أسباب اتساع الفجوة الغذائية فى مصر

تعانى مصر من غياب الأمن الغذائى، وتنامى كبير فى الفجوة الغذائية، لذلك يجب أن تتجه الدولة لإيجاد حلول سريعة لهذه المشكلة، وعمل توسعات زراعية جديدة، بالإضافة إلى العمل على زيادة إنتاج المحاصيل الإستراتيجية من عام لأخر،كما يجب استغلال المياه ومضاعفة الدخل والاهتمام ودعم الفلاح.

حول هذا الموضوع الهام حاور موقع "برلمانى"، الدكتور زكى البحيرى الخبير فى شؤون المياه ونهر النيل فى محاولة للوقوف على أسباب هذه الأزمة وإيجاد حلول لها.

1- فى ظل غياب الأمن الغذائى فى مصر وزيادة الفجوة الغذائية..كم يبلغ حجم النقص الغذائى فى مصر ؟

تستورد مصر تقريباً ما يزيد عن 60 % من احتياجاتنا الغذائية، وهذا يعنى أن العجز لدينا فى مصر يطابق هذه النسبة 60% .

2- بما تفسر أسباب اتساع الفجوة الغذائية فى مصر ؟

يرجع أسباب اتساع الفجوة الغذائية فى مصر إلى ما يلى :
1. ضيق الرقعة الزراعية لأن نصيب الفرد فى مصر من الرقعة ازراعية يقدر بـحوالى 0,1 من الفدان مقارنة بنصيب الفرد فى الصين "بلد النمنم"0,2 من الفدان وفى أمريكا نصيب الفرد واحد فدان كامل وبالتالى ضيق الأراضى الزراعية وتدنى نصيب الفرد من الأراضى الزراعية بالشكل العام فى مصر
2. مساحات كبيرة من الأراضى الزراعية زرعت بأشجار الفواكه فى عهد الدكتور يوسف والى وزير الزراعة الأسبق، وهذا أدى إلى قلة الأراضى الزراعية المخصصة لزراعة المحاصيل الغذائية الضرورية الملحة بالنسبة للمصريين مثل القمح والذرة وغيرها من الزراعات .
3. الزيادة السكانية الغير معهودة والمقبولة، حيث إن مصر تزيد أكثر من 2,50 مليون سنوياً، فمنذ قيام ثورة 25 يناير زاد عدد سكان مصر أكثر من 13 مليون فرد، وهذا يمثل منتهى الخطورة، وهذا أدى إلى نقص كافة المواد الغذائية من أكل ومشرب قمح وذرة وفواكه وخضراوات وسكر .
4. تواضع إنتاج بعض المحاصيل نتيجة إلى عدم استخدام التكنولوجيا الزراعية والآلات الزراعية والصوبات الزراعية الحديثة.
5. زيادة نصيب الفرد فى مصر من المواد الغذائية النشاوية من القمح والذرة عن أى فرد أخر فى العالم .

3- وماذا عن مشكلة مياه النيل وأن مصر على أعتاب شح مائى؟

مشكلة نقص مياه النيل أحد الأضلاع الهامة فى اتساع الفجوة الغذائية فى مصر، حيث إن نصيب الفرد من المياه اقل من 600 متر مكعب سنوياً مقارنه بنصيب الفرد العالمى حسب تقديرات اللأمم المتحدة يجب آلا تقل عن 1000 متر مكعب فى السنوى وهذا يؤكد اننا فى حالة فقر مائى وهذا ينعكس على مساحات الأرض الزراعية.

4- وماذا عن التوسع الزراعى الأفقى ؟

التوسع الأفقى التى تتوجه إليه الدولة فى الوادى الجديد والفرافرة والخارجة وغرب المنيا وغيرها من المناطق الصحراوية التى تسعى الدولة لإعمارها زراعياً جميعها من المفترض أن تزيد مساحات الراضى الزراعية، لكن المشكلة الأساسية أنها حتى الآن لم تزرع هذه الأراضى ولم تستثمر إلا القليل منها كنماذج ولكن كمساحات كبيرة لم يحث حتى الآن.

5- هل هناك مياه كافية لرى هذه التوسعات الأفقية والتوغل داخل الصحراء المصرية لإعمارها؟

نصينا من المياه النيل معروف أنه 55 ونصف المياه متر مكعب من المياه، وللأسف تتناقص هذه الكمية نتيجة إقامة بعض المشروعات على أعالى نهر النيل مثل مشروعات سد النهضة أو إقامة أى مشروعات أخرى فى أى دولة أخرى من دول حوض النيل، ولحل هذه المشكلة تقوم الدولة بإعادة استخدام مياه الصرف الزراعى بنسبة كبيرة تزيد عن 15 مليار متر مكعب، ويستعينوا بالمياه الجوفية التى تبلغ قيمتها فى الصحراء الغربية، خاصة والتى تقدر بـ400 مليار مثر مكعب، ولكن المشكلة هنا أنهم حين ينضبوا لا يتجددوا لأن لا توجد هناك مصادر مجاورة بجانبهم،والمؤسف أيضاً أن هذه الكمية من المياه تكفى الزراعة فى مصر مدة 100 عام فقط،فماذا نحن فاعلون مع الأجيال القادمة؟ هناك كميات أخرى من المياه الجوفية متسربة من مياه البحر فى الساحل الشمالى ومحافظة سيناء ممكن أن تقوم عليها الزراعة .

6- وماذا عن تحليات مياه البحر ؟

أؤكد أن مستقبل المنطقة العربية كلها متوقف على تحلية مياه البحر، وهذا بمبالغ غير مكلفة فأكثر المناطق التى يمكن أن تحلى مياه البحر فى محافظات مرسى مطروح والإسكندرية ورشيد ودمياط وبورسعيد والعريش الإسماعيلية والسويس والغردقة وكافة المدن المتواجدة على الساحل يمكن أن تسعى الدولة لتحليتها حيث تصلح فى مياه الشرب والزراعة.

7- ما هى آثار سد النهضة على الرقعة الزراعية فى مصر ؟

عندما تبدأ إثيوبيا فى عملية ملئ تخزين المياه فى سد النهضة من المقدر أن تكون نسبة ملأه تقريباً من 9 :10مليار مكعب من المياه فى العام الواحد وهذه الكمية مقسمة بالنصف على مصر والسودان، وهذا يعنى أنه ما يقرب من 1 ونصف المليون فدان من الأراضى الزراعية لم تصل إليها المياه ،وهنا تاتى أهمية خزان مياه السد العالى والذى يبلغ حوالى 130 مليار متر مكعب من المياه ونأمل أن ينقذ مصر من أزماتها .

8- ينادى البعض لمشاركة مصر فى إدارة سد النهضة ؟هل هذا سيضمن لمصر الحفاظ على حصة مياهها الأساسية من مياه النيل ؟

من الضرورى أن تشارك مصر فى إدارة سد النهضة وهذا يتطلب اتفاق مسبق وتفاهم سلس بين الدولتين المصرية والإثيوبية وذلك للإشراف على كميات المياه الواردة والمنصرفة وعملية التخزين، فهذا واجب أن يحدث حيث إننا بالفعل توجد لدينا بعثات مصرية تشرف على خزانات صنار وجبل الأولياء وملكال فى جمهورية السودان ومنوط بهذه البعثات عمل القياسات الخاصة لنهر النيل وكميات المياه والفياضانات لتكون وزارة الرى على بينه مما يحدث .