الفلاحون:رفع سعر الأسمدة يدفعنا لترك أرضنا..نواب أسيوط: الحكومة تعطى الفلاح كمية أقل فيلجأ للسوق السوداء..المحافظ: الأزمة مسئولية "الزراعة"..والوزارة:الحكومة رفعت السعر بعد تعويم الجنية
أزمة سماد تضرب أسيوط
أزمة سماد تضرب أسيوط
السبت، 21 يناير 2017 04:00 ص
أسيوط - ضحا صالح تصوير - أحمد مصطفي
أثار قرار الحكومة برفع أسعار الأسمدة استياء الفلاحين فى محافظة أسيوط إذ وصفوه بالقرار الظالم، الذى لا يراعى ظروف الفلاح، وما آلت إليه حالته خاصة فى ظل ارتفاع الاسعار بهذا الشكل.
ووصف الفلاحون قرار الحكومة بزيادة الاسعار بأنه قرار يقضى على الفلاح، حيث ستزيد نسبة البطالة وستتسبب تلك الزيادة في تبوير الاراضي الزراعية واندثار الرقعة المزروعة من الارض، وأسموا القرار بقرار "خراب البيوت" خاصة بعد ارتفاع سعر السماد فى السوق الحر، والسوق السوداء وقلة المعروض.
محمود على، فلاح، قال :"شيكارة السماد كنا نقوم بشرائها ب١٥٠ أو ١٤٠ جنيها، وحاليا وصل سعر الشيكارة بالسوق السوداء الي ٢٢٠ جنيها وغير موجودة بالجمعيات،وتقوم وزارة الزراعة بتسليمنا شيكارتين للفدان فيما يحتاج الفدان الي ٨ شيكارات ، فمن أين يمكننا الحصول على السماد؟"
وأكد أن زيادة سعر السماد أدت إلى ارتفاع الاسعار في متطلبات الحياة الأخرى كاللحوم والدواجن فقد وصل سعر كيلو اللحمة الي ١٢٠ جنيها، فالفلاح هو من يقوم بتربية المواشي وتصديرها للمدن وبالتالى ،فالبيع يكون بسعر التكلفة، وكلها دائرة واحدة تنتهي بذبح الفلاح من أسمده لنخاله لتبن، وهكذا..
وقال سيد مخلوف، فلاح، إن غلاء السماد والبنزين والبذور والحبوب جعل الفلاح ينفر من زراعة أرضه لأنه سيجد نفسه مديونا بعد ذلك للبنوك ويجد نفسه محبوسا، مضيفا انه لم يصدر أى قرار فى صالح الفلاح وكل ما فى الامر أن الحكومة اجتمعت علي ذبح الفلاح، وجعله كبش فداء، فالحكومة من الواضح أنها لا ترى ان الفلاح يعمل لأجل هذه البلد.
وأضاف أن كل القرارات الصادرة من وزير الزراعة والحكومة ضد الفلاح، متابعا :"وسينتهى ذلك الأمر بزيادة نسبة البطالة بعد النفور من زراعة الاراضى وتجريف الأرض الزراعية ، أو الهجرة خارج البلاد بعد أن اصبحت المدن طاردة هى الأخرى.
وقال سيد عبد الحميد، فلاح :"السماد اصبح غير موجود ولا نجده حتى فى السوق السوادء ولا حتى ب٢٥٠ جنيها ، بالإضافة إلى ارتفاع جميع مستلزمات الزراعة تزامنا مع قيام الحكومة برفع سعر السماد ، فشيكارة النخالة ارتفعت تزامنا مع السماد ، ووصل سعرها إلى ١٧٠ جنيها، وشيكارة "اليوريا" كان سعرها ٩٨ جنيها أصبح سعرها ١٥٠ جنيها ، وشيكارة "النترات" بعد أن كانت ب ٩٥ اصبح سعرها ١٤٠ ، حتى الحبوب ارتفعت بشكل جنوني فأردب الذرة الرفيعة وصل سعره إلى ٨٠٠ جنيها ، وأردب القمح اصبح سعره٧٠٠ جنيها بعد أن كان العام الماضى ثمنه ٤٢٠ جنيها.
وقال وهدان عوض الله، فلاح ،إن سعر شيكارة السماد وصل للضعف، وغير موجودة، ونبحث عنها بجميع الجمعيات، وحتى بالسوق السوداء، وكل ذلك على الرغم من أن المحصول يباع بنفس السعر، و كل الاسعار سواء أسمده او حبوب أو حتى عمالة زادت بشكل جنونى، كما أن هذه الزيادة ليست بالجديدة بل تضاف على كاهل الفلاح الذى زادت عليه أيضا تكلفة العمالة، ورى الأرض والكهرباء وغيرها دون أدنى خدمة تقدم للفلاح من قبل الدولة، حتى محصوله لا تتحمل الدولة تسويقه، كما أن أسعار العمالة فى الأرض زادت بشكل كبير مع ارتفاع الأسعار فالعامل وصل أجره الى ١٠٠ جنيها وأصبح الفلاح أجيرا فى أرضه.
