مع آخر خيوط الليل في فجر الجمعة، اختار العشرات من أسر المسيحيين الخروج من مدينة العريش، باتجاه الإسماعيلية، هربا من تكرار حوادث قتل وتهديدات من مسلحين متطرفين ينتمون لتنظيم "داعش".
وعلى مدار 3 أيام استقبلت كنائس الإسماعيلية الأسر لتوفير مسكن بديل لهم وإعاشة، فيما توافدت قوافل المساعدات من أحزاب ووزارات وجمعيات أهلية.
"برلماني" يرصد 7 أرقام ظهرت على خلفية نزوح الأسر من العريش، تبدأ بتاريخ يوليو 2016، بمقتل القمص روفائيل موسى كاهن كنيسة العريش، على يد مسلحين في منطقة ورش الحرفيين أثناء عودته إلي مدينة الإسماعيلية.
قتل 7 مسيحيين
الرقم الثانى هو أن 7 مواطنين مسيحيين قتلوا في مدينة العريش خلال شهر فبراير، حيث قالت الكنيسة في بيان رسمي: "الأحداث تتعمد ضرب الوحدة الوطنية، وتمزيق الاصطفاف فى مواجهة الإرهاب".
الرقم الثالث هو أن 400 شخص من 118 أسرة استقبلتها مدينة الإسماعيلية، علي مدار ثلاثة أيام، واكتفى أفراد تلك الأسر بحمل متاع قليل من الملابس والأغطية، تاركين خلفهم المنازل وما لم يستطيعوا حمله، وكثير من الذكريات عاشوها بالعريش بدأت أغلبها في منتصف السبعينيات.
وقال شحاته حنا أحد المسيحيين الذي وجد غرفة للمبيت مع أسرته ببيت الشباب الدولي، علي بحيرة التمساح بالإسماعيلية، "فررنا بحياتنا لأن تكرار حوادث القتل، من الممكن أن تمتد إلينا، وأغلبنا يعمل بالتجارة الحرة، ونخشي على حياتنا من الخروج للبيع والشراء".
وأضاف "الأمور بدأت في التدهور بعد حادث مقتل جمال مطيع في قلب السوق، وقتها لم نستطع الشعور بالأمان علي حياتنا، وتأثرنا جميعا لأن أغلبنا يعمل بتجارة الخضراوات أو أعمال يومية، والتوقف عن العمل أوقف موردنا، فلم نستطع الصرف علي أسرنا، ففضلنا الرحيل".
وبالقرب من بوابة الكنيسة في مدينة الإسماعيلية، جلست سيدة تحمل طفلا نائما، ويبدو علي وجهها علامات الإرهاق من طول السفر. وقالت السيدة التى ناداها رفاقها بأم مينا: " لم نعلم إلى أين نذهب، فكل حياتنا كانت فى العريش، ولا نملك شيئا خارجها".
تتحدث أم مينا بلكنة مميزة لأهل الصعيد، وتقول" أعيش في العريش مع زوجي منذ 23 عاما، وهناك أنجبت كل أطفالي، ولا يوجد لنا منازل في الصعيد، لذلك الإسماعيلية مكان مناسب قريب من سيناء إذا استطعنا العودة".
وجلست السيدة على كومة من حقائب السفر، وقالت: هذا ما استطعت جمعه قبل السفر، وتركنا متاعنا وكل محتويات المسكن في العريش، فقط أخذنا ما نستطيع من الملابس، ما يقينا البرد، حتى نستطيع إيجاد منزل جديد.
النواب
10 أعضاء بمجلس النواب تواجدوا بمدينة الإسماعيلية لمتابعة حالة الأسر وتوفير مهمات الإعاشة، بينهم 7 نواب أقباط، بالإضافة إلى أعضاء مجلس النواب عن مدينة الإسماعيلية.
5 محافظات اتجهت إليها الأسر، و لكن في مدينة الإسماعيلية 76 أسرة، وهو العدد الأكبر من النازحين خارج العريش، ولكن مصادر بالكنيسة الإنجيلية قالت إن الأسر وصلت إلي محافظات القاهرة والمنيا والبحر الأحمر وسوهاج .
بالتواصل مع نواب تدخلت 3 وزارات لتسهيل تسكين الأسر، بدأت بمبادرة وزارة الشباب في استقبال أسر ببيت الشباب الدولى بمدينة الإسماعيلية، وتجهيز نزل بمحافظتي السويس وبورسعيد، أتبعها تحرك من وزارة التضامن الاجتماعي لحصر الأسر واحتياجاتها لصرف إعانات مالية مباشرة، ثم وزارة الصحة التى أوفدت قافلة طبية لعلاج الأسر على رأسها وزير الصحة بنفسه.
4 قوافل مساعدة
4 قوافل مساعدة وصلت لمدينة الإسماعيلية، بدأت بتحرك جمعيات أهلية لجمع مهمات إغاثة لأسر النازحين، وشكل حزبا الدستور والعيش والحرية غرفة إغاثة لاستقبال مساعدات من الأمانة المركزية للأحزاب بالقاهرة، وقال الدكتور سامح نصيف أمين نقابة الصيادلة، إن لجنة الإغاثة بالنقابة العامة أرسلت قافلة مساعدات دوائية وصلت إلي غرفة عمليات شكلها ديوان عام المحافظة.