تراجع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه ما أدى لتراجع سعر صرف باقى العملات العربية والأجنبية معه، إذ سجل الدولار فى المتوسط خلال تعاملات الأربعاء 17.95 جنيه لسعر الشراء، بينما سجل أمس الخميس 17.70 جنيه للبيع.
عزت المحلاوى: انخفاض الدولار 45 قرشًا سببه قلة الشراء ووجود احتياطى بالبنوك
فى البداية قال عزت المحلاوى عضو لجنة الصناعة بمجلس النواب، إن تراجع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه ما يقرب 40 إلى 45 قرش خلال يومين فقط، فرصة لكل مستثمر جاد أو صاحب مصنع يريد أن يشترى دولارات، مؤكدًا أن التراجع سببه قلة الطلب على الشراء فى البنوك ووجود احيتاطى يكفى لتلبية طلبات السوق لذلك من المنطقى انخفاض السعر.
وأضاف المحلاوى، فى تصريح لـ"برلمانى"، أنه منذ تعويم سعر الصرف شهدت البنوك تدفق عشرات الملايين بل والمليارات من الدولارات ما يعنى أنه يوجد سيولة نقدية من العملات الأجنبية بالسوق لكن تنتظر حوافز بنكية مثل الفوائد وصناديق الاستثمار والأوعية الادخارية المختلفة ليتم تخزينها واستثمارها فى آن واحد بشكل رسمى.
وأكد عضو مجلس النواب، أن التراجع يمكن أن يستمر خاصة فى ظل تطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادى الذى يتم بالتنسيق مع صندوق النقد الدولى، مستبعدًا وجود نقص فى السيولة كما يؤكد البعض لأن انخفاض السيولة تؤدى لرفع السعر وليس العكس.
عصام الفقى: انخفاض سعر الدولار بعد نجاح طرح سندات دولارية وباليورو
وفى السياق ذاته قال عصام الفقى عضو لجنة الصناعة بمجلس النواب، إن انخفاض سعر صرف الدولار أمام الدولار، خلال أمس وأول أمس، سببه زيادة الاستثمارات المباشرة للأجانب فى مصر سواء استثمارات جديدة أو زيادة حجم الأعمال الحالى سواء شركات أو مصانع، ما أدى لزيادة التدفقات الدولارية، بالإضافة إلى إعلان طرح وزارة المالية لسندات دولارية وباليورو بقيمة 4 مليار دولار و2.5 مليار يورو.
وتوقع الفقى، أن تزيد نسبة الانخفاض فى سعر صرف الدولار وباقى العملات الأجنبية بعد تراجع حجم الاستيراد متأثرًا بتراجع المبيعات، مؤكدًا أنه من زيادة الاستثمارات الأجنبية وزيادة معدلات التوظيف وافتتاح سينخفض الاستيراد بحجم أكبر ما يقلل من الاقبال على استيراد السلع.
وطالب الحكومة والبنك المركزى بالاستعداد لموسم سحب الدولار مع اقتراب شهر رمضان المبارك لزيادة الاستهلاك من كافة السلع الغذائية فى هذا التوقيت.
5 أسباب لتراجع سعر صرف الدولار أمام الجنيه
فسر هانى توفيق، الخبير الاقتصادى، تراجع سعر صرف الدولار فى البنوك، إلى اتفاق البنوك بشكل مباشر أو غير مباشر على تخفيض سعر الصرف، لأن ما يحدث لا يتفق مع آليات السوق الخاصة بسياسة العرض والطلب، والدليل على ذلك من يذهب ليطلب 10 أو 20 ألف دولار من البنك فلن يتم صرف سيولة نقدية له بأى سعر.
كما أرجع هانى توفيق فى تصريحات لـ"برلمانى"، مشكلة نقص السيولة الدولارية والتى انعكست على انخفاض سعر الصرف بالصورة التى تشهدها البنوك الآن، سببها تراجع إيرادات الموازنة العامة للدولة من الدولار والعملات الأجنبية بعد تعويم سعر الصرف وزيادة تكاليف الاستيراد وتكلفة الدعم، ولفت إلى أن تحويلات المصريين فى الخارج من العملات الأجنبية لأسرهم انخفضت مع انخفاض اعداد العاملين بالخارج لتناقص العوائد البترولية لدول مجلس التعاون الخليجى التى يتركز بها المصريون بالخارج.
وأكد أن تراجع عائدات قناة السويس من الدولار بسبب تباطئ حركة الاقتصاد العالمى أثرت بالسلب على توافر العملة الخضراء داخل البنوك الرسمية، هذا بخلاف تراجع عائدات السياحة الأجنبية من العملات الأجنبية بسبب الظروف الأمنية والتضييق الخارجى وغيرها من الظروف التى تضافرت جميعًا وتسبب فى انخفاض الإيرادات بالعملات الأجنبية لذلك نستطيع أن نقول فى السياحة "حدث ولا حرج".
وأكد هانى توفيق، أن تراجع الاستثمارات الأجنبية المباشرة أدى لتراجع عائدات الدولار لصالح الدولة بسبب انتظار المستثمرين لمشروعات جادة وفرص مميزة وصدور قانون الاستثمار المنتظر أن يناقشه البرلمان.
وتابع، أن الوضع العام للعملة يحتاج لتحركات لجذب العملات الأجنبية للبنوك لأن الاستيراد يزيد وحتى إذا وصل إلى حال ثبات على الكميات الحالية فإن التكلفة ستظل فى استزدياد وستضطر البنوك لتحريك سعر الصرف حتى توفر الكميات اللازمة لعمليات الاستيراد لأن "الطلب يا ثابت يا بيزيد، فالناس مش هتبطل تاكل وتشرب، ولن يحل النقص فى العملة إلا بزيادة التدفق الحقيقى لها فى السوق".