وقال إيمن العمدة، عمدة قرية بني طالب :"انتخبنا الرئيس السيسي ولابد أن نخبره أن الفلاحين تعبت بالفعل ، فشيكارة الكيماوي أصبحت ب ١٥٠ جنيها في الجمعية ، وب٢٥٠ جنيها في السوق الحر بعض الفلاحين يستطيعون الشراء، ولكن آخرين لا يملكون، وبالتالى الناس ستتوقف عن الزراعة ، وطالب العمدة "السيسى" بأن يبلغ حكومته بالنظر إلى الفلاح بعين الرحمة والرأفة ، فالشعب تعب والحكومة اصبحت لا تنظر إليه.
وقال فوزي على، فلاح:"أصبحنا لا نجد كيماوى نرميه للزرع ، والغلاء زاد بشكل كبير جدا، فكل ما يملكه الفلاح الآن أن يمد يده ويقول لله، فكل شيء في زيادة مستمرة، والفلاح عليه عبء ارتفاع الاسمدة، والمياه، والكهرباء ، والعمالة فى الأرض، وزيادة ثمن الحبوب فأبناؤنا أصبحوا ينامون بدون عشاء فالسماد في الجمعية سعره ١٥٠ جنيها، وفى السوق السوداء نبحث عنه ب٢٥٠ جنيها، ولا نجده.
وطالب نعيم محروس الدولة بحماية الفلاح المصرى من الانهيار مضيفا :" القرارات الأخيرة معناها القضاء على الفلاح، العمالة زادت الضعف، ففدان الذرة الشامية يحتاج الى 3 أشخاص للحصاد و10 أفراد للتقشير و أفراد 5 آخرين لنقله الى مكان التنشير ثم يتم فركه، وفى النهاية لا يجد الفلاح السعر المستحق حتى لبيعه وليس للمكسب فيه فحينما أشترى أردب الذرة الرفيعة ب ٧٠٠ جنيها، وأشترى ٨ شيكارات سماد من السوق السوداء ، بواقع ٢٢٠ جنيه للشيكارة، وتكلفني أيدى عامله ١٨٠٠ جنيها فبكم أبيع الفدان، وكم يكون المكسب منه فالدولة تسجن الفلاح ولا يمكنها الاستفادة منه.
وقال راشد أبو العيون، نائب عن دائرة مركز القوصية :"نحن كنواب نعترض بشكل كبير علي توزيع ٣ اجولة من السماد فقط للفدان لأنها لا تكفى الفلاح ويضطر إلى شراء كميات من السوق السوداء لتغطية احتياجاته ، ونطالب بأن يتم رفع الكمية إلى ٥ أجولة، كما طالبنا ايضا برفع اسعار القمح حتى يتسنى للفلاح تغطية التكلفة التي يتكلفها في الزراعة ، ولكن هناك بعض الجمعيات الزراعية تطبق السياسة الصحيحة وتقوم بتوزيع ٥ اجولة على مرحلتين ٣ كمرحلة أولى و٢ كمرحلة ثانية".
وأوضح "أبو العيون" أن رفع سعر الطن لزيادة ١٠٠٠ جنيها أيضا سيتسبب فى زيادة العبء على كاهل الفلاح.
وقال أحمد أبو علم نائب دائرة مركز ابو تيج إن الحكومة تعطي الفلاح كمية أقل من المطلوب للفدان حيث يحتاج الفلاح إلى أكثر من ٧ اجولة، بينما توفر له الجمعيات ٣ أجولة، وفى بعض الاوقات تتأخر هذه الكمية القليلة عن ميعادها، وبذلك يصبح الفلاح فريسة للسوق السوداء، وفى كلتا الحالتين يضطر الفلاح إلى استكمال الكمية المطلوبة من السوق السوداء.
من جانبه قال المهندس ياسر الدسوقى محافظ اسيوط ، إن وزارة الزراعة هى المسئولة عن أزمة السماد ، بينما قال أحمد منير مدير عام التعاون الزراعي بزراعة اسيوط إن التعاون الزراعى متخصص في توريد السماد والمبيدات والحبوب ، وإن الحكومة اضطرت إلى رفع الأسعار بعد ارتفاع تكلفة الأسمدة، وتعويم الجنية ، وكان عندها اصرار كامل علي عدم الزيادة ، وتم بالفعل توريد الدفعة الاولي والثانية من الحصة الشتوية بالأسعار القديمة ولكن الشركات امتنعت عن توريد أى اسمدة جديدة بالأسعار القديمة، وهذا ما ظهر واضحا خلال الفترة الماضية من قلة الكميات الواردة إلى المحافظة مما اضطرها إلى رفع الاسعار.