طلاب وأساتذة الجامعة.. أصحاب ولا بيزنس

إلغاء الكتاب الجامعى والتفرغ الكامل لأساتذة الجامعة، مقترحان تم عرضهما خلال جلسة مناقشة تطوير التعليم الجامعى فى اجتماع لجنة التعليم والبحث العلمى بمجلس النواب، وتباينت ردود أفعال أعضاء اللجنة حولهما، لتتبادر إلى أذهاننا أسئلة عديدة، هل مع الثورة التكنولوجية وانتشار الإنترنت أصبح هناك حاجة للكتاب الجامعى، خاصة مع مواجهته للعديد من الاتهامات بأنه أصبح سلعة استثمارية خاوية من المعلومات المفيدة؟، وهل أصبح وسيلة ضغط من قبل أعضاء هيئة التدريس على الطلاب؟، وهل هناك ضرورة لتفرغ أساتذة الجامعات للتدريس فقط وعدم العمل خارج أسوار الجامعة؟، وهل لذلك أثرًا ايجابيا على الطلاب، هل علاقة الطالب وأستاذ الجامعه تعانى من أزمة؟، ويرصد "برلمانى" أراء أعضاء لجنة التعليم والبحث العلمى فى هذين الاقتراحين المتعلقين بالطلاب وأساتذة الجامعة.

النائبة ماجدة نصر: لسنا بحاجة لكتاب جامعى.. ونريد تعليماً أقل وتعلماً أكثر

أيدت الدكتورة ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم والبحث العلمى بمجلس النواب، مقترح الدكتور محمد غنيم، عضو المجلس الاستشارى العلمى لرئيس الجمهورية بـإلغاء الكتاب الجامعى، خلال جلسة مناقشة تطوير التعليم الجامعى، مؤكدة أن هناك بعض أعضاء هيئة التدريس يسيئون استخدام الكتاب الجامعى، ويرغمون الطلاب على شرائه بمبالغ مالية كبيرة ويربطون الأمر بسقوط ونجاح الطالب، معلقة "نريد تعليماً أقل وتعلماً أكثر".

وأضافت عضو لجنة التعليم والبحث العلمى فى تصريحات إلى "برلمانى"، أن فكرة الكتاب الجامعى هى نقطة محورية مرت بعدة مراحل وشهدت الكثير من المتغيرات، حيث كانت المرحلة الأولى فى فترة سابقة قبل دخول الإنترنت وقبل سهولة حصول الطالب على المعلومة، وحينها كان عضو هيئة التدريس يقوم بجلب وتلخيص المعلومة من الكتب الأصلية وجمعها فى مذكرة، أما حاليا فلقد أصبح الوضع مختلفًا فى زمن الإنترنت، وسهولة الحصول على أى معلومة من الكتب الأصلية "أونلاين"، ومسموح بذلك بدون سرقة أو قرصنة، إذن فالحصول على المعلومة أصبح أمرًا سهلًا ومتاحًا للجميع، ولسنا بحاجة للكتاب جامعى.

منى عبد العاطى: بعض أساتذة الجامعة لا يأتون نهائيًا

قالت النائبة الدكتورة منى عبد العاطى، عضو لجنة التعليم والبحث العلمى، أنا لست مع الإلغاء الكلى للكتاب الجامعى، وتطوير التعليم الجامعى يحتاج لتوفير عدة محاور تتماشى مع بعضها البعض، وفى مقدمتها تدريب الطالب على البحث العلمى وهذا يتم تطبيقه إلى جانب المادة العلمية بالكتاب الجامعى، مع ترك مساحة للطالب لتطبيق التجارب العملية والبحث والإطلاع.

وعلقت عضو لجنة التعليم والبحث العلمى فى تصريحات لـ"برلمانى" على اقتراح الدكتور محمد غنيم عضو المجلس الاستشارى العلمى لرئيس الجمهورية بضرورة تطبيق نظام "الأجر الكامل مقابل التفرغ الكامل"، قائلة: إنه لابد من أن يتفرغ عضو هيئة التدريس للجامعة، لأن تواجده سيكون له أثرًا إيجابيًا كبيرًا على الطلاب، مؤكدًة أن هناك بعض أعضاء هيئة التدريس لا يأتون للجامعة نهائيًا، مشيرة إلى أن تطبيق "التفرغ الكامل" صعب تنفيذه حاليًا لأنه سيكلف الدولة أعباءًا كبيرة بتوفير أجر التفرغ الكامل لجميع اعضاء التدريس.

مصطفى كمال الدين يطالب بإلغاء الكتاب الجامعى

قال اللواء مصطفى كمال الدين حسين، عضو لجنة التعليم والبحث العلمى بالبرلمان، إن التطور الحقيقى للتعليم فى الجامعة لن يأتى إلا بإلغاء الكتاب الجامعى وتشجيع الطلاب على البحث، معلقًا "إحنا مش فى مدرسة عشان نجبر الطالب يمسك كتاب ويقعد يحفظ فيه، لأن ده مش صحيح، وبعض الأساتذة يستغلون الكتاب الجامعى كبيزنس وسلعة استثمارية خاوية من المعلومات المفيدة".

وأضاف عضو لجنة التعليم والبحث العلمى فى تصريحات إلى "برلمانى"، أنه لابد من تشجيع الطالب على البحث بالمراجع والإطلاع والمناقشة مع ضرورة توافر تلك المراجع بمكتبات الكليات أو الجامعة، وذلك حتى نؤهله للاعتماد على الفكر والفهم بدلًا من الحفظ ليكون قادرًا الطالب الابتكار والإنتاج وتقديم شيئًا جديدًا، لافتًا إلى أنه لابد من وضع آلية لتنفيذ الأمر وتمهيده على الطالب.

يذكر أن لجنة التعليم والبحث العلمى استهلت عملها فى بداية العام الميلادى الجديد 2017 بعقد أولى جلسات الاستطلاع والمواجهة لمناقشة سبل وآليات تطوير التعليم الجامعى، وجاءت أبرز المقترحات التى تناولها الحضور، فى إلغاء الكتاب الجامعى وتوجيه ما يتم إنفاقه على إصداره لشراء حقوق نشر أمهات الكتب وإعادة طرحها للطلاب للإطلاع عليها خاصة بعد إنشاء بنك المعرفة، كما تطرق الحوار إلى ضرورة الاهتمام بالكادر البشرى حيث طالب البعض بضرورة تطبيق نظام "الأجر الكامل مقابل التفرغ الكامل"، وهو ما رفضه وزير الثقافة حلمى النمنم.