"ميركل نورت مصر" عنوان لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى، والمستشارة الألمانية إنجيلا ميركل، الذى يمكم القول إنه خرج بنتائج عدّة أبرزها التأكيد على عمق العلاقات المصرية الألمانية، والتصديق على قدرة مصر على تجاوز المراحل الصعبة من تاريخها.
وخلال اللقاء، الذى جرت مراسمه اليوم الحميس، شدد الزعيمان على ضرورة التكاتف الدولة لمواجهة الإرهاب، وتحجيم جماعات التطرف، كما اتضح للمستشارة الألمانية أن مصر بتلاحم شعبها تخوض معركة حاسمة ضد الإرهاب، كما أطلعت ميركل على جهود "المحروسة" فى بناء دعائم الدولة المدنية الحديثة.
افتتاح 3 محطات للكهرباء
وافتتح الرئيس السيسى وميركل، 3 محطات للكهرباء عبر الفيديو كونفرانس، وهى محطات (العاصمة الإدارية الجديدة، البرلس، وبنى سويف)، بتكلفة إجمالية 6 مليارات يورو.
وشهد الرئيس السيسى والمستشارة الالمانية افتتاح المرحلة الأولى من 3 محطات كهرباء، وتم افتتاح محطة توليد كهرباء بنى سويف التى تبلغ قدرتها 4 آلاف و800 ميجا وات وبلغت تكلفتها الاستثمارية مليارى يورو، ونفذت أعمال إنشائها شركة (سيمنز) الألمانية وشركة (السويدى) المصرية.
كما تم افتتاح محطة كهرباء البرلس بقدرة 4 آلاف و800 ميجا وات بتكلفة بلغت مليارى يورو، ونفذها تحالف شركتى (سيمنز) الألمانية و(أوراسكوم) المصرية. وتم أيضا افتتاح محطة كهرباء العاصمة الإدارية الجديدة التى تبلغ قدرتها 4 آلاف و800 ميجا وات بتكلفة إجمالية بلغت مليارى يورو ونفذها تحالف شركتى (سيمنز) الألمانية و(أوراسكوم) المصرية.
ميركل تطلع على خطوات مصر الاقتصادية
من جهته، أشاد الرئيس السيسى بالعلاقات المصرية الألمانية، موضحًا أن هناك العديد من الشركات الألمانية المساهمة فى المشروعات القومية الكبرى التى تنفذها مصر حاليا، والتنسيق المستمر بين الجانبين على كافة المستويات، وأن الزيارات المتبادلة بين الجانبين تعكس قوة العلاقات التاريخية التى تجمع بين البلدين، والمبنية على الاحترام المتبادل والتعاون المثمر.
وأوضح الرئيس، خلال مؤتمر صحفى مشترك مع المستشارة الألمانية، أنه أطلع ميركل على الخطوات التى اتخذتها مصر خلال السنوات الثلاث الماضية، على صعيد تحقيق الاستقرار السياسى، وما أنجزه الشعب المصرى خلال فترة وجيزة فى سبيل ترسيخ دعائم الدولة المدنية الحديثة، وإقراره لدستور متطور يحمى الحريات بشكل غير مسبوق ويحفظ لمصر هويتها، وانتخاب برلمان متنوع يمثل جميع فئات المجتمع بما يؤكد عزم مصر وحرصها على ارساء سيادة القانون واحترام حقوق الانسان والحريات الاساسية بالتوازى مع جهود الحفاظ على امن واستقرار البلاد والتصدى لتداعيات الامن الاقليمى المتأزم.
كما استعرض الزعيمان الخطوات والقرارات الجادة والشجاعة التى اتخذتها الحكومة فى إطار برنامج الاصلاح الاقتصادى والجارى تنفيذه، وكذا الاتفاق الذى تم التوصل اليه مع صندوق النقد الدولى من أجل دعم هذا البرنامج، فضلا عن المشروعات التنموية العديدة التى يتم تنفيذها سعيا لتطوير البنية التحتية وتوفير فرص العمل والنهوض بالاقتصاد.
وأكد الرئيس، أن هناك تعاونا عميقا بين مصر وألمانيا فى مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، قائلا "زيارة ميركل تأتى اليوم بعد تحولات وأحداث كبيرة شهدتها مصر خلال السنوات الماضية، وما عكسته من عزم الشعب المصرى على إنفاذ إرادته والحفاظ على هويته ومقدراته وتحقيق أهداف الأجيال الشابة فى اللحاق بركب التقدم والتنمية".
وأضاف الرئيس، "بدأت مصر بالفعل مسيرة جادة نحو بناء مستقبل مشرق لأبنائها وهى مسيرة نتطلع فيها إلى دعم قوى من شركائها وفى مقدمتهم ألمانيا"، معربا عن تقديره لدعم ألمانيا لبرنامج مصر للإصلاح الاقتصادى والاتفاق الذى توصلت إليه مصر مع صندوق النقد الدولى، وهو ما يؤكد متانة العلاقات الممتدة والتى تربط بين البلدين.
وتابع الرئيس، إن المباحثات تطرقت إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وسبل التعاون لمواجهة التحديات الراهنة، مضيفًا: لا يخفى عليكم أن الظروف الإقليمية الحالية فى الشرق الأوسط تلقى بظلالها على أمن واستقرار أوروبا والعالم بأسره، وهو ما يؤكد أهمية تعزيز التشاور بين البلدين وتنسيق الجهود من أجل المساهمة فى التوصل إلى تسويات سياسية للأزمات القائمة فى الشرق الأوسط وإعادة الاستقرار إليه .
