك النبى بصفات تلك الشخصيات التى مثلها ذلك الممثل كما ذكر أهل العلم.