كتب محمود عبد الراضى
شهد قطاع السجون بوزارة الداخلية مؤخراً تطويرا فى منظومة التأهيل والإصلاح لنزلاء السجون والمحافظة على حقوقهم، من خلال توفير فرص عمل لهم والعمل على زيادة أوقات الترفيه وتبنى فلسفة عقابية جديدة، وفقاً لخطة وزارة الداخلية لتطوير القطاع والتى يناقشها البرلمان.
وجاء على رأس أولويات مصلحة السجون الاهتمام بعمل المسجونين، خاصة أنهم يشكلون قوة إنتاجية كبيرة يجب على الدولة الاستفادة منها باستغلالها فى مجالات العمل لما يحققه ذلك من الخير للمجتمع بأثره، ومن ثم تبنت الدولة مبدأ توفير العديد من فرص العمل داخل السجون، فأقيمت العديد من المشروعات الإنتاجية داخل السجون، وتم إنشاء هيئة صندوق التصنيع والإنتاج للسجون بهدف تأهيل المسجونين وتشغيلهم فى مشروعات شتى.
وتحرص مصلحة السجون على التوظيف الأمثل لطاقات السجناء، واستثمار أوقات فراغهم فى عمل نافع، والنهوض بالمستوى المعيشى لهم ولأسرهم من خلال تنميتهم مهارياً ومهنياً، وحصولهم على أجور مجزية مقابل العمل، بهدف تأهيلهم للانخراط الكريم فى مدارج المجتمع.
ولا تتوقف عملية تطوير السجون على الاهتمام بعمل السجناء وإنما تثقيفهم أيضاً، تجنبا لتركهم وشأنهم داخل المؤسسة العقابية دون إشراف أو توجيه على مناحى تفكيرهم، خشية أن يتجه إلى التفكير فى الجريمة أو تقليد غيره من المجرمين، لذلك يصرح لنزلاء السجون أن يستحضروا الكتب والصحف والمجلات المصرح بتداولها للاطلاع عليها أثناء وقت الفراغ، وتم دعم المكتبات المؤثثة وتزويدها بأحدث الإصدارات من الكتب الثقافية والعلمية والدينية، الصادرة عن كبرى دور النشر.
ويتم تشجيع السجناء ذوى المواهب الفنية بمزاولة الهوايات المختلفة كالرسم والنحت وأعمال التطريز والتريكو، والعزف على الآلات الموسيقية وغيرها، بالأماكن التى تم تخصيصها لممارسة تلك الهوايات، وتيسر إدارات السجون الحصول على الخامات اللازمة للتشغيل، بالإضافة لمساعدة السجناء فى تسويق منتجاتهم، إذا رغبوا فى ذلك، ويسمح بالعروض الترفيهية التى تقام داخل السجون بالتنسيق مع قصور الثقافة بالمحافظات، ويعمل القطاع بالتنسيق مع الأجهزة المعنية على زيادة أعداد أجهزة التلفاز داخل عنابر السجون.
وكانت لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب عقدت اجتماعا برئاسة اللواء يحيى الكدوانى وكيل اللجنة، لمناقشة خطة وزارة الداخلية بشأن تطوير منظومة التأهيل والإصلاح لنزلاء السجون والمحافظة على حقوقهم، حيث قال الكدوانى - فى تصريحات عقب الاجتماع الذى حضره ممثلون عن وزارة الداخلية - إن أعضاء اللجنة أكدوا خلال الاجتماع أهمية تحقيق الأهداف المرجوة من المؤسسات العقابية، وتأهيل السجناء حرفيا ومحو أميتهم والارتقاء بمستواهم التعليمى.
وأضاف الكدوانى، أن أعضاء اللجنة شددوا على ضرورة توفير الرعاية الدينية، ورفع مستوى منظومة العلاج للسجناء، ووضع تصور لجعل السجون مناطق إنتاجية وتوفير حصيلتها لصالح السجين حتى يكون لديه رأس مال وقت الإفراج عنه ليساعده على بدء حياة كريمة، مقترحين تخصيص جزء من المليون ونصف المليون فدان التى أعلنت عنها الدولة لصالح السجناء، وتحديث منظومة السجون لتتناسب مع المنظومة العالمية، وحسن معاملة أهالى السجناء وقت زيارتهم لذويهم، وتفعيل الإجراءات القانونية المتعلقة بالإفراج الشرطى.
كما اقترح أعضاء باللجنة استخدام الفيديو كونفرانس فى المحاكمات بدلا من نقل السجين إلى مقر المحكمة توفيرا للنفقات.
من جانبهم أوضح مسئولو وزارة الداخلية الجهود المبذولة من جانب الوزارة تجاه النزلاء، وتصنيف الموقوفين إلى فئات حتى لا يختلط المجرم مع المتهم، مشيرين إلى اهتمام الوزارة بالنواحى الترفيهية وتوفير الأدوات لتدريب نزيلات السجون على أعمال التريكو والحياكة.