إنتشرت فى الآونة الأخير على مواقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" بعض الدعوات من فتاتان واحدة تطالب بنشر ما يسمى بالـ"سنجل مازر" والأخرى تنشىء صفحة إلكترونية تعلن فيها شراء حيوانات منوية لإنجاب طفل ولكن دون زواج ، الأمر الذى أثار موجة عارمة من الغضب داخل المجتمع المصرى ،لما يخالفه من عادات وتقاليد وأعراف بالإضافة الأساسية مخالفة هذه الدعوات إلى الأديان السماوية.
حول هذا الموضع الهام وتدنى مستوى الفكر المفهوم الأسمى لمعنى الأزواج كان حوار موقع برلمانى لأعضاء مجلس النواب ورجال الدين المسلم والمسيحى وأساتذة الاجتماع .
آمنة نصير: ما يحدث كارثة
وصفت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة، والعميد السابق لكلية الدراسات الإنسانية جامعة الأزهر وعضو مجلس النواب الحالى، ما نشرته إحدى الفتيات على مواقع التواصل الاجتماعى تقول فيه "بشترى راجل"، بأنه كارثة معاصرة ونكبة أخلاقية.
وحذرت آمنة نصر عضو مجلس النواب، الأسرة المصرية، قائلة: "هذه صرخة لكل من يقرأها، أفيقى أسرتى المصرية قبل فوات الأوان"، كما أرفع صوت التحذير من غضة الطرف أو الاستهانة بهذا الأمر الذى هو نتاج الـ"فيس بوك" والفضائيات الإلكترونية، ولذلك عندما صرحت من قبل ولقبتها بفتنة هذا العصر، غضب بعض أصحاب النظرة السطحية، ولكن كنت أتوقع من هذا العالم الافتراضى أن يكون مفرزة لكل ما فى داخل الإنسان من انحطاط وانحدار، وللأسف نحن لا ننظر إلى ما نريد أن ننظر إليه دون نظرة للمستقبل أو لعواقب هذه الأمور.
وواصلت أستاذ العقيدة والفلسفة، هذه طامة كبرى لمن تتكلم بها من بناتنا المفروض الأطهار اللاتى يعرفن قيمة التقاليد ويعرفن خصوصية الأسرة المصرية المسيحية منها والمسلمة، لأننا شعوب لنا عقائدنا وكتبنا المنزلة، ولنا مورثنا وقيمنا وأخلاقنا، عندما نسمع مثل هذه الأصوات قليلة كانت أم كثيرة فهى بمثابة نكبة أخلاقية.
وناشدت آمنة نصير، رجال الفكر والثقافة والأئمة، بأن يتناولوا هذه الكارثة الأخلاقية بشىء من الرشد والتشديد على تنازلنا عن قيمة الزواج الشرعى والبيت الذى تحكمه شرائعنا المسيحية والإسلامية.
سوزى ناشد: "نحن نتراجع للخلف"
وعقبت النائبة سوزى ناشد عضو مجلس النواب، حول ما نشر على مواقع التواصل الاجتماعى بما يسمى"بشترى راجل" و"سنجل مازر"، أنها دعوات مرفوضة ديناً وأخلاقياً، فإذا أبحنا مثل هذه الأمور فنحن نتخلف تخلفاً شديداً وعودة للجاهلية وننتظر كارثة داخل المجتمع المصرى .
وقالت عضو مجلس النواب، إن مثل هذه الدعايات تبيح العلاقات الغير شرعية فلا يوجد مثل ذلك فى الدين والخلاق والقيم المصرية فهذا أمر مرفوض بكل أشكاله.
وتابعت سوزى ناشد، أن نتيجة ذلك تكمن فى التطور الخاطئ للمجتمع فنحن نتراجع للخلف ونبحث عن الأمور الشاذة التى ترفضها المجتمعات الغربية ولا يهتموا بها ويعتبرونها أمور غير أخلاقية، فهذا هو السبب الرئيسى إلى جانب التقليد الأعمى لبعض العادات الغربية التى لا تتناسب مع الدين ولا الخلاق المصرية والعربية.
علماء الدين: "هذا غير شرعى ومثله مثل الزنى"
فيما أوضح الدكتور إسلام النواوى عضو المكتب الفنى لوزير الأوقاف ومعاون وكيل الوزارة لشئون القرآن الكريم، أن الزواج هو سُنة النبيين والمرسلين، وأن فى ديننا الحنيف ليس مجرد علاقة جنسية قد يتأفف منها أو يشتهيها البعض، وإنما هو مودة ورحمة كما قال الله سبحانه وتعالى.
وتابع عضو المكتب الفنى لوزير الأوقاف، أن الغير وارد وغير المقبول أن نجد دعوات للبعض تتيح للمرأة أن تنجب بدون زواج ما يسمونها بفكرة الـ"سنجل مارز"، فالإنجاب يكون من طريق شرعى وذلك من خلال شاب تزوج الفتاة على كتاب الله وسنة رسوله.