وبيّن السيسى أن المباحثات تضمنت أيضا سبل الارتقاء بأطر التعاون بين البلدين من اجل التعامل مع ازمة تدفق اللاجئين والهجرة غير الشرعية، بالإضافة الى التصدى لقوى الظلام والإرهاب والتطرف والتى تمثل تهديدا مشتركا، وتسعى الى عرقلة مسيرة التنمية ونشر الكراهية والعنف والنيل من نسيجنا الوطنى.
وكشف الرئيس أن مصر بتلاحم شعبها ووعيه تخوض معركة حاسمة ضد الارهاب والتطرف، وتقف على خط الدفاع الاول فى مواجهة هذا الخطر المشترك والذى لا يعرف وطنا او دينا، مشددا "نتطلع الى تطوير التعاون والتنسيق مع اصدقائنا الالمان فى هذا المجال المهم".
من جهتها، أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أن مصر تلعب اليوم دورا مهما فى كل المنطقة وهو دور محورى، وأن المناقشة مع الجانب المصرى ركزت على العلاقات الثنائية فى كل المجالات والتعاون الاقتصادى، مبدية سعادتها بمشروع المحطات الكهربائية الذى تنفذه شركة سيمنز فى مصر، قائلة: "يسعدنا مراسم افتتاح مشروع المحطة الكهربائية لشركة سيمنز، وتم تحقيقه فى وقت سريع للغاية وبشكل رائع، وفى النهاية سيضمن هذا المشروع إمدادات كهربائية لـ45 مليون شخص"، مؤكدة أن هذا تقدم واضح بالنسبة للشعب المصرى.
وشددت المستشارة الألمانية، على أن بلادها من أهم الشركاء فى مجال التجارة والاستثمار فى مصر، وكشفت عن توصلهم إلى إبرام بروتوكول يعطى إطار قانونى للمنظمات السياسية فى مصر، موضحة أن تعددية المجتمع المدنى تساعد على مكافحة التطرف والإرهاب.
5 ملايين لاجئ فى مصر
وعلى صعيد آخر، أكد الرئيس أن عدد اللاجئين فى مصر يصل إلى 5 ملايين لاجئ، موضحًا أنهم يعيشون داخل البلاد وسط المصريين من دون معسكرات إيواء، وأن مصر تعمل على تنفيذ اجرءات لضبط ووقف تدفق الهجرة غير الشرعية.
وبالحديث عن حقوق الإنسان، قال الرئيس: حريصون على حقوق الإنسان فى بلادنا، لكن لابد من مراجعة ظروف دول المنطقة والحالة المضطربة التى تشهدها هذه البلاد، من إرهاب وتطرف، حيث يستهدف الإرهابيين ويشنون هجمات ضد المدنين وعناصر الدولة المصرية خلال الثلاث سنوات ونصف الماضية.
وتساءل الرئيس السيسى خلال المؤتمر الصحفى، هل بالرأى المخالف تضرب الكنائس ويستهدف المصرين على أساس دينى؟، مؤكدًا حرص مصر بالعمل على التوازن فيما يخص ملف حقوق الإنسان، والإجراءات الأمنية.
لا نستخدم القوة إلا حال رفع السلاح ضد الدولة
وأوضح الرئيس السيسى أن العنف والهجمات التى تعرضت لها مصر خلال الفترة الماضية لإذا حدثت فى أى دولة أوروبية كان رد فعل هذه الدول سيكون قاسيا. كما أن الإجراءات الأمنية تكون فى إطار القانون والدستور، ولا نستخدم القوة إلا إذا تم رفع السلاح ضد الدولة.
ميركل: نتمنى النجاح لمصر فى مكافحة الإرهاب
وفيما يخص مكافحة الإرهاب على الصعيد الدولى، قالت "ميركل"، "إننا نتعاون ويمكننا تعزيز التعاون فى مجال مكافحة الإرهاب ونتمنى كل النجاح لمصر كما تود المانيا أن تكون شريكه فى هذا المجال، مؤكدة أن مصر قامت بالكثير فى الشهورالأخيرة لمواجهة الارهاب والهجرة غير الشرعية "
وأكدت ميركل ضرورة توجيه الانتقاد بشدة للدول التى تدعم الإرهاب وتقدم المساعدة للجماعات الإرهابية، قائلة "يجب أن نكشف عن التيارات التى تمول الإرهاب لأنه تهديد يأتى من دول بشكل رسمى، كما يجب أن تكون هناك مكافحة دولية مشتركة ضد تنظيمات الإرهاب مثل داعش".
وطالبت "ميركل"، ضرورة إيجاد آلية لمواجهة ظاهرة الإرهاب، مؤكدة أن الظاهرة لا يمكن إبعادها أو إزالتها عن طريق النشاطات العسكرية فقط، مشيدة بمجهود الرئيس السيسى مع الجزائر وتونس لدفع عملية السلام فى ليبيا.
وزير الكهرباء يستعرض البرنامج الزمنى لإنشاء المحطات الكهربائية
من جهة أخرى، أشاد الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة، بالتعاون البناء بين الجانبين المصرى والألمانى وما يشهده من مشروعات عملاقة.
واستعرض الوزير، البرنامج الزمنى لإنشاء المحطات الكهربائية الثلاث بمدينة البرلس والعاصمة الإدارية الجديدة ومحافظة بنى سويف، مشددًا على أن المدة التى أنجزت فيها هذه المشروعات غير مسبوقة. مؤكدا أن جميع أجهزة الدولة ساهمت فى تسهيل كافة العقبات لإنجاز المشروعات العملاقة.