مر ما يقرب من شهر على المؤتمر الصحفى الهام لوزير الصحة الدكتور أحمد عماد الدين، والذى أعلن خلاله التسعيرة الجديدة لأكثر من 3000 صنف لتحسين الأوضاع المادية لشركات ومصانع الأدوية الذين تأثروا بقوة بقرار البنك المركزى بتحرير سعر الصرف و تعويم الجنيه وهو ما تسبب لهم بخسائر فى ظل استمرار التسعير الجبرية.
السؤال الهام هو هل توفرت نواقص الأدوية فى السوق الدوائى، بعد مرور ما يقرب من شهر من إعلان الزيادة الأخيرة فى أسعار الأدوية..
غرفة صناعة الدواء ممثلة فى نائب رئيس الغرفة الدكتور أسامة رستم أفصح لـ"برلمانى" أن هناك معركة جديدة تدور رحاها بين وزير الصحة وشركات الأدوية متمثلة فى مطالب الشركات السماح لهم بطمس السعر على العبوات القديمة والإنتاج وهو ما رفضته الوزارةن وهو ما دعا الغرفة لإرسال خطاب أكدت فيها للإدارة المركزية للشؤون الصيدلية بالوزارة على أن قرار إلغاء الطمس على العبوات القديمة سيؤدى لتأخر الإنتاج لمدة 3 شهور لحين انتاج عبوات جديدة مما يعنى استمرار أزمة النواقص لـشهرى إبريل ومايو .
"غرفة صناعة الدواء":" اصرار الوزارة على عدم طمس الأسعار على العبوات القديمة يؤخر انتاج الأدوية الهامة"
فى البداية قال الدكتور أسامة رستم، نائب رئيس مجلس إدارة غرفة صناعة الأدوية، أن وزارة الصحة أقرت سابقاً من ضمن شروط التسعيرة الجديدة للأدوية أن يتم عمل علب ومواد تغليف جديدة تحمل الأسعار الجديدة للأدوية وعدم طمس السعر على العلب القديمة، وهو ما سيؤدى لتأخر الإنتاج لمدة تقارب الثلاث شهور لحين انتاج العبوات الجديدة.
وأوضح رستم في تصريح خاص لـ"برلمانى" أن بعض الشركات تضررت من فكرة العبوات الجديدة، وهو ما يعنى إعدام مواد التغليف القديمة، وطباعة مواد جديدة وأبلغت وزارة الصحة أن انتظارها لطباعة علب جديدة سيؤخر الانتاج ، وهو ما دعا الوزارة أن تقر أنه يمكن استخدام العلب القديمة لطمس السعر وكتابة السعر الجديد عليه لكن لمدة 3 أشهر ، وهو ما تراجعت عنه الوزارة وأقرت بعدم طمس السعر.
وأكد رستم أن بعض الشركات ستوقف الانتاج لحين تصنيع علب ومواد تغليف جديدة بالسعر الجديد، وهو ما يمكن أن يستغرق من شهرين لثلاث شهور، وهو ما يعني توقف الانتاج طوال هذه المدة بسبب تأخر إصدار العلب المطبوع عليها بالسعر الجديد.
وأوضح رستم أن القرار السارى هو العدول عن طمس السعر، وطرح الأدوية الجديدة بعبوات جديدة، مشيراً إلى أن هناك اتجاه سارى داخل الوزارة بالسماح بالطمس للأدوية المستوردة فقط.
"الشعبة العامة للدواء" :"إعدام عبوات بالملايين فى شركات قطاع الأعمال وإلغاء الطمس يؤخر إنتاج الأدوية"
وبدوره هاجم الدكتور على عوف، رئيس الشعبة العامة للدواء بالغرف التجارية، بشدة قرار وزير الصحة الدكتور أحمد عماد الدين، بالتراجع عن قرار السماح بطمس السعر على العلب القديمة وكتابة السعر الجديد عليها، بدلا من الانتظار لإنتاج العلب الجديدة، مؤكداً أن قرار إلغاء الطمس هو السبب لتأخر ظهور الدواء فى السوق بالأسعار الجديدة.
وقال عوف فى تصريح خاص لـ"برلمانى"، أن القرار السابق لوزير الصحة بطمس السعر على العلب القديمة، لحين إصدار العلب الجديدة بالسعر الجديد، الذى تم الاتفاق عليه بعد قرار التسعيرة الأخيرة، قرار وطنى ولمصلحة المريض لسرعة توفير الدواء اللازم له.
وأكد "عوف" أن مستشارى الوزير اقترحوا منح مهلة للشركات بطمس السعر على علب الأدوية المستوردة تحديدا حتى 10 مارس المقبل، لتوفير الأدوية المستوردة التى تعانى من النقص، مشيرا إلى أنه اتجاه قوى داخل الوزارة ينتظر فقط إمضاء الوزير.
وتابع: "الدواء هيتأخر لأن مافيش علب، هل يعقل أن الدواء ينقص عشان علبة دواء فارغة؟، دا غير أن أدوات التغليف والتعبئة مستوردة فى مجملها، وإعدام العلب القديمة يعتبر إهدارا للمال"، مشددا على أن شركات القطاع العام للأدوية لديها عبوات قديمة تقدر بملايين، وإعدامها يعد إهدارا للمال العام، وسيؤخر إنتاج الدواء لمدة شهور، خاصة أن مصر لا تمتلك مطابع بها إمكانيات يمكنها من طباعة كميات فى وقت قليل لكافة المصانع وشركات الأدوية.
عضو "صحة" البرلمان : أزمة النواقص فى الأدوية مستمرة والأسعار الجديدة ستظهر إبريل المقبل
ومن جانبه أكد الدكتور سامى المشد ، عضو لجنة الشؤون الصحية بالبرلمان، أن أزمة "النواقص" في الأدوية في السوق مستمرة على الرغم من مرور ما يقرب من شهر على إعلان وزير الصحة، الدكتور أحمد عماد الدين زيادة أسعار الأدوية، متوقعاً تزايد الأزمة الفترة المقبلة.
وأوضح المشد فى تصريح خاص لـ"برلمانى"، أنه حتى الآن لم يتم طرح الأدوية بالأسعار الجديدة فى الصيدليات، فى ظل توقعات باستمرار الأزمة حتى شهر أبريل المقبل، لحين إنتاج عبوات جديدة تحمل السعر الجديد، وفقا لما أكدته غرف صناعة الدواء فى خطاب رسمى لوزارة الصحة.
وتابع عضو لجنة الشؤون الصحية: " الأدوية الجديدة مش موجودة فى السوق حتى الآن، وأزمة النواقص في السوق مستمرة والتى لن تتوفر قبل إبريل، فى ظل تمسك شركات الأدوية بمطالبها بطمس السعر على العبوات القديمة".
واستمر :"كان من المفترض طرح الأدوية بالأسعار الجديدة بداية فبراير الجاري وهو لم يحدث بسبب موقف الشركات المصر على طمس السعر على العبوات القديمة وعدم انتظار شهور لحين عمل عبوات جديدة وهو ما رفضته وزارة الصحة".