بين حينٍ وآخر تطالب الحكومة الشعب بفرض حالة من التقشف على نفسه، ليمر من الأزمة الاقتصادية التى تعانى منها الدولة،ولكن فى كل مرة تطلب فيها الحكومة هذا المطلب لا يبالى به البعض من الشعب المصرى ويصر على تنفيذ كافة عادته وتقاليده مهما كانت الظروف،ومن هذه العادات والتقاليد المغالاة والتباهى فى المهور وتكاليف جهاز العروسين،أما البعض الأخر فقد رفع صوته وطلب من وزير الأوقاف أى يضع حداً لمثل هذه العادات التى تؤذى مجتمعنا وتعد سببا لعزوف الشباب عن الزواج ، حول هذه القضية الهامة استطلع موقع "برلمانى " آراء نواب اللجنة الدينية بمجلس النواب والأزهر الشريف.
زكريا عبد الكريم:المغالاة فى جهاز العروسين ليس من الدين وسنطرح ذلك داخل اللجنة
وقال النائب عبد الكريم زكريا عضو اللجنة الدينية بمجلس النواب،أن موضوع المغالاة فى المهور وإرتفاع تكاليف الزواج سيطرح على طاولة اللجنة الدينية قريباً للحد من العادات والتقاليد الخاطئة التى يصر عليها الناس مما تؤدى إلى مجتمع خاطئ .
ودعا عضو اللجنة الدينية، فى تصريح لموقع" برلمانى "وزير الأوقاف إلى عمل برامج دعوية وتوعية عن طريق الخطباء للحد من المغالاة فى المهور وإرتفاع تكاليف الزواج،لأن ديننا السمح لا يحثنا على ذلك،وأكد أنه سيتقدم إلى الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف لتخصيص بعض الأحاديث وخطب لتوعية فى ذلك الموضوع الهام.
وأضاف عبد الكريم زكريا عضو مجلس النواب،أن مثل هذه العادات تسوء إلى المجتمع وتدفع الشباب إلى الإنحراف والخطيئة وانخراطنا فى مجتمع فاسد،على الرغم أن الديننا السمح يحسنا على تيسير أمر الزواج والبعد عن الفاحشة .
شكرى الجندى يطالب "الأوقاف" بتكثيف توعية المواطنين ضد المغالاة فى مهور الزواج
وطالب النائب شكرى الجندى عضو اللجنة الدينية بمجلس النواب، وزارة الأوقاف بالإكثار من توعية المواطنين فى كافة بقاع مصر من خلال منابرها على تغيير العادات واالتقاليد التى أرهقت المجتمع، حيث إنه يسود المجتمع هذه الفترة المغالاة فى المهور وأن تكاليف الزواج ليس لها معنى على حد تعبيره .
وتابع عضو اللجنة الدينية، فى تصريحات لبرلمانى، أنه لابد من وقفة صارمة لما يحدث، فالمغالاة عنوان للجهل الدينى والثقافى، فالرسول الكريم قال "أقلهن مهراً أكثرهن بركة"، والمغالاة فى المهور تؤدى إلى إحجام الشباب عن الزواج وانتشار الفاحشة، وهذا لا يليق بالمسلمين أو غيرهم من أصحاب الأديان السماوية، ولذلك يجب تكاتف كافة الجهات، من أجل تصحيح المفاهيم حول تلك الظاهرة ودعوة المواطنين للتخفيف من غلاء المهور واستخدام هذه الأموال فما ينفع المجتمع.
وأكد عضو "دينية البرلمان" أن اللجنة ستناقش تلك الظاهرة لوضع تصور كامل لكيفية القضاء عليها بشكل كامل.
"محمد شيمكو" المغالاة فى المهور وارتفاع جهاز العروسين يعرقل شرع الله ويجعلنا مجتمع منحرف
كما أكد النائب محمد شيمكو عضو اللجنة الدينية بمجلس النواب، أنه يجب على جميع فئات المجتمع ترسيخ فكرة التباهى بالزواج الناجح ونشأة البيت السعيد، وليس المغالاة فى المهور وجهاز العروسين.
وتابع"شيمكو" أن ما يحدث الآن من مغالاة فى المهور، وجهاز العروسين، واشتراط أجهزة معينة لإتمام الزواج وخاصة داخل الريف المصرى، بقصد التباهى بين العائلات لا يجوز، وقد يؤدى فى النهاية إلى كوارث لا يحمد عقباها، ولايشعر الجميع مما يفعل ذلك أنه يعرقل شرع الله ونصل بالشباب إلى الوقوع فى الخطأ، فلماذا نصعب الأمور على أنفسنا بالرغم من أن الدين سهل لنا كل شئ ؟.
ودعا النائب البرلمانى محمد شيمكو عن دائرة السيدة زينب، اللجنة الدينية ووزارة الأوقاف والمجتمع للوقوف أمام تلك العادات والتقاليد التى تفسد مجتمعنا وتأخذه إلى الانحراف، مضيفا:"يجب نشر الثقافة والوعى والتقليل من قيمة المهور وجهاز العروسين عن طريق القوافل الدعوية وخطبة الجمعة، كما أنه يجب توعية المجتمع أيضاً عن طريق المثقفين وتقديم دراما تفيد مجتمعنا وتظهر جمال العادات والتقاليد البسيطة التى تؤدى فى النهاية على أسر سعيدة" .
رئيس لجنة الفتوى الأسبق يطالب المسؤولين بإدراج الحالة الصحية والإجتماعية فى قسيمة الزواج
فيما أوضح الشيخ على أبو السعود من رئيس اللجنة العليا للفتوى بالأزهر الأسبق،أن غلاء المهور والإسراف فى تكاليف الزواج عادة قديمة جداً من بداية الإسلام وقد نهى الرسول عليه الصلاة والسلام عنها،وقال:" أكثرهن خيراً أقلهن مهراً وأقلهن مهراً أكثرهن بركة".
وتابع "ابو السعود" فى تصريح لـ"برلمانى"أن منذ عام 1918 حين أنشئ قسم الوعظ بالأزهر الشريف والوعاظ يقوم بتوعية الناس من المغالاة فى المهور ولكن دون جدوى حيث أنهم يلتزمون اكثر بالعادات والتقاليد .
وطالب رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف،الجهات المعنية فى الدولة بإدراج الحالة الصحية والإجتماعية فى قسيمة الزواج، وإلزام المتزوج بألا يغالى فى المهور وتكاليف الجهاز والزواج.
وكان أهالى قرية طحا المرج بمركز ديرب نجم بمحافظة الشرقية، قد تقدموا بشكوى إلى الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، يطالبونه بالتدخل لحل أزمة القرية الصغيرة التى تعانى من مغالاة شديدة فى المهور وتزايد مصاريف الزواج وتكلفة تجهيز الفتاة.