وأضاف "النواوى" أنه سابقاً عندما تحدثنا شرعاً عن الـ"تلقيح المجهرى" قلنا إن هذا الأمر من قبيل التقدم العلمى، ويأخذ به اللذين لديهم مشكلة فى الإنجاب لكن بشرط أن يكون الحيوان المنوى من زوج هذه المرأة، أما إن أخذت المرأة أو الفتاة العذرية حيواناتٍ منوية من شخص ليس زوجها فهذا غير شرعى ومثله مثل الزنى .
وتابع معاون وكيل وزارة الأوقاف لشئون القرآن، أن الشرع عندما جاء بمبدأ الزواج جاء ليحفظ الأنساب من الاختلاط فإذا لم تتزوج الفتاة وأخذت حيوانات منوية من شخص لم تتزوجه فإننا بذلك نكون قد ضيعنا مراد الشرع المقصود من الزواج ونكون أفسدنا فى الأرض وشوهنا أبناءنا من قبل أن يولدوا لأنهم لم يعرفوا أصلهم ولا حسبهم ولا نسبهم
وأرجع إسلام النواوى، أن هذا سببه أمور كثيرة تشوه معنى الزواج الجميل منها العنف الأسرى، والثقافات المختلفة التى طلت علينا من خلال المسلسلات الدرامية التى تعرض على الشاشات المصرية مثل الدراما التركية والهندية والتى تصور أن الحياة حب ورومانسية فقط، بينما الواقع غير ذلك فنجد أن الشباب يعزفون عن الزواج لأنهم لم يجدوا ما شاهدوه فى هذه الدراما، كما أن تدنى مستوى الرعاية الأسرية يعد أحد الأسباب الهامة لتلك الأفكار، فالرعاية الأسرية أهم الأسباب فى الحفاظ على مفهوم الزواج والحفاظ على معناه النبيل بين الأزواج .
الأنبا أنطونيوس عزيز: دعوات الـsingle mother غير شرعية وخطيئة وإثم كبير
قال الأنبا أنطونيوس عزيز، مطران الكاثوليك بالجيزة والفيوم، إن الزواج فى الكنيسة هو العلاقة الشرعية الوحيدة بين الرجل والمرأة، وأن أى علاقة أخرى فهى غير شرعية وخطيئة وإثم كبير.
يأتى تصريح "عزيز" فى ظل الدعوات التى أطلقتها إحدى الفتيات على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى تحت مسمى "اشترى راجل" وأخرى تدعو إلى ما يسمى بالـ"سنجل مازر".
وتابع "عزيز" أن أسباب تلك الدعوات تندرج تحت الفكر والتحرر الزائد المنتشر هذه الفترة، بالإضافة إلى الخلل والتفكك الأسرى والانفتاح على مواقع التواصل بدون حدود.
وأضاف مطران الكنيسة الكاثوليك بالجيزة: "نستخدم التكنولوجيا الحديثة بطريقة خطأ، فالإنترنت سلاح ذو حدين استخدمه الشباب بالطرق السلبية، فيجب الانتباه لمثل لهذه الدعوات والحظر منها لأنها ستأتى بمجتمع فاسق وفاسد".
أستاذ اجتماع: هذه الدعوات سببها انحسار الحياة الاجتماعية على الـ"فيس بوك" وأدعوا الأسرة لفتح الحوار مع أبنائها
وعلقت الدكتور هالة يسرى أستاذ الاجتماع، حول ما نشرته إحدى الفتيات على مواقع التواصل الاجتماعى تحت مسمى "بشترى راجل" وفتاة أخرى تطالب بنشر ما يسمى بـ"سنجل مازر"، أن هذا يتنافى مع الدين والأخلاق والأعراف ولا يجب على الإعلام أن يندرج إلى مثل هذه الموضوعات التى تتعارض مع الأديان سواء المسلم منها أو المسيحى .
وأوضحت هالة يسرى، أن أسباب المشكلة يمكن فى أن مجتمعنا بعد عن العادات الحسنة التى تجمع روح الأسرة بالإضافة إلى تعاليم الأديان السليمة ندر التعامل بها،مع انحسار الحياة الاجتماعية على مواقع التواصل الاجتماعى، خاصة الـ"فيس بوك"، وأصبحت ثقافة التعلم منحسرة على الأقران، وتجاهل ثقافة الكبار والعلماء والمتخصصين وأولياء الأمور،أصبح الثقافة تستقى من مصادر ليست مثالية للحول عليها .
وتابعت هالة يسرى، أن التفكك الأسرى وتشتهها وعدم التفاف حول بعضها البعض من اهم الأسباب الهامة التى أدت إلى انتشار تلك الأفكار التى تهدم مجتمعنا، مطالبة الأسرة المصرية بإعادة الحوار مرة أخرى على طاولتها، وتبادلوا الآراء والأفكار، والتفوا حول مائدة طعام واحدة، واهتموا بالأطفال واقضوا اوقات طويلة معهم حتى تزرعوا فيهم القيم الأخلاقية والعقائد الدينية السليمة من الصغر